في خضم امواج متلاطمة من الهموم والذل والهوان والمحاولات المتعمدة لتركيع الشعوب العربية والاسلامية وإسقاط عبارات الفشل ورمي الأمة بكل ماهو بعيد عن الانسانية والحضارة والتمدن مع اختصار العكس على أمم وملل بغيرها ارتأت ان تبعدنا عن ثقافة التسامح والتعدد والشورى التي هي ركنٌ ركينٌ من اعمدة وركائز ملة الاسلام، ففي وسط كل هذه الاجواء المكهربة يعيش العرب هذه الايام وفي مدينة العرب «رياض الخير» احتفالات المهرجان الوطني للتراث والثقافة التاسع عشر «الجنادرية» الذي ينظمه الحرس الوطني ويحظى جرياً على العادة السنوية بالرعاية السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث تولى افتتاحه مؤخراً نيابة عنه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي بدعمه وتشجيعه حفظه الله أضحى المهرجان شجرة طيبة من غراس نهضتنا تضاف الى رصيد المملكة الحضاري والثقافي.
تجيء الجنادرية هذا العام بعبق الماضي وأريج الحاضر واستشراق المستقبل الزاهر الواعد بإذن الله لتزيد من قوة تمسك الأمة بنهجها وشرعها الحنيف وعاداتها الاصيلة وتنبيهاً للأخطار المحدقة بها سواء كانت تلك الأخطار داخلية ام خارجية، ولتزيد كذلك من تمسكنا بقيادتنا الرشيدة التي أوصلت هذا الوطن الغالي الى العلالي وأبقته بفضل الاخلاص والتفاني في مصاف الدول الكبرى رفعة وعلو شأن في كل مناحي التنمية التي تأتي على رأسها دونما شكوك تثاور المشفقين تنمية الانسان او ما يعرف بالتنمية البشرية.
وتأتي الجنادرية هذا العام لتذهب عن قلوبنا أدران الاستلاب الفكري الذي ران على عقول الأمة بأسباب اللوثات والموجات الضارية شرقاً وغرباً ومما يؤسف له تعرض بعض ابناء الأمة لنفحات التغيير الذي اول ما يستهدف من مكتسبات الأمة عقيدتها وموروثها الحضاري الضارب بجذور عميقة في شجرة الحضارة الانسانية يوم ان خاطب رب العزة والجلال عباده بقوله { ألّسًتٍ بٌرّبٌَكٍمً قّالٍوا بّلّى" }.
يُعد مهرجان الجنادرية من أبرز المهرجانات الاقليمية والدولية ومعلماً بارزاً في أفق الحياة الثقافية العربية والعالمية يشكل خطوة مضيئة في طريق التقدم والنهوض لما به من فعاليات تتسم بالجدية ونقاشات مفيدة تمس الواقع حول مصير امتنا وثقافتها وأحوالها التي اصبحت مثيرة للقلق تستدعي من كل المثقفين والمفكرين ورجال العلم والأدب والاعلام ان يمعنوا النظر في هذه الاحوال وان يتصارحوا مع انفسهم ومع أمتهم ليطرحوا طرقاً للحل ورؤى تسير على هداها امتنا. ويأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة التاسع عشر وقد احتشد جمعٌ غفيرٌ من علماء الأمة في بيت العرب «الرياض» التي فتحت قلبها وعقلها وذراعيها لتستقبل ضيوفها على منابر الفكر والبحث والإبداع ليتدارسوا ويتفاكروا ويناقشوا بجد ووضوح وصراحة المآلات الماثلة التي تمددت على كاهل الأمة التي تئن من ثقل الوطأة وترنو بعين ساغبة نحو الجنادرية علّها تفك الرموز.
الرياض فاكس 014803452
|