العالم يقاطع الولايات المتحدة خوفاً من جنون البقر
ظهور أول حالة مصابة وانتقال الفيروس لايزال غامضاً

  * واشنطن - رويترز:
أعلنت الكثير من دول العالم أمس مقاطعتها للحوم الولايات المتحدة وفرضت تشديداً أمنياً على التنقل من وإلى الولايات المتحدة خوفاً من انتقال مرض جنون البقرالذي أصبح يشكل خطراً حقيقياً على العالم.
ولا يزال مرض جنون البقر الذي قال مسؤولون انه ظهرت أول حالة اصابة به في الولايات المتحدة يحير العلماء لانه لا يأتي عن طريق فيروس أو بكتريا أو ميكروب ولا ينبه الجهاز المناعي ويستطيع الانتقال من سلالة إلى اخرى.
وقالت وزيرة الزراعة الأمريكية آن فينيمان ان بقرة بولاية واشنطن على ساحل أمريكا الغربي اصيبت بمرض جنون البقر المعروف اختصارا ببي.اس.ئي. واضافت «مع ان الخطر على صحة البشر ضئيل حسبما تشير الادلة إلا اننا سنتخذ كل الاجراءات المناسبة امعانا في الحذر» ويصاب الإنسان بالنسخة البشرية من مرض جنون البقر المعروفة باسم كروتسفيلت جيكوب المعروفة اختصارا باسم (في.سي.جي.دي) اذا اكل لحوم ابقار مصابة بجنون البقر. وتوفي ما لا يقل عن137 مصابا بهذا المرض اكلوا لحوم ابقار مصابة أو نقل لهم دم أو زرعت لهم انسجة اناس مرضى بالنسخة البشرية من جنون البقر، وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان «على النقيض من اشكال سي.جي.دي التقليدية فإن مرض في.سي.جي.دي يصيب صغار السن متوسط العمر 29 عاما مقارنة بمتوسط العمر 65 عاما لمرضى سي.جي.دي كما تطول فترة إصابته للجسد 14 شهرا في المتوسط مقارنة باربعة أشهر ونصف وهو مرتبط بصورة كبيرة بدرجة التعرض لمرض بي.اس.ئي. ومرض جنون البقر بي.اس.ئي والنسخة البشرية منه سي.جي.دي هما عضوان في مجموعة أمراض الاعتلالات الدماغية الاسفنجية المنتقلة (تي.اس.ئي) ويعتقد ان سببها بروتينات متحورة تسمى بريون، وتصيب تلك الامراض القطط وحيوان المنك والايائل والغزلان والماشية والخراف وبعض الحيوانات الاخرى، ويبدو ان الارانب والخيول والكلاب محصنة ضدها وانه لا يعرف السبب، وتنتقل تلك الامراض عن طريق الطعام، ويعتقد ان الماشية تصاب بهذا الاعتلال حين تطعم بواقي خراف مصابة بالداء.
وعملية معالجة الطعام قد تدمر تلك البريونات لكن بصعوبة، اما الطهي فلا يحقق هذه النتيجة، ولم يتسن الوصول لعلماء للتعليق على ظهور أول حالة اصابة بمرض جنون البقر في امريكا، الا ان هناك خلافا بشأن أي نوع من المنتجات البقرية قد يحمل البريونات المعدية التي تنقل المرض، ويقول مسؤولون بريطانيون ان الحليب لا يمكنه نقل تلك البروتينات إلا ان هناك دليلا قويا على أن الانسجة العصبية واجزاء اخرى من الماشية التي تطحن وتدخل في منتجات اخرى تحملها، وقالت دراسة سويسرية حديثة انه نظريا قد تتضمن الانسجة العضلية التي تدخل في اطارها شرائح لحم البقر (الستيك) هذا البروتين. وليس معروفا بعد أي كمية من الطعام يجب على الإنسان ان يأكلها قبل ان يصاب بالمرض، ويعتقد انه نظرا لظهور البروتينات المتحورة أو البريونات التي تسبب الاعتلالات الدماغية الاسفنجية المنتقلة بصورة طبيعية في الجسم فإنها لا تحذر الجهاز المناعي كما هو الحال مع ظهور أي فيروس او بكتريا، وقالت دراسات حديثة ان البريونات «السيئة» تستطيع ان تؤثر في الاخرى لتجعلها سيئة بدورها بمجرد اللمس، وينتقل سي.جي.دي الذي لا يمكن الشفاء منه ويسبب الوفاة غالبا عن طريق زرع أنسجة ونظريا ايضا عن طريق الدم.