Thursday 25th december,2003 11410العدد الخميس 2 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اعتبرها موجودة منذ القدم ولم يسلم منها الأنبياء والرسل اعتبرها موجودة منذ القدم ولم يسلم منها الأنبياء والرسل
سماحة المفتي: انتشار الشائعات يؤثر على وحدة الأمة واستقرار البلاد

  * الرياض - سعود الهذلي:
حذّر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من مخاطر انتشار الشائعات على وحدة الأمة واستقرار البلاد مشيراً أن اطلاق الشائعات المغرضة التي لا أساس لها من الصحة ولا يوجد دليل يتنافى مع حسن إسلام المرء الذي يجب أن يتحرى الصدق في كل ما يقول ويسمع.
وقال إن أعداء الإسلام يديرون مخططات خبيثة لترويج كثير من الشائعات بهدف تشكيك الأمة في قيادتها وعلمائها وبالتالي زعزعة استقرارها وتهديد وحدتها، مؤكداً أن بعض وسائل الإعلام المنحرفة والقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت تستخدم لتنفيذ جوانب من هذا المخطط الخبيث مستفيدة في ذلك من جهل البعض بأهداف هذه الوسائل ومن يقفون وراءها وعدم القدرة على التمييز بين الغث والسمين والصدق والكذب مطالباً كل أبناء المجتمع بالتصدي لخطر الشائعات ووضع كل ما يقال في ميزان العقل والتمحيص وتحري الصدق وذلك لدفع ضررها.
وأوضح سماحة الشيخ أن الشائعات ليست ظاهرة حديثة فهي موجودة منذ القدم ولم يسلم من خطرها حتى الأنبياء والرسل ولكنها أحدثت نقصاً كبيراً في استقرار المجتمع الإسلامي ووحدته. وكانت سبباً في استباحة دم أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه بعدما روجت عنه وعن ولايته كثيراً من الأكاذيب التي وجدت طريقها إلى أسماع البعض رغم كل ما عرف عنه رضي الله عنه من التقوى والإيمان.
وشدد سماحة الشيخ على أن الشائعة في الجماعة المسلمة أمر خطير ومنكر فكم يشاع بالأمة من أكاذيب وأراجيف وأباطيل لا أصل لها ولا حقيقة لها ابتلي بعض الناس بترويج الباطل والتحدث به دائماً في الطعن في الأمة، في الأفراد، في العلماء، في الولاة بلا روية ولا خوف من الله، همّ الواحد أن يقول ويتحدث ويتلقف الأقوال من غير مصادرها وممن لا يرى فيهم الصدق ولا يأمل فيهم الصدق وإنما من أناس انتزع الحياء من نفوسهم فلا يبالون بما يقولون: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت». يروجون بالأمة فيفتون في عضدها ويضعفون عزائمها ويهولون الشر في نفسها وكأنهم جنود للأعداء يثبطون الأمة ويذلونها والمسلم مطلوب منه الرفع من قيمة الأمة وإشاعة الثقة بالله ثم بهذا الدين وتقوية روابط المجتمع والحرص على لم الشعب وجمع الكلمة ووحدة الصف وتبصير الأمة في ذلك وتحبيب الراعي لراعيها والربط بين قلوب الجميع والحرص على تضييق شقة الكلام الباطل حتى يعلم الناس ما يقولون وما يفعلون.
وفي ختام حديثه نصح سماحة الشيخ كل مسلم أن يتفحص كل قول يرد إليه أو يسمعه ويعرضه على العقل ويزنه بميزان العدل، فإن يكن حقاً فهذا ينبغي نشره وإن يكن باطلاً ينبغي رده والتحدث في القضايا الخطيرة والقضايا المصيرية ليس لكل أحد من الناس، فنحن في زمن كل يريد أن يكون مناقشاً ومحللاً ومعطيا جواباً عن قضايا هو لا يدركها حقيقة ولا يتصورها التصور الصحيح وتلك القضايا ترد إلى من جعلهم الله أهلاً لهذه المهمات.
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ }. فقضايا الأمة المصيرية إنما مرجعها إلى العقول النيرة والأفكار الناضجة والعقول المستقيمة وذوي الرأي الذين هيأهم الله لهذه المهمات وأناط بهم تلك المسؤولية {وّرّبٍَكّ يّخًلٍقٍ مّا يّشّاءٍ وّيّخًتّارٍ } [القصص: 68] ،.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved