الطالب الذي يذاكر ليلة الاختبار لا يحرز علما ومهارة، بل هو يفرد مساحة معينة من الذاكرة ليكدس بها مجموعة من المعلومات التي يدلقها على ورقة الإجابة، إذ هو عاجز عن تحويل الخبرات والمهارات التي اكتسبها إلى ممارسة حياتية يومية تسهم في تقدمه وتطويره وتجعله قادرا على الفعل والتأثير في محيطه.
هو يظل محصوراً في منطقة الأزمة، فهي الوحيدة التي تحركه وتخرج دوافعه فتأتي حلوله نتيجة للسرعة وعدم التخطيط عشوائية ومجهضة.
ويبدو أن منطقة الأزمة أو الطوارئ قد تنسحب على الكثير من الأمور في مجالات حياتنا، فالبعض استطاع أن يحول نعمة الأمطار التي عمت البلاد في الاسابيع الماضية إلى نقمة عبر العبث بمسارات السيول ومصارفها على حساب خطط مؤقتة لتجار العقار ومقاولي الطرق، لا تحسب حسابا لبعيد المدى، وعندما ارسل الله الامطار انهمرت مدرارا لم تبال بمنعطف او مصرف، فحدثت تلك الحوادث المتفرقة التي شاهدناها وقرأنا عنها في الصحف، والتي احدثت الكثير من الفوضى والارتباك للعديد من القطاعات التي وقعت بداخل نطاق الازمة، اضافة الى العديد من المباني الحكومية التي وقعت تحت اختبار فاضح ومؤلم قدمه لها السيد.. المطر.
وأخيراً أليس ما نراه اليوم من حوادث إرهاب وعنف هي نتاج حقبة ظلامية طويلة عمت البلاد والعباد وتجذرت في الكثير من المواطن من جامعات ومدارس ومنابر؟! هي تراكمات فكر ظل ينهش في سماحة الاسلام وفطرته واتساع الحياة وشموليتها، الى ان حولها الى هيكل عظمي مرعب اصبح يروج في الداخل والخارج على انه بزعمهم الشكل الامثل للاسلام وهذا في مفهومهم فقط وها نحن نواجههم اليوم تحت قانون الأزمة.
فهل ما صنع على مدى عقود طويلة من الزمن من الممكن ان يقتص ويزال وفق قانون الطوارئ او الازمة؟
|