* رام الله - كتب- نائل نخلة:
أكد عدد من المحامين الفلسطينيين العاملين في المؤسسات المراقبة لأوضاع الأسرى في سجون الاحتلال أنه في الوقت الذي يحتفل العالم بالذكرى الخمسة والخمسين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يعيشون ظروفاً غاية في السوء لم يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال من العام1967.
معتقل عوفر
ويؤكد ذلك محامي نادي الأسير الفلسطيني كريم حمودة الذي زار سجن عوفر الذي يرزح فيه 800 أسير من مختلف المدن الفلسطينية، معظمهم موقوفون لحين المحاكمة، ويتعرضون لاعتداءات الجنود المتكررة من الضرب المبرح والتنكيل المتواصل.
ويستشهد المحامي خلال حديثه بحالة الاسير سعد جمعة، الذي تم وضعه على مقدمة الجيب العسكري والتجول في شوارع القدس الغربية، وشارك المستوطنون بالاعتداء عليه بالضرب مما ادى الى نقله الى مستشفى هداسا عين كارم ووضعه في غاية الخطورة.
ويضيف المعتقل مراد الخطيب القابع في سجن عوفر ان الاسرى هناك يتعرضون للاهانات المستمرة، ويفتقدون لأبسط الحقوق، حيث البرد الشديد وعدم وجود الماء الساخن وقلة الأغطية وتهديد الأسرى المستمر بسحبهم للتحقيق.
وفي وصفه لمقر توقيف عوفر يقول الأسير بلال الزين من مدينة البيرة لا يوجد به طبيب مختص ولا يقدم العلاج للحالات المرضية موضحاً ان إجراءات زيارة المحامين مشددة والأسرى بحاجة الى دعمهم بالملابس والمواد الغذائية.
مركز توقيف عتصيون
وجنوب الضفة الغربية بالقرب من مدينة بيت لحم يقع مركز توقيف عتصيون الذي زاره محاميا نادي الأسير حسين الشيخ وجاكلين فرارجة وأكدا أنه يوجد داخله «40 أسيرا» يتعرضون لإهانات واستفزازات يومية.
وأضاف المحاميان اللذان زارا معتقل عتصيون ان سلطات الاحتلال اعتقلت 8 اخوة من قرية تفوح بالخليل تعرضوا للضرب المبرح والشديد وشبحوا وهم معصوبو الاعين ومقيدو الارجل من الساعة 4 صباحاً حتى الساعة 11 قبل منتصف الليل.
وقال المحاميان ان الاسير عمار مصطفى ابو عكر 20 عاماً من سكان بيت لحم نقل الى مستشفى هداسا عين كارم بسبب الاعتداء عليه من قبل الجنود وتدهور وضعه الصحي، حيث يخضع منذ اعتقاله في الثامن من الشهر الجاري لتحقيق قاسٍ ومكثف ومحتجز في زنزانة انفرادية... واشتكى الاسير نضال يوسف غوانمة من الخليل من تعرضه للضرب مما اضطره للاعتراف على ضرب حجارة.
سجن سالم
وأوضح محامي نادي الأسير مهند الخراز الذي زار عدداً من الأسرى في سجن سالم العسكري الذي يقبع فيه «35 معتقلاً» أنهم وجهوا نداء للعمل على إغلاق المعتقل بسبب عدم صلاحيته للحياة الإنسانية وافتقاده لأدنى الشروط الإنسانية.
وأشار الاسرى الذين التقاهم المحامي انهم اوضحوا له أن المعتقل يفتقد لكل شيء حتى شفرات الحلاقة والصابون والسكر ومواد التنظيف وملابس الشباب، وأنهم يتعرضون لهم بالاستفزازات والاهانات اليومية.
سجن هداريم.. إهانات وتجويع
أما معتقل هداريم الذي يقبع فيه من تسميهم إسرائيل «المخربون الخطيرون» والذين تعتبرهم من أخطر الأسرى على أمنها ويبلغ عدهم قرابة 420 معتقلا، فهم يتعرضون لأبشع الإهانات ولأسلوب التجويع والتجريد من الملابس إلى غير ذلك من الإهانات اليومية المتكررة.
وذكر المعتقل ايمن طاهر عباس من جنين للمحامي مهند الخراز ان السجانين في هداريم يقومون بإجبار الاسرى على خلع ملابسهم وتفتيشهم بشكل مهين عندما يتم نقلهم الى المحكمة او عودتهم منها وكذلك مع الاسرى الجدد الذين يأتون للسجن.
وأضاف ان إدارة السجن تمنع الأسرى من زيارة بعضهم البعض ولا تسمح لهم بالخروج الى ساحة النزهة سوى ساعة ونصف يومياً، واشار الى سوء الطعام المقدم للأسرى واعتمادهم على شرائه على حسابهم الشخصي في ظل نقص حاد في النقود لدى الأسرى وغلاء الأسعار في السجن.
وقال عباس ان معظم الليالي ننام بالجوع، إضافة إلى حاجة الأسرى الماسة للملابس الشتوية، وأضاف يعطى كل أسير دقيقة واحدة للاستحمام رغم عدم وجود صابون ومواد تنظيف.
وختم الأسير عباس حديثه بقوله إن الانفجار قادم إذا استمرت مأساة أكثر من 7000 أسير يقبعون في زنازين وسجون الاحتلال المنتشرة في الأرضي الفلسطينية وداخل الدولة العبرية.
| 
