بعض البشر لديهم هواية عجيبة يمكن ملاحظتها خاصة في دوائر العمل تلك الهواية هي أن صاحبها يجب أن يكون «خانعاً وذليلاً» لمديره ورئيسه في العمل.. لا يوجد مبرر في هذا الكون يجعل إنساناً يسيطر على إنسان وتفكيره ويجعله فقط «كومبارسا» في ضيافة البطل!
أولئك الأجناس التي تجدها في كل المؤسسات الحكومية وتمسح الجوخ للمدير حتى ينسى أنه مدير ويجزم بأنه الحاكم بأمره هؤلاء «يودون» ذلك المسؤول ودائرته في داهية فتلذذ المدير في خنوعهم غير المبرر يجعله يطلب المزيد من الخنوع والسيطرة، وهم في المقابل ليس لديهم مشكلة في مزيد من الخنوع والخضوع المضاف إليها العديد من كلمات التبجيل والثناء على عبقرية المدير وحسن ذوقه وتفوقه على سابقيه.
إن هذا التلذذ المتبادل هو من أضاع جهود وأهداف الكثير من الأجهزة الرسمية حيث أصبح الشخص في تلك الإدارة هو صانع المعجزات ونسينا أن هناك نظاماً إدارياً ينظم العلاقة بين المدير ومرؤوسيه ولا حاجة إطلاقاً لمثل هذه الأساليب التي تصنع المزيد من «الكومبارسات» بينما يبقى العمل في النهاية هو المتضرر.
الأمر السيىء أن من يترفعون عن ممارسة دور الكومبارس يبعدون عن المسرح لأن اللعبة تقوم على بطل واحد وعدد من «الكومبارسات» فالخيار المطروح هو أن يبقى بعيدا أو يدخل اللعبة!! في كل الدوائر الحكومية والمدارس والمستشفيات وغيرها ستجد هذا النموذج موجوداً ولا يختفي إلا في حالة واحدة عندما يسود النظام لينظم العلاقة بين منسوبي الجهاز، فبالنظام يعرف كل شخص حقوقه وواجباته.
| 
