لم أصدق نفسي وانا استمع الى اعترافات الشاب المسلم خالد كيلي مسؤول جماعة «المهاجرون» في ايرلندا، وهو يتحدث عن رحلته «من الكفر الي الايمان» او كما يسميها «من الظلمات الى النور» يقول كيلي: «ان رحلة الكفر والضلال بدأت مع صناعة الخمور «السرية في السعودية» في الفترة التي عمل فيها كممرض في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، الي اعتناقه الدين الحنيف في سجن الحائر بالسعودية عام 2000م، اثناء قضائة مدة العقوبة بعد ضبطه وهو يصنع الخمور في منزله.
يقول الممرض الايرلندي : خالد واسمه قبل الاسلام تيرنسي ادوارد كيلي انه كان يكره الإسلام، وبصفة خاصة صوت الاذان عند حلول موعد صلاة الفجر في الرياض، لكن الله كان قد اعد له رحلة اخرى غيرت مجرى حياته.
ويعترف انه ذهب الى العاصمة السعودية للثراء السريع، وكان يكسب مبالغ هائلة من صناعة الخمور السرية الرديئة النوعية في منزله بالاضافة الى مشاركته في تهريب الانواع الثمينة منها من «الويسكي» صنف «البلاك ليبل» من البحرين الى الرياض عبر شبكة منظمة، وكان لديه قائمة بعملائه العرب والاجانب من المشترين، الى ان تم اعتقاله وارساله الى سجن الملز في شرق الرياض ومنه انتقل لتمضية خمسة اشهر في سجن الحائر بجنوب الرياض.
ويضيف في لقاءله مع «الشرق الاوسط» ان قائمة العملاء من المشترين اهداها اليه طبيب امريكي كان شريكه في صناعة الخمور السرية في نفس المستشفى التخصصي قبل انتهاء تعاقده ورحيله من الرياض ومعه على الاقل ثروة ضخمة تقدر بأكثر من مليون دولار من تلك التجارة.
ويشير الي ان السلطات السعودية صادرت ثروته من المال الحرام وهو في الوقت ذاته غير آسف على ذلك ايضا يقول ان فترة السجن كانت «رحمة من الله ونقطة تحول» في تاريخ حياته، لانه عرف معنى الإسلام الحقيقي داخل عنبر سجن «الحائر» من خلال كتيبات صغيرة تشرح اصول الفقة والدين الحنيف كان يمده بها شاب افغاني سجين يجيد الانجليزية اسمه ايوب.
ويوضح: قبل الاسلام لم أكن اعرف في حياتي معنى الحب، ولكنني عندما قرأت القرآن الكريم شعرت بفيض واسع من الرحمة والعطف يغمرني، وأحس الآن ان الذي قادني إلى الإسلام في سجن الحائر بالرياض هو محبة الله التي لا تقاوم، هو شيء أكبر مني لا استطيع تفسيره او اختزاله في كلمات قليلة.
ويقول خالد ان النقطة الوحيدة التي تنغص عليه حياته اليوم هي ان زوجته البريطانية لم تشهر اسلامها بعد، ولكنه يشعر ان الله سيهديها اليه يوما ما، هو لم ييأس من ذلك بعد، وان كان بعض الاخوة الاسلاميين اشاروا علي بضرورة الاقتران بأخرى «تؤمن بالله الواحد القهار».
الشهادة في الحائر:
ويوضح خالد كيلي انه في فترة الكفر والضلال كان لي اصدقاء اجانب كثيرون في السجن السعودي، لكن بعد اعتناقي الإسلام والنطق بالشهادتين ابتعد الجميع عني، وتوقفوا عن الحديث معي، بل اعتبروني آفة او جاسوساً عليهم.
ويتذكر صديقه الفلبيني جواين الذي اشهر اسلامه في سجن الحائر أيضا، وتحول إلى ابراهيم.
ويقول: كان أيوب الافغاني خير عون لنا في عنبر سجن الحائر، الذي يتسع لنحو 150 سجيناً لفهم اركان الاسلام الخمسة والاحاديث النبوية وتفسير جزء عم من القرآن الكريم.
ويوضح ان العنبر كان موجودا في الدور الارضي على اليمين بعد المدخل، ويشير الى انه في السجن السعودي كان الدخول الى عالم الاسلام الرحب سهلا فلم يكن هناك خمر او لحم خنزير، حتى احس بالمعاناة النفسية، فقد شعرت بغربة شديدة بين السجناء الاجانب الذين اعتزلوني عقب ان نطقت بالشهادتين.
ويقول: قدم لي النقيب علي من حرس السجن سجادة صلاة ومصحفاً هدية، وكان لطيفا للغاية معي وهو يهنئني على دخول الدين الحنيف. ويعترف كيلي: اليوم يمتلكني الخوف والرهبة بعد كل صلاة عندما انظر الى السنوات التي تركتها خلفي وكلها كفر وضلال، فبالرغم من انني كنت موجودا في الرياض،
واسأله عن اقلاعه السريع عن الخمر عند اشهار اسلامه فيقول: «في عنبر سجن الحائر لم يكن هناك الا الطعام الطيب واناس طيبون وقعوا بطريق الخطأ في المحظور».
ويضيف: اما بعد خروجي من السجن ووصولي الى بريطانيا فان الاسلام علمني هجر المعاصي واماكنها مثل الخمارات والبارات التي كنت اتردد عليها في ضاحية «ووليتش» والابتعاد عن رفقاء السوء.
وخالد كيلي سعيد الآن وهو يعبر عن ذلك ببساطة بقوله بالعربية: انا بخير أنا في قلب الاسلام. ويوضح: اكملت ديني والحمد لله ولم يتبق لي الا الختان رغم ما سمعته من قصص عما تلحقه بالنفس من آلام نفسية لمن هم في مثل سني، ويقول عن ماضيه: على الارجح كنت ملحدا، لا اعتقد بوجود الله، وذلك على الرغم من تحدري من عائلة تؤمن بالله، ولكنها ليست ممارسة للشعائر الدينية. وقد اكتشفت حبي لله في الاسلام.
ويضيف: اختار لي ايوب الافغاني اسم خالد تيمنا بالقائد العربي الشهير خالد بن الوليد، وقال لي ايوب: ان اسم خالد يعني الخلود.
فقدان الوظيفة:
يقول كيلي: «من الله بواسع علمه ورحمته علي وانا استمع الى عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» في مسجد «ووليتش» بغرب لندن في حلقة الدرس الاسبوعية ل«المهاجرون» عام 2001م وكان يتحدث عن «الجهاد» ذروة سنام الاسلام، دون خوف او وجل، وضرورة الانتقال الى الشباب الظامئ الذي يبحث عن اصول الدعوة الاسلامية في الشارع البريطاني بلندن وبرمنغهام ومانشستر وبقية المدن الداخلية.
ويتطرق الشاب ذو العيون الخضراء الى المعاملة التي تلقاها في مستشفى سانت ماري بلندن بعد عودته من السعودية اثناء الحرب على افغانستان، عندما عرفوا انه لا يؤيد الحرب على افغانستان ويضيف : ان مديري المستشفى لم يكونوا سعداء على الاطلاق وقبل ان ينتهي الاسبوع كنت قد فقدت وظيفتي في المستشفى البريطاني.
حركة «المهاجرون»:
وينتقل خالد كيلي الى مرحلة العمل تحت مظلة حركة «المهاجرون» فقال انه يشرف حاليا على الحركة الاسلامية في ايرلندا، وهناك استجابة واسعة من الشباب الايرلندي للدين الحنيف عبر ادبيات جماعة «المهاجرون».
في الختام نود أن ننوه أن مجلة الأمل أوردت حوار خالد كيلي في عددها الأخير
|