يحتفل وطننا الغالي هذه الأيام بانطلاق فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته التاسعة عشرة، مواصلاً مسيرته المظفرة عاماً بعد آخر من نجاح إلى نجاح، مبرهناً على الغنى الكبير لثقافة وتراث هذا الوطن على كافة الأصعدة.
وما كان ذلك النجاح ليتحقق له ويتواصل عبرسنوات عمره الحافلة بالإنجازات حتى غداً واحداً من أهم وأبرز المهرجانات العربية من المحيط إلى الخليج، ما كان ذلك ليتحقق لولا الدعم الكبير من لدن قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، ولم يقف ذلك الدعم المستمر عند شكل واحد بل تعداه إلى أشكال مختلفة من الحضور والمشاركة والبذل المادي والمعنوي والتوجيه المتواصل للمسؤولين عن هذا المهرجان وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير/ بدر بن عبدالعزيز رئيس اللجنة العليا للمهرجان وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان ورؤساء اللجان المختلفة للمهرجان، وبفضل ذلك كله استطاع هذا المهرجان الكبير تقديم تراث وثقافة وتقاليد وعادات أبناء هذا الوطن وحرفهم ورقصاتهم ومأكولاتهم الشعبية وملبوساتهم وحليهم المتنوعة ليقف أبناء الجيل الحاضر بفخر واعتزاز أمام تراث الآباء والأجداد العريق، وليطلع أشقاؤنا في العالم العربي وغيرهم من الدول الإسلامية والصديقة على الكنوز الحضارية والإنسانية لهذا الوطن الشامخ على مر عصوره الزاهرة.
ولم يكتف مهرجاننا الوطني بذلك بل قدم أشكالاً متعددة من الدعم لفنون هذا الوطن العديد من غناء وتشكيل ومسرح، وللأشكال الإبداعية الأخرى من شعر وقصة ورواية عطفاً على الندوات الفكرية، وتكريمه للرواد في مختلف المجالات وإقامة المعارض ومسابقة القرآن الكريم وسباقات الإبل والخيول الأصيلة في تناغم شديد الثراء وقف العالم إعجاباً وتقديراً له تمثَّل ذلك في حضور عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحفية ووكالات الأنباء من العديد من دول العالم.
ولرفد هذا النجاح الكبير لمهرجاننا الأم تشارك الوزارات والإدارات الحكومية وإمارات المناطق بتقديم معروضاتها في المقرات المجهزة لها في أرض الجنادرية ليقف الحضور على بعض أشكال التطور والخدمات التي تقدمها تلك الجهات للمواطن والمقيم، ومن بين تلك الجهات وزارة الداخلية التي تشارك سنوياً مشاركة فاعلة ويمثل مستشفى قوى الأمن أحد إداراتها المشاركة بجناح متميز يعرض للجمهور الكريم خدماته الطبية المتميزة من خلال الكتيبات الخاصة والصور التي تحكي التطور الطبي في بلادنا.
وما هذا المهرجان إلا دعوة صادقة لأبناء هذا الوطن والمقيمين فيه للحضور والاطلاع على معروضاته العديدة ومتابعة فعالياته المتميزة لتعم الفائدة للجميع.
وفي الختام نتوجه بالشكر والامتنان لقيادتنا الحكيمة على جهودها المثمرة ودعمها المتواصل لهذا المهرجان الكبير حتى وصل إلى ما هو عليه من نجاح وتميز لا يخفى على أحد، وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهده الأمين - حفظهما الله ورعاهما - ولكل المخلصين في اللجان المختلفة في المهرجان وكل عام ومهرجاننا الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) بألف خير ليواصل دوره الرائد في خدمة التراث والثقافة بكافة أشكالها.
|