* تغطية - سعيد الدحية الزهراني- تصوير - حسين حمدي:
في سباق الأنشطة الثقافية لمهرجان الجنادرية «19» أقيمت مساء أمس الثلاثاء الموافق 29/10/1424هـ بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات أمسية الشعر الأولى.
وقد شارك فيها اربعة من فرسان الشعر العربي وهم:
الشاعر الدكتور إبراهيم العواجي، والشاعر الأستاذ طارق كرمان، والشاعر الاستاذ أحمد محمود مبارك، الشاعر الأستاذ محمد بالقاسم، والشاعر الاستاذ مأمون فريز جرار.
حيث أدارها الدكتور محمد بن خالد الفاضل الذي رحب بفرسان الأمسية ناقلاً لهم شكر اللجنة المختصة في تنظيم النشاط الثقافي بالجنادرية.
مرحباً أيضاً بالحضور على مشاركتهم في انجاح الأمسية، بعدها انتقل المكرفون للدكتور العواجي ليستهل الأمسية بباقة من قصائده التي تناول فيها الحدث الراهن في مملكتنا الحبيبة بالاضافة الى الجرح العربي النازف.
فمن قصائده قصيدة «سلام والحب والأمجاد» ومنها:
امنحيني
لحظة
للصمت
تغفو
في سكوني
هذه
الأمواج
تغتال
شجوني
وعواء
الريح
يغتال
فتوني
أنت
والبحر
شبيهان
فيكما
عمق
وتيه
تستثيران
جنوني
في خبايا
الليل
أوهام
وأحلام
وشيء
يقتفيني
هل
أرى شيئاً
وقد ضاعت
مجاديف
عيوني
لم أعد
أدري
وكم
خلت
بأني
قبل هذا الجزر
استوحي
من الشك
يقيني
لم أعد أعرف
ما يجري
أهي إسرار
في ثنايا
اليم
تسري
مثل
أسراب
الظنون
أم
هي الحالة
ها هي
الحالة
تطفو
مثل
قش
في لسان
الموج
أو
قذف
بعدها أخذنا مدير الأمسية الدكتور الفاضل إلى باقة الشاعر الدكتور مأمون فريز جرار حيث وجه شكره لمدير الأمسية وللحضور ولمهرجان الجنادرية على استضافته.
الشاعر فريز لم يكن بعيداً هو الآخر عن الألم العربي.
وقد كانت عناوين قصائده كما يلي: «رسالة الى الشهداء، رسالة الى استشهادي، جنين الشهيدة، توقيعان شعريان، خمسون» ومن قصيده: رسالة الى استشهادي، جاءت هذه الأبيات:
«1»
واقف أنت على بوابة التاريخ فادخل
باب عزّ لم يفتح لسواك
شامخ أنت عصي العزم
تمتد رؤى الأمة في أفق مداك.
«2»
ظنك الواهم قراراً
فكرت قبضة المجد
تخط الذل في وجه عداك
«3»
أيها السائر في العتمة بدراً
يقبسُ السارون من وهج سناك
«4»
أمل الحاضر أنت اليوم
والمستقبل الموعود
تأويل رؤاك
«5»
أنت في بوابة الأمجاد بدر
فتقدمْ
صُمَّ سمعاً عن نداء
جاء من خلفك رخوا
وتقدم..
لا تلفَّتْ نحو صوت الحذر الموبوء بالعجز
ينادي من هناك
مِنْ وحولٍ علقت فيها عبيد الوهم
نادوا بالهلاك
أما الفارس الثالث وهو الشاعر المصري الدكتور احمد حمود مبارك وكانت قصائده الثلاث تتكي على ارث ومخزون أدبي عميق يظهر جلياً من خلال تلك القصائد، حيث كانت قصائده «قبلة من سنا، الى أمي وأمتي، الى اشبال فلسطين».
ومن قصيدة «قبلة من سنا» جاءت هذه الأبيات:
بعدما..
تُطلقُ العزم رمحا منيراً
يمزق ستر الغيوم
وتصفو السما
سوف تبصر خلف التخوم
غديراً،
وظلاً ظليلاً،
وإكليل غارٍ على ربوة
المكرمات.. نما
ومروجاً يُسربلها الورد
والأقحوان
إن شوق الأماني اليك،
ينادي اتقاد اشتياقك
غذّ المسير اليها،
ولا تطفئ العزم
في حمحمات جوادك،
اطلق شرار العينان
قد تكون مروج المنى نائيه
والطريق التي لم تزل باقيه
أفقاً من دخان
وصخوراً مدججة بالسنان
قد تكون،
فهل تستكين
ليأتي الفارس الرابع وهو الشاعر محمد بالقاسم حيث ألقى ثلاث قصائد أوقد الحماس من خلالها في الجمهور المتابع وتلك القصائد هي «الفيحاء مكة، حضرة الجنرال وهذا المساء.
وقد اشتملت قصيدة هذا المساء على هذه الأبيات
وينصر الله دمع الشعب فارتقبوا
ان سوف تجني العدو الغير ما فعل
ماذا تحقق بعد الرعب في وطني
غير الرماد وأضحت جنني طللا
وكم خسرنا ولم يربح بها أحد
ولم يقل أحد بشراك يا سكلا
وقد خسرنا بلاداً كان ديدنها
حب العقيدة عشقاً يرفض العذل
ذاك الربيع الجميل الحلو ودعنا
ووردنا بعد عهد السقي قد ذبل
وكم مُلئنا جراحاً من يسعفها
بعد الدمار وبعد الفجر ما ارتحل
يا أرض مكة يا فيحاء طاب لنا
فيك المقام وقد بوركت لي نزلا
حتى كأني جزء فيك منصهر
لا يرتجي الحب عن محبوبه حولا
صبرا أيا وطني الفواح لا حزن
فكل كيدٍ أراه اليوم مفتعلا
وجئتكم من بلادي مولعاً بكم
أروي لكم بدموع القلب ما حصل
أروي لكم فسلوني إنه وطن
كم قاوم اليأس والارهاب محتملاً
أروي لكم فسلوني إنها بلدي
أضحت خدوشاً وجرحاً ليس مندملاً
أروي لكم بدمٍ أجزاء قصتنا
وليس باكٍ أجير كالذي ثكِلَ
بعد ذلك ألقى الشاعر طارق المخلافي من اليمن عدداً من القصائد بدأها بعدة أبيات بعنوان «يا درة الأرض» وهي من ملحمة الملك عبدالعزيز:
حيث الحبيبة أرض السعد لا شقيت
ولا أبت ذات وقد أن تحييها
ثم ألقى قصيدة بعنوان «صورة الأمة»!
نبغي الوصول بلا سيرٍ ولا تعب
ودون زادٍ ولا دربٍ ولا أرب
ولو سئلنا أين المراد
لم نعلم ولم نجب؟
بعد ذلك عاود الشاعر إلقاء مجموعة من الأبيات التي تعبر عن هموم الوطن التي صارت هي العنوان الجمالي والدلالي للأمسية الشعرية الأولى..
|