من عام 1979 بدأ الاتحاد السوفيتي بإطلاق قواته نحو الحدود الأفغانية في حرب دامت بعد ذلك قرابة العشر سنوات.
كانت هذه الحرب السوفيتية هي الأولى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث دخلت القوات الروسية إلى بلد خارج حدود قوات حلف «وارسو».
ولم يستغرق الغزو مدة طويلة حتى سقط البلد بأكمله في أيدي الجنود الروس، ولعل هذه السهولة في الاستيلاء على أفغانستان جعلت كثيراً من المحللين لا يصدقون أن هذه الحرب قد استمرت كل هذه الفترة من الزمن، بل لم يكن لأحد أن يتوقع انسحاب روسيا بعد أن عانت قوات الجيش الروسي كثيراً وبعد أن فقد أكثر من ثلاثة عشر ألفاً من الجنود.
ذلك أن أفغانستان قد بدأت تتحرك في اتجاه المقاومة حيث أقامت معسكرات للتدريب على الحرب في باكستان، تلك الجماعات التي وإن كانت تضمر رغبة في تحقيق أهداف أخرى في أفغانستان، ولكنها كانت قبل كل شيء تسعى للتخلص من الغزو السوفيتي.
وقد أدى تعدد الجماعات في الحرب إلى عدم التنسيق بينها في وجه العدو مما أضعف الجانب الأفغاني.وبالرغم من المساوئ التي عادت على الجبهة الأفغانية من جراء عدم اتحادهم إلا أن هذا كان في حد ذاته ميزة من جهة أخرى.
والحقيقة أنه كان من الصعب على القوات الروسية مراقبة التحركات الأفغانية لمقاومتها نتيجة ذلك التعدد وهذا التعارض في الأهداف.ع أن عدم التنسيق لم يكن نقطة الضعف الوحيدة، حيث عانت أفغانستان من قلة الأسلحة وخاصة الأسلحة الحديثة.
هذا بالإضافة إلى عدم وجود جبهة تدريب رسمية وعدم وجود موارد دخل وتمويل للقوات الأفغانية.
|