* السليمانية - رويترز
يطالب أكراد العراق بحكم ذاتي جوهري في شمال العراق الذي تقطنه أغلبية كردية وما حوله قبل وضع الدستور الوارد في خطة نقل السلطة من محتلي العراق الأمريكيين الى مواطنيه.
ومن المؤكد ان ذلك الاحتمال سوف يقلق تركيا المجاورة وهي حليف للولايات المتحدة تخشى ان يؤدي الحكم الذاتي لاكراد العراق الى اشعال النزعات الانفصالية بين الأكراد الأتراك كما ان ذلك يتعارض مع الرؤية المستقبلية للعراق بين أغلبية سكانه العرب.
وقال برهام صالح رئيس وزراء نصف المنطقة الشمالية التي يديرها الأكراد منذ انتزاعها من بغداد بعد حرب الخليج في عام 1991 ان خطة اقترحها الأعضاء الأكراد في مجلس الحكم المدعوم من الولايات المتحدة أشارت الى الحكم الذاتي الكردي باعتباره نموذجا في المستقبل لبقية البلاد في عراق فيدرالي.
وقال ان الخطة تشمل وحدة ادارية كردية تضم الاقاليم الثلاثة الشمالية التي كانت خارج سيطرة بغداد ويمكن ان تمتد الى منطقة كركوك النفطية المنقسمة عرقيا بين الأكراد والعرب ومناطق أخرى ذات كثافة سكانية كبيرة من الأكراد.
ينتمي صالح الى الاتحاد الوطني الكردستاني أحد الفصيلين الرئيسيين لأكراد العراق وقال «نريد ان يكون بالعراق نظام فيدرالي ديمقراطي ونتحدث عن منطقة تتكون من عدة محافظات».
وأضاف «نحن نقبل بأننا جزء من العراق وسوف يعود الدفاع القومي والسياسية الخارجية والسياسة النقدية القومية والمسؤوليات الأخرى للحكومة المركزية الى بغداد».ومضى «كركوك جزء لا يتجزأ من كردستان اداريا وجغرافيا وتاريخيا».
وعندما سئل هل سيطالب الأكراد بالسلطة على المناطق ذات الاقليات الكردية الكبيرة مثل محافظة ديالا شمال شرقي بغداد أجاب «بالطبع».
وشن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين حملة عسكرية لاخضاع الأكراد في منتصف الثمانينات. وقتل حوالي مئة ألف شخص كثير منهم لقوا حتفهم بالأسلحة الكيماوية.
وجاءت تلك الحرب التي كان الهدف منها سحق الطموحات الانفصالية للأكراد ومعاقبتهم على التعاون مع ايران في حرب 1980 - 1988 ضد العراق في الوقت الذي اعاد فيه صدام توطين العرب في كركوك التي يوجد بها أكبر احتياطيات النفط العراقي وطرد الأكراد والتركمان الذين يتحدثون اللغة التركية من المدينة.
ومنذ سقوط صدام يشكو التركمان والعرب في كركوك من السرقة والترويع على يد الأكراد الذين يلعبون الدور الرئيسي في الحكومات المحلية التي تعمل مع الجيش الأمريكي في المنطقة.
وقال صالح ان مصير المدينة يتعين تسويته بين سكانها الأكراد والتركمان والمسيحيين الآشوريين والعرب الذين لهم جذور محلية.
من جهة أخرى أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان رفض بلاده لأية محاولات ترمي الى تمزيق وحدة العراق أرضا وشعبا واصفا ذلك بأنه يشكل خطرا على العراق والمنطقة عموما.
وقال راديو بي بي سي البريطاني ان تصريحات اردوغان هذه جاءت تأكيدا لتصريحات مماثلة لوزير خارجيته عبد الله جول الذي كان أكثر وضوحا حين حذر أكراد العراق من مغبة سياساتهم الخاطئة.
وقال ان تركيا ودول الجوار متفقون على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق.
وأكد جول أيضا ان أنقرة لن تقبل بأية محاولات لتغيير التركيبة السكانية لمدينة كركوك مشيرا الى ان محاولات الأكراد اقامة كيان كردي فيدرالي مستقل في شمال العراق ستؤدي الى مشاكل خطيرة في العراق والمنطقة كتلك التي تعيشها المنطقة أساسا بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ فترة طويلة.
|