لا يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون ما يمنع من الحديث عن السلام حتى وان كانت يداه تقطران دماً، والحالة الأخيرة هي المذبحة التي نفذتها قواته في رفح، ومع ذلك فقد كان الإسرائيليون يتوقعون محادثات مع فلسطينيين بغرض التمهيد للقاء بين رئيس الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي.
وتستكثر أوساط دولية تساند إسرائيل حتى في مذابحها، على الفلسطينيين مجرد استنكار جريمة وقعت عليهم، ويحرص شارون على أن يكون توقيت مذابحه، مثل مذبحة رفح الأخيرة، يتزامن مع تحركات سلمية يعرف أن الفلسطينيين لا يمكنهم حضورها لأن الحديث عن السلام وسط حالة الغليان التي يخلفها العدوان يصبح غير لائق..
وبالنسبة لشارون فإنه حالما يرتكب مذبحة فإنه يضع كل أقنعة السلام بينما ترتفع الاصوات المؤيدة له في أمريكا ودول الغرب عموماً وهي تشيد بشارون الذي يتحول بين ليلة وضحاها إلى رجل سلام.
إن تجاوز آلام ومعاناة الفلسطينيين وتأييد الأكاذيب الإسرائيلية بهذه الصورة الفاضحة يجعل الأمل في السلام مجرد سراب لا طائل من ورائه.
وعندما يتحدث الناس عن صعوبة التوصل إلى سلام فإن المسؤولية لاتقع على شارون وحده بل في المقام الأول على هؤلاء الذي يدقون الطبول ويقيمون الاحتفالات وينوهون بما يسمونه التوجهات السلمية لشارون.
هؤلاء هم الذين يفترض فيهم ان يضغطوا على شارون لتحقيق السلام لكنهم يفضلون الضغط على الفلسطينيين لكي لا يتحقق السلام.
ووسط هذه الفوضى والمواقف المغلوطة يجد البعض ان لاقبل لهم بالتعايش مع كل هذه الأكاذيب وان عليهم أن يتعاملوا مع الواقع بالطريقة التي يدركونها وتتفق مع مرئياتهم.
|