* مكة المكرمة - عمار الجبيري - أحمد الأحمدي
تبدأ يوم الأحد القادم الخامس من شهر ذي القعدة فعاليات اللقاء الثاني للحوار الفكري الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تحت عنوان (الغلو والاعتدال رؤية منهجية شاملة) والذي يستمر لمدة خمسة أيام بفندق مترو بولتان بلاس بمكة المكرمة.
وقد قام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بوضع كافة الترتيبات والاستعدادات اللازمة لعقد هذا اللقاء حيث عقد عدة اجتماعات تم خلالها بحث واستعراض ومناقشة ودراسة كافة الجوانب المتعلقة باللقاء وتم خلالها وضع التصور الكامل لإنجاح هذا اللقاء وقام بتشكيل عدة لجان لمتابعة فعاليات اللقاء والإشراف عليه ومنها اللجنة العلمية وتتكون من الدكتور طارق بن علي الحبيب والدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق والدكتور عبدالعزيز العمر والدكتور عبدالعزيز بن محمد القاسم والدكتور فهد بن سلطان السلطان والدكتور محمد احسان بن علي بوحليقة واللجنة الإعلامية المكونة من الدكتور أحمد بن نافع المورعي وسعيد بن ناصر أبو ملحة وسلطان بن عبدالرحمن البازعي والدكتور علي بن شويل القرني والدكتور محمد بن عبدالله العوين ولجنة الصياغة والتوثيق والمكونة من الدكتور سليمان بن محمد الجار الله والدكتور صالح بن محمد الخثلان والدكتور عبد الرحمن بن سليمان المطرودي والأستاذ عبد العزيز بن عبد الرحمن السبيهين والدكتور عبد الكريم بن عبدالرحمن الزيد ولجنة تقويم اللقاء المكونة من الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الدعليج والدكتور صالح بن عبدالرحمن المانع والأستاذ زين العابدين الركابي والدكتور عبدالعزيز بن حمود الشثري والدكتور عبدالله بن ابراهيم الطريقي والدكتور مشاري بن عبدالرحمن النعيم اضافة إلى لجنة الترجمة.
وقد أعد جدولاً زمنياً لجلسات اللقاء وفق الآتي:
السبت 4/11 الافتتاح.
الأحد 15/11 الجلسة الأولى من الساعة 9-45 ،9 ص والجلسة الثانية من 10-12 ص والجلسة الثالثة من 30 ،6 - 15 ،7 م والجلسة الرابعة من 8 - 10م ويتم خلال هذه الجلسات طرح المحور الشرعي والمحور النفسي والاجتماعي.
الاثنين 6/11 الجلسة الخامسة من 9- 45-9 ص والجلسة السادسة من 10-12 ص والجلسة السابعة من 30 ،6 - 15 ،7 م والجلسة الثامنة من 8-10م وتتناول هذه الجلسات المحور التربوي والمحور السياسي والاقتصادي.
الثلاثاء 7/11 الجلسة التاسعة من 9-45 ،9 ص والجلسة العاشرة من 10- 12 ص والجلسة الحادية عشرة من 30 ،6 - 15 ،7 م والجلسة الثانية عشرة من 8- 10م ويتم خلال هذه الجلسات مناقشة المحور الإعلامي اضافة إلى مناقشة الاستراتيجيات والصيغة الأولية للبيان الصادر عن اللقاء.
الأربعاء 8/11 الجلسة الثالثة عشرة من 9-45 ،9 ص ويتم فيها إعلان البيان الختامي للقاء والجلسة الرابعة عشرة من 10-12 ويتم فيها تقويم أعمال اللقاء والمقترحات.
وتتناول محاور اللقاء الابعاد الشرعية والنفسية والاجتماعية والتربوية والإعلامية والاقتصادية والسياسية للخروج برؤية منهجية متكاملة وشاملة عن الغلو والاعتدال حيث يتناول المحور الشرعي دراسة في المفاهيم والمصطلحات لظاهرة الغلو في الكتاب والسنّة ثم اشكالية الغلو من نظرة شرعية شاملة ومظاهر الغلو المعاصرة في التفكير والولاء والبراء والخروج على ولي الأمر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعامل مع غير المسلمين والغلو في التشديد على النفس والغير بالإضافة إلى الصلة بين الحاكم والمحكوم وحقوق المواطنة وواجباتها وعلاقة ذلك باللغو.
ويتناول المحور النفسي والاجتماعي موضوعات ذات صلة بالسمات الشخصية المتطرفة مثل التعصب والتسامح والتصلب الفكري والجمود الذهني ثم التنشئة الاجتماعية في البيئة السعودية بين المظاهر والأساليب ثم رؤية نفسية اجتماعية للتربية الدينية في المجتمع السعودي.
فيما يتناول المحور الثالث (التربوي) من محاور اللقاء الوطني الثاني للحوار الوطني دور المناهج الدينية ودور المعلم وطبيعة المجتمع في تحقيق الوسطية والاعتدال ودور التعليم في خلق أنماط التفكير وبناء الشخصية المتزنة.. بالإضافة إلى مناقشة الأنشطة التربوية اللاصفية ودورها في تحقيق الغلو أو الاعتدال.
ويناقش المحور الرابع الإعلامي المعالجات الإعلامية لعلاج ظاهرة الغلو ويشدد على أهمية حرية التعبير في وسائل الإعلام وأثر ذلك في معالجة الغلو ويدرس الخطاب الديني في وسائل الإعلام المختلفة ودوره في مواجهة الغلو وتحقيق الوسطية والاعتدال.
فيما يختص المحور الخامس بالشأن السياسي والاقتصادي ويناقش كيفية التعاطي مع قضايا المسلمين على الساحة الدولية دون تشدد وغلو ويؤكد هذا المحور أهمية المشاركة السياسية فكراً وتطبيقاً في معالجة الغلو في المجتمع السعودي وعلاقة ذلك على الحريات وحقوق الإنسان بالإضافة إلى دراسة العامل الاقتصادي وأثره في الغلو.
ويشارك في اللقاء أكثر من ستين شخصية من العلماء والمفكرين الذين يمثلون النخب العلمية والسياسية والثقافية والإعلامية في المملكة، حيث تطرح مجموعة من البحوث وأوراق العمل التي تتعلق بمحور اللقاء من خلال التركيز على القضايا الراهنة وسيلقى خلال هذا اللقاء 15 بحثاً.
وتظهر أهمية اللقاء في أن البشرية ربما لم تتعرض في كل عصورها لخطر الغلو والتطرف كما تتعرض له في هذا العصر فقد عانى كثير من الناس سبعين سنة من تطرف الأيدلوجية الشيوعية ويتعرض الآن لتطرف أيدلوجيات أخرى تتدرع بأفظع وأشرس تكنولوجيا التدمير وكما يتعرض الإنسان لخطر الغلو الايدلوجي على المستوى الكوني فإنه يتعرض له بالمثل على المستوى الإقليمي والمحلي.
وأوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين أن هذا اللقاء هو التجربة التطبيقية الثانية في عملية بناء وترسيخ فكرة الحوار بهدف وجوده أسلوباً للحياة وتقليداً ثابتاً من تقاليد المجتمع السعودي بعد أن تم الاقتناع بفعاليته قناة موصلة للتعبير الحر المسؤول الذي يعتبر ضرورة أولية للتعرف على الحقائق والوعي بها وتبين الطريق في مجال الإصلاح.
وأشار أن اللجان التأسيسية العاملة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أجمعت على أن تكون الأولوية في الاختيار بين الموضوعات المرشحة لهذا اللقاء واللقاءات اللاحقة موضوع (الغلو والاعتدال) مبيناً أنه تم الاختيار ادراكاً من اللجان العاملة أن الغلو والتطرف على المستوى العالم لم يبلغ خطره في عصر من العصور ما بلغ في هذا العصر.
وقال: «ليس أدل على ذلك من أن يعلن منظر ثقافة معينة أنها نهاية التاريخ وأن قيمها حق مطلق لا مجال لاجتهاد الإنسان الحر فيه وأن ذلك يبرر أن تفرض على الآخر باستخدام أحدث وأعتى التقنيات الحربية والإعلامية والاقتصادية. وليس أدل على ذلك من أن يكشف مركز من مراكز البحث العلمي في بلد متحضر أن 31 في المائة من سكانه البالغين يؤمنون بأن خلاصهم مشروط باشتعال حرب شرسة مقبلة يباد فيها من أعدائهم مائتا مليون إنسان وليس أدل على هذا الخطر وعلى تأثيره البالغ في اطلاق العنان للغريزة العدوانية في الإنسان من أن البشرية في المائة سنة الأخيرة عانت من مآسي الحروب والمظالم وانتهاك حقوق الإنسان ما لم تعان مثله في كل عصور التاريخ».
وقد عبر الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أمين عام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عن اعتزازه وتقديره للدعم الكبير الذي يحظى به المركز من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله.
وأضاف ابن معمر قائلاً: إن الدعم المباشر والرعاية المستمرة لأعمال المركز ولقاءاته من سمو ولي العهد حفظه الله سوف تكون أكبر حافز للقائمين على شؤون هذا المركز وبرامجه ويزيدهم اصرارا وعزيمة على ترجمة الأهداف والغايات التي من أجلها أنشئ هذا المركز بما يتفق وتطلعات قيادتنا الرشيدة وطموحات وآمال المواطنين ورقي هذا الوطن وتقدمه.
وأكد ابن معمر أن الجلسات التي تنطلق فعالياتها بمشيئة الله تعالى في مكة المكرمة مطلع الأسبوع القادم ستشهد عبر جلساتها المتعددة مناقشات فاعلة بين العلماء والمفكرين في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية بما يؤدي إلى التوصل إلى جملة من التوصيات الرامية إلى مزيد من المشاركة في رسم تصورات وخطط ومقترحات تصب في النهاية في خدمة المواطن أينما وجد على أرض هذه البلاد المباركة.
وأشار ابن معمر إلى أن الباحثين سيركزون في بحوثهم على جملة من القضايا والموضوعات تتمثل في البحث في سمات الشخصيات المتطرفة وأنواعها والنظرة الشرعية لمشكلة الغلو والتعليم ودوره في بناء الشخصية المتزنة والتنشئة الاجتماعية ومشكلة الغلو والتربية غير الصفية ومدى تحقيقها للغلو أو الاعتدال ومظاهر الغلو المعاصر.
الخطاب الإعلامي السعودي وتعددية الرؤية الاجتماعية وهل هناك منهجية إعلامية واضحة لمعالجة ظاهرة الغلو وحرية الرأي والتعبير في وسائل الإعلام وأثرها على فكر الغلو والتطرف.
الصلة بين الحاكم والمحكوم وحقوق المواطنة وقضايا المسلمين على الساحة الدولية والمشاركة السياسية والتطرف والعامل الاقتصادي وأثره في الغلو.
وفي ختام تصريحه رفع ابن معمر أسمى آيات الشكر للقيادة الحكيمة التي تستشعر ما يجوس من توجهات لدى أبناء الوطن صوب التكاتف لمواجهة الأخطار المحدقة التي تطرأ على بلادنا وتوجه القيادة إلى دعم الحوار الوطني وإنشاء مركز للحوار الوطني تكون غايته مصلحة الوطن العليا وثوابته وأمنه ومستقبله وتمنى على المشاركين أن يفضي هذا الحوار إلى استخلاص النتائج والعبر والتوصيات التي تنطوي على رؤية واضحة لقراءة الحاضر وتبيان ما يحف بمستقبلنا من مسائل تحفز فينا روح الوفاء والإخلاص لتقدم بلادنا ونهضتها ورخائها أملاً في أن تكوين أجيال جديدة تستشعر الولاء والوفاء وتعزز في أجيالنا قيم الانتماء والبناء والوحدة لأن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الشورى والحوار والحفاظ على ثوابتنا وتعاضدنا وشد أزر بعضنا بعضاً بالاقتراحات والمرئيات التي تهدف لوحدة وطننا العزيز.
وقد وجّه معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي المسؤولين بالوزارة بتجهيز مركز إعلامي وتزويده بما يحتاج إليه من أجهزة ارسال ومادة اخبارية ليتمكن الإعلاميون المشاركون من تغطية هذا اللقاء بكل يسر وسهولة مع تخصيص نصف ساعة لبث رسالة يومية عن فعاليات اللقاء واجراء اللقاءات مع المشاركين فيه لإلقاء الضوء على محاور اللقاء وأهدافه وأهميته وذلك تحقيقاً وتنفيذاً لتوجهات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
|