يعتبر نخيل التمر أهم المحاصيل الزراعية في المملكة وتعتبر المملكة العربية السعودية من أهم الدول المنتجة للتمور في العالم وتحتل المرتبة الثانية من بين الدول المنتجة للتمور.
وحسب إحصائية وزارة الزراعة والمياه لعام 1988م قدر إنتاج المملكة من التمور بحوالي 502 ألف طن وأن المساحة المزروعة بأشجار النخيل 677404 دونم وهناك توسع مطرد لزراعة هذه الشجرة في مناطق المملكة.
كما أن النخيل على رأس القائمة في المشاريع الزراعية الجديدة لزراعة أشجار الفاكهة سواء ما تقوم به الشركات الزراعية أو المواطنين وذلك في مناطق زراعية في المملكة.
طرق إكثار النخيل:
لقد كان السائد قبل سنوات أن النخيل يتكاثر بطريقتين:
1 - النوى.
2 - الفسائل.
ولكن بفضل الله ثم بفضل التقدم العلمي أصبح لدينا طريقة ثالثة لإكثار النخيل مخبرياً وهي:
3 - الإكثار بواسطة تقنية زراعة الأنسجة.
تاريخ تطور استخدام زراعة الأنسجة في إكثار النخيل:
ظهرت العديد من الأبحاث المهمة في مجال إكثار النخيل بواسطة زراعة الأنسجة خلال العشرين عاماً الماضية فكانت المحاولة من الباحث (شرودر) في عام 1977م حيث قام باستئصال وزراعة أنسجة مختلفة من قلب النخلة والفسيلة ولكن باءت محاولاته بالفشل ولم يتمكن من الحصول على نتائج.
وفي نفس العام حاول كل من العالم (إيونز) و (بلاك) من الحصول على نسيج الكالس بعد أن تم زراعة قطع من سيقان وأوراق فسائل النخيل في بيئات معينة وفي تلك السنة أيضاً تمكن كل من الباحثين (سيدة عمارة) و (عبداللطيف بن باديس) من بحث أجرياه في فرنسا من الحصول على نتائج علمية باهرة حيث تمكنا نتيجة زراعة السويقة المنفصلة عن النواة في وسط غذائي صلب من الحصول على ورقتين وجذر قصير وظهرت بعد أسابيع فقط نورات ذكرية وأنثوية ثم استمرت المحاولة في هذا المجال. ففي عام 1981م تمكن الباحث الأمريكي (تسيرات) من الحصول على نباتات نخيل عن طريق زراعة نسيج الكالس الذي تحور إلى أجنة خضرية وتطور إلى بادرات وفي عام 1982م توصل الباحث (نور الدين دريرا) من تونس من الحصول على بادرات نخيل صنف دقلة نور مباشرة بدون المرور بمرحلة الكالس واستخدام في ذلك زراعة مبادئ الازهار المأخوذة من طلع النخيل.
وحدث في نفس العام أن توصل الباحث الفرنسي (بوتشين) إلى الحصول على نباتات نخيل ناتجة من أنسجة أخذت من أطراف السيقان والبراعم الإبطية لفسائل النخيل.
وواصل الأبحاث حتى تمكن في عام 1986م بالاشتراك مع كل من الباحثين (زايد) والباحث (عيسى) من المغرب من الحصول على نباتات نخيل بدون المرور بنسيج الكالس.
مراحل إكثار النخيل:
المرحلة الأولى:
تتم باختيار فسائل جيدة من الأصناف المرغوبة وتنقل إلى المعمل حيث يتم تشريحها وإزالة الأوراق والألياف منها حتى الوصول إلى البرعم الطرفي القمي (الجمارة أو قلب الفسيلة) ثم يستأصل هذا البرعم القمي بعناية فائقة ومعه البراعم المتحورة إلى براعم خضرية وهي تكون في حدود 2 - 3 براعم في الفسيلة الواحدة وتنقل هذه البراعم وكذلك القمي إلى دوارق فيها محاليل خاصة وبنسب معينه لتعقيمها.
المرحلة الثانية:
يتم تحضير البيئة أو الوسط الغذائي في المعمل وتستخدم عادة في النخيل بيئة تسمى بيئة (موارشيجي وسكوج) وهي تتركب من:
أ - أملاح معدنية مكونة من العناصر الكبرى والعناصر الصغرى بنسب معينة.
ب - مركبات عضوية تشمل على:
* السكروز.
* الهرمونات وتشمل الأوكسينات والسيتوكينينات.
* الفيتامينات.
* الأحماض الأمينية.
* مركبات أخرى مثل (الأينو سيتول) وأحماض عضوية مثل حامض الستريك.
ج - الاجار:
يستخدم لجعل قوام البيئة صلب على شكل الجلي وفي تحضير البيئة السائلة يستغنى عنه.
وعند تحضير البيئة بمواصفات ونسب معينة تحقن في أنابيب اختبار ومن ثم تعقيم هذه الأنابيب المحتوية على البيئة بواسطة أجهزة التعقيم (الاتوكلاف) على درجة حرارة (121مْ) وضغط (05 ،1 كجم/ سم2) ولمدة 15 دقيقة ثم تحت ظروف تامة التعقيم في المعمل بما في ذلك تعقيم الهواء يتم تقطيع البراعم إلى أجزاء صغيرة وتتم زراعة هذه الأجزاء في أنابيب الاختبار التي تم إعدادها بالبيئة المعقمة ثم تحضن الأنابيب في غرفة مظلمة أو حاضن بدون إضاءة على درجة حرارة 25 - 27مْ.
المرحلة الثالثة:
تتكون أنسجة الكالس على الأسطح المقطوعة بعد الفترة الزمنية بالتقريب ثلاثة شهور وهذا الكالس يعاد زراعة أنسجته النامية في أنابيب اختبار أو أوعية زجاجية تحتوي على بيئة غذائية مشابهة للسابقة ويضاف لها بعض الهرمونات المعينة ثم تحضن هذه الأنابيب أو الأوعية الزجاجية على درجة حرارة 27مْ وإضاءة 16 ساعة يومياً حيث بعد مدة من الزمن يتكون (الكالس الجنيني) وهو بداية تكوين الأجنة والتي يتم نقلها فيما بعد وزراعتها بعناية فائقة على بيئة غذائية وتحت ظروف معقمة.
المرحلة الرابعة:
وفيها الاستمرار في إكثار الأجنة الخضرية التي تم الحصول عليها ونقل النباتات التي تكونت ونمت إلى أنابيب اختبار طويلة وبيئة غذائية تحتوي على هرمونات لتشجيع نمو الجذور التي تتكون على قاعدة النبات بعد نحو شهرين.
المرحلة الخامسة:
تنقل النباتات التي كونت جذور كافية وتزال آثار البيئة منها وتغسل جيداً وتزرع في أصص صغيرة تحتوي على تربة معينة ومعقمة تحت ظروف خاص من درجة الحرارة والرطوبة العالية والإضاءة.
ثم تنقل النباتات إلى أصص أخرى أكبر في الصوبة الزجاجية.
وتبقى النباتات بها حتى يتم أقلمتها في مثل هذه الظروف ثم بالتدريج تتم أقلمتها للظروف الطبيعية وبعد ذلك تنقل للحقل مباشرة وتزرع تحت الظروف الطبيعية.
أهمية الإكثار بالأنسجة:
1 - إكثار النباتات الاقتصادية بطريقة سريعة وبكميات كبيرة.
2 - إنتاج نباتات خالية من الأمراض الفيروسية.
3 - إكثار النباتات المهددة بالانقراض.
المراجع:
المجلة الزراعية، المجلد الثاني والعشرون، العدد الثاني ،1411/1412هـ.
* باحث زراعي
|