Thursday 25th december,2003 11410العدد الخميس 2 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

احذري البودرة والكريمات المعطرة والماء الملوث احذري البودرة والكريمات المعطرة والماء الملوث
التهاب الحفاظ عند الأطفال.. الأسباب وطرق الوقاية..

يصاب كثير من الأطفال في السنة الأولى من العمر بالتهاب الحفاظ الذي يؤدي الى متاعب للطفل وقلق الأهل، وتجهل كثير من الأمهات أسباب حدوث المرض، وكيفية الوقاية منه، وقد تلجأ الى استبدال عدة أنواع من الحفاظات دون جدوى.. د. سامي نوح استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض يتوقف عند أسباب حدوث المرض، فيقول: التهاب الحفاظ هو تهيج يصيب الجلد في منطقة الحفاظ يؤدي الى احمرار قد يكون مصحوبا بتورم وتقرحات مع ندب مليئة بسائل يشبه القيح إن لم يعالج بشكل سريع وجيد، ويكثر في الأطفال ذوي الوزن الزائد، وهناك أسباب عديدة لهذا الالتهاب لكن في أغلب الأحيان لا يمكن تحديد السبب بالضبط ربما لتداخل الأسباب مع بعضها البعض مما يجعل وجود أكثر من سبب واحد هو احتمال وارد جداً، ومن هذه الأسباب:
الرطوبة وعدم تغيير الحفاظ باستمرار، وقد تنتج الرطوبة بسبب التعرق أو عدم تجفيف المنطقة بعد التنظيف بشكل جيد، والبول والغائط خاصة إذا بقيا ممتزجين لفترة طويلة بسبب تحرر مادة الأمونيا المهيجة القوية للجلد من اليوريا الموجودة في البول بفعل الجراثيم الموجودة في البراز. ويعتبر هذا أهم عامل في تكون التسميط، وعليه فإن التسميط يكون أكثر عند الأطفال الذين يكون حليبهم صناعيا Bottle Feeding لأن برازهم يكون قاعدياً عكس الأطفال الذين تكون رضاعتهم طبيعية Breast Feeding فإن برازهم حامضي تقل به هذه البكتريا مما يجعل التسميط أكثر عند الأطفال بالرضاعة الصناعية.
كما ان استخدام بعض أنواع الصابون قد يهيج الجلد عند بعض الأطفال، كذلك بعض مواد التنظيف إذا كان الطفل يستخدم الحفاظات القطنية التي تغسل وهنا قد يغطي الطفح كامل المنطقة وينصح بهذه الحالة أما ابدال الحفاظ الى تلك التي تستخدم لمرة واحدة أو شطف الحفاظ القطني بشكل جيد بالماء بعد غسله لازالة كل أثر للمنظف المستخدم، الالتهابات الفطرية والبكتيرية والأكزيما، واستخدام بعض الكريمات والمراهم الطبية مثل النيومايسين قد يسبب التسميط أو ربما يهيجه عند البعض وكذلك أحيانا بسبب المضادات الحيوية Antibiotics لأنها تساعد الفطريات على النمو مثل Candida، واستخدام الماء الملوث أو الذي يحتوي كميات كبيرة من الكلور أو الملح وهي مهيجات للجلد، ويلاحظ أن الأطفال البدينيين أكثر تعرضاً لهذا الالتهاب من الأطفال أصحاب الأوزان العادية.
وحول سبل الوقاية والتدابير التي تقلل من شدة الالتهاب عند أو قبل حدوثه، يقول د. سامي نوح: يمكن للأم أن تتخذ عدداً من التدابير لمنع حدوث التسميط أو للتقليل من شدته والاسراع بالشفاء عند حدوثه.
فعند ملاحظة احمرار في منطقة الحفاظ عليها أن تبدأ مباشرة بغسل المنطقة بالماء الفاتر، مع مراعاة عدم الفرك الزائد للجلد عند التنظيف حيث ان فرك الجلد بالصابون عند كل غيار للحفاظ، قد يؤدي الى ضرر على الطبقة الخارجية للجلد خاصة مع وجود البلل بالبول والبراز أو وجود الالتهاب نفسه، لذلك ننصح بعدم فرك الجلد بالصابون ولا بالمناديل المعطرة بل يفضل استخدام فوطة قطنية أو قطن مرطب بالماء لمسح المنطقة بلطف، كذلك عدم الافراط في تجفيف الجلد بعد كل غيار للحفاظ والاكتفاء بالمسح بفوطة ناعمة أو قطن، والحرص على تغيير الحفاظ حالما يحدث التبول أو التبرز وعدم تركه لفترة طويلة جدا حتى مع عدم حدوث التبول والتبرز لأن التعرق قد يحصل وكذلك التقشر الجلدي بسبب الاحتكاك الذي يسببه الحفاظ مما يستوجب التهوية، ويفضل وضع طبقة رقيقة من الكريمات الحافظة كالسيدوكريم أو الفازلين لكي تقوم بحماية الجلد من الرطوبة، كما يجب عدم استخدام الكريمات المعطرة، والبودرة لأنها قد تؤدي الى تهيج الجلد، ومن الأفضل ترك الطفل بدون حفاظ لأطول فترة ممكنة لتهوية الجلد. وهذا الوضع غير المقيد يسعد الطفل ويجعله يستمتع بالرفس والحركة.
كذلك عدم اغلاق الحفاظ بشدة لأن ذلك يمنع مرور الهواء الى المنطقة خصوصا ليلاً ويمكن زيادة دخول الهواء باستخدام حفاظ أكبر حجما وعدم اغلاقه بشدة كما يمكن قطع الحبل المطاطي للحفاظ لجعله مرتخياً، كما ان الافراط في استخدام بودرة التلك Talcum Powder بصورة مستمرة ومع كل غيار للحفاظ أمر غير مرغوب ولكن يمكن وضعه بواسطة الكف وبكميات قليلة جداً ان كان لابد من ذلك مع تجنب وضعه على الأعضاء التناسلية لأنه إذا لامس البول يتحول الى مادة مهيجة للجلد.
وينصح استشاري أمراض الأطفال بمستشفى الحمادي بالرياض الأم ان تنظر الى فم الطفل الذي يصاب بالتسميط فإذا لاحظت وجود مناطق مغطاة بطبقة بيضاء عند ازالتها برفق بواسطة قطنة تترك منطقة قانية حمراء فإن ذلك قد يعني ان التسميط سببه التهاب الفم والأمعاء الفطري andida الذي يصيب الأطفال في حالات الاسهال وعند استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة، وفي جميع الحالات يستحسن مراجعة الطبيب لكي يتم تحديد السبب واعطاء العلاج اللازم.
وهناك خطوات علاجية تساعد على ازالة الالتهاب، ومنها: تغيير الحفاظ باستمرار بعد كل تبول أو تبرز. مع اتباع الارشادات السابقة، ودهن المنطقة بعد تنظيفها كما ذكر آنفاً باحد الكريمات مثل أكسيد الزنك Paste Zinc Oxide الذي يمكث على الجلد مدة أطول من الكريمات الأخرى، كما أنه يجب تنظيف الجلد باستخدام الماء المنسكب والدعك بخفة لتنظيفه، فهكذا يمكن تنظيف الجلد وابعاد بقايا البول والبراز، ويجب زيارة طبيب الأطفال إذا لم تنفع الاجراءات السابقة أو إذا كان الالتهاب يزداد سوءاً، فقد يكون السبب هو وجود التهاب بالفطريات أو البكتريا، مما يستدعي اعطاء علاجات معينة لكل منها.
وحول ما إذا كان للالتهاب علاقة بأنواع الحفاظات، يقول د. سامي نوح: يحدث التسميط عندما يكون الجلد رطبا لهذا فإنه يكثر مع الاسهال، ومن أهم وظائف الحفاظ جعل الجلد جافاً وهذا شيء ممكن مع كافة الحفاظات عندما تغير باستمرار إلا أن بعض الأطفال قد يتهيج عندهم الجلد أكثر بسبب الحساسية التي قد ترافق الحفاظ وعليه فإن في هذه الحالات يمكن أن يكون الحفاظ القطني أو الحفاظ المثبط للحساسية Hypoallergenic Nappies مفيداً وفي كل الأحوال يستحسن تغيير نوع الحفاظ إذا أصبحت المسألة متكررة وهناك بعض الأطفال يرتاحون لنوع معين من الحفاظ وليس الآخر. وننصح بأن تستخدم الحفاظات التي تمتص الرطوبة بشكل جيد والتي لا تحتوي على «البوليستر أو النايلون» في جهتها التي تواجه الجلد ويجب أن يكون حجم الحفاظ ملائما للعمر وغير ضيق على الجلد. وان تغيير الحفاظ بشكل مستمر كل ساعتين الى ثلاث ساعات وهو أهم من نوع الحفاظ مع ترك الطفل بدون حفاظ لفترات طويلة من أجل التهوية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved