انه المتقربع المؤلف والرحالة الذي ما ان يتواسى في بيتهم حتى يشد رحاله ولا يترك احداً في حاله، غذاؤه التمر والنخالة كان محبا للخير وصديقا للصحراء والطير يؤدي الخبز للمحتاجين ويخرج من متاهاته «زي الشعرة من العجين» يحب ملاحق القطاوة وحياته كلها شقاوة يحلق شنبه بالحلاوة وفطوره زيتون وبقلاوة قدم من مسقط رأسه بلاد الشرنقع بسيارته السيدان القرنبع وحين قدومه ارتعد الجميع منه وافرنقع كان يحمل فوق كتفه صندوقا باليا يحوي بعض مؤلفاته القيمة وخاصة كتابه الذي لافي اعجابا كبيرا وترجم لعدة لغات بعنوان : كيف تقود القرنبع من دون ما تقبع.
وفيه أوضح للقراء كيف نقود هذه السيارة الفارهة بكل اقتدار منذ اول تعشيقه الى آخر نمرة توصلنا الى نهاية الكتاب ومن ضمن النصائح التي أخبرنا بها في كتابه المتعوب عليه هو ان يستمتع السائق بوضع يده على الباب بشكل مفرود «خبز مهيب يد» والاستعانة بها في الاشارة وتحديد الاتجاه اذا لزم الامر يعني دب اليد وذب الموتر معها او العكس ولكي تكتمل الرومانسية القرمبعية؟
نصحنا المؤلف بسحب السست لتحقيق قسوة المطبات والحفر الارضية وهناك كتاب آخر تحت عنوان : «كيف تتربع بحركات الاصبع».
الذي وصل الى اعلى مستوى من الخبص والتوزيع وترجم الى عدة لغات حتى اللغة الهيروغلوفية لم تخل منها ففي احد فصول ذلك الكتاب يشرح لنا طريقة طقطقة الاصابع على اطراف الطاولات بحركة مهارية وخص بها الطلاب وهم يهيمون في الدخول او الخروج او حتى في طريقهم لمسح السبورة وفي الخارج تكون الجدران هي البديل اللازم وكطريقة اضطرارية هناك كبوت السيارة وغالبا تتم الفرقعة عليه بعد تغيير الزيت.
ويتطرق فيه الى سلام بعض الناس حين يقوم بمسك اليد بعد المصافحة ويستعرض الاصابع واحدة تلو الاخرى وكأنه يقيس احد الخواتم.
وبعدها بصفحات يوضح لنا اهمية الاصبع الصغير في وصوله لقمة التعبير وذلك لأهميته في التراضي بعد زعل دام طويلا تحت مسمى «صحيب».
وبجانب الشرح هناك رسمة واقعية للحركة عبارة عن اصبعين متشابكين وكأنها علامة هتلرية انعجافية انه انسان شاعري حتى انه ومنذ تهيضاته الاولى حبا نحو القمة كيف لا وهو القائل في احد سفرياته:
درت البراري كلها شايل الجوت
.. وقطعت سور الصين وعشت بأوغندا
هاك القرمبع بالكتب صار مبهوت
وباقي الكتب حطيتها في البرندا
كانت تلك القريحة تفوح بمجرد ان «يدبغ» في صحن فول
كان يلتهم المفردات في ملعقة الجملة ويغص بسلاستها وعنفوانها
كان يهرف بملء شدقيه وينظر نحو مرفقيه بدون ان يلتفت بناظريه
يعجبك في تتليصه ضيق احداقه وفي وجهه انتفاخ اشداقه
ويعجبك في وقفته جمالية لمحته وسرعة الفته وعذوبة لسعته «حشا عقرب»
ويعجبك في قدومه انسياب هدومه ودماثة سلومه وهماليل غيومه
وعندما يصرخ في وجهك تحس بأوتاره الصوتية تعزف في لهاته الحان الفرح
وعندما يبتسم في خشتك تشاهد اسنانه ونواجذه تشع بياضا واشراقا تدعوك للارتياح يكسوها بياض الثلج ويعتريها ذلك الفلج
اما حين يرفع يده ليتمغط ويقول وآآآوه ه ه فهو بذلك يعانق أثير الانفاس التي قذف بها للفضاء ليخفف من حدة الصحة والضوضاء.
سافر لعدة دول واستقر في الصين لمدة 10 سنين بدون ان يحس بمرارة الغربة حاملا معه القربة التي تتقاطر بعرقه الثمين.
لم يكن يحرص على الخروج مع اصدقائه لانه كان منهمكا في البحث عن جزئه المفقود وبعد فترة ليست بالقصيرة وجد ذلك الجزء بعد ان اضناه التعب في احد الدعاسيق ملفوفا في كرشة ومصير عليه ورقه كتب فيها: هذي طعمتكم وتقول امي السنة الجايه ان شاء الله بنعطيكم اليد مع الجنب ولا تعطونا كرشة لأن محد يأكلها.
عبد الله سليمان العمار/ القرائن www.abuharon.com |