* إسلام أباد أ ش أ:
وصف ظفر الله جمالي رئيس الوزراء الباكستاني موافقة الرئيس الباكستاني برفيز مشرف على التخلي عن منصب القائد العام للقوات المسلحة اعتبارا من نهاية العام القادم، بالتضحية الكبيرة مشيراً الى ان الخطوة هي برهان على مدى تمسك الرئيس مشرف بشعار باكستان أولا.
ويأتي هذا الاتفاق في إطار اتفاق مع تحالف الاحزاب الدينية لانهاء أزمة سياسية حادة، وأعرب جمالي في تصريحات للصحفيين بإسلام أباد عن ارتياحه البالغ حيال التوصل في وقت سابق من يوم الأربعاء لاتفاق بين حكومته وتحالف الاحزاب الدينية المعارض لانهاء أزمة استمرت أكثر من عام جراء اصرار هذا التحالف المكون من ستة أحزاب دينية على الغاء تعديلات دستورية كانت قد فرضت في شهر أغسطس من العام الماضي وحصل بمقتضاها الجنرال برفيز مشرف على صلاحيات واسعة النطاق.
وقال رئيس الحكومة الباكستانية انه سيسعى للتفاهم مع الاحزاب الأخرى لتحقيق الاستقرار السياسي في اشارة للتحالف من أجل استعادة الديموقراطية الذي يضم 15 حزبا معارضا من بينها حزب الشعب الذي تقوده رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو من المنفي والجناح الموالي في حزب الرابطة لرئيس الوزراء المخلوع والمنفي نواز شريف وهو التحالف الذي مازال يرفض التعديلات الدستورية ولم يشارك في المفاوضات التي افضت للتوقيع على اتفاق الأربعاء بين حكومة جمالي وتحالف الاحزاب الدينية.
وكان الرئيس الباكستاني برفيز مشرف قد أعلن في خطاب مساء الاربعاء انه سيتخلى عن منصبه كقائد عام للقوات المسلحة في شهر ديسمبر من العام المقبل معتبرا ان احتفاظه بهذا المنصب الى جانب رئاسته للدولة قد يتعارض مع متطلبات الديموقراطية غير انه أكد انه رئيس منتخب من الشعب.
ووصف الجنرال برفيز مشرف في خطابه عبر التلفزيون الباكستاني الاتفاق الذي أبرم بين الحكومة وتحالف الاحزاب الدينية المعارضلتسوية ازمة ناجمة عن رفض المعارضة لتعديلات دستورية فرضت منذ نحو عام ونصف العام بأنه لصالح باكستان ولم يخرج منه أي طرف كغالب أو مغلوب.
ومن المقرر ان تجري الجمعية الوطنية «مجلس النواب» تصويتا اليوم الجمعة لاقرار الاتفاق الذي يستهدف انهاء أزمة سياسية سببت حالة من الاحتقان في باكستان ودفعت تحالف الاحزاب الدينية المكون من ستة احزاب لتنظيم حملات احتجاجية لارغام الحكومة على الغاء التعديلات الدستورية المثيرة للجدل والتي حصل بمقتضاها الرئيس برفيز مشرف على صلاحيات واسعة النطاق من بينها حقه في حل البرلمان المنتخب.
وفيما وافق الرئيس الباكستاني على التنازل عن بعض صلاحياته فإن تحالف الاحزاب الدينية الذي يقوده حاليا قاضى حسين أحمد قبل انهاء مقاطعته لجلسات البرلمان والتي سببت حالة من الشلل للانشطة البرلمانية.
وبمقتضى الاتفاق الذي وقع في مقر اقامة شجاعات حسين رئيس حزب الرابطة الموالي للجنرال برفيز مشرف بحضور عدد من قادة تحالف الاحزاب الدينية من بينهم فضل الرحمن ولياقات بالوش فان الرئيس الباكستاني لن يكون بمقدوره حل الحكومة المنتخبة قبل الحصول على موافقة المحكمة الفيدرالية العليا في إسلام أباد.
واعتبر شيخ رشيد أحمد وزير الاعلام الباكستاني في تصريح للصحفيين بإسلام أباد هذا الاتفاق بين الحكومة وتحالف الاحزاب الدينية دفعة قوية لصالح الديموقراطية والاستقرار.
يذكر ان تحالف الاحزاب الدينية المعارض بقيادة قاضي حسين أحمد كان قد حقق مكاسب غير مسبوقة في الانتخابات العامة والاقليمية التي شهدتها باكستان يوم العاشر من شهر أكتوبر في العام الماضي.
|