* القاهرة - مكتب الجزيرة - عثمان أنور:
أحدث الاعتداء الذي تعرض له وزير الخارجية المصري أحمد ماهر على ايدي فلسطينيين في المسجد الاقصى ردود افعال غاضبه في الشارع المصري غير ان الغضب لم يتحول الى موقف عدائي تجاه الفلسطينيين ولم يترك تأثيرا على مواصلة الجهود المصرية لاستئناف عملية السلام، ورغم وصف ما حدث بأنه عمل جبان وغير مسئول إلا ان بيان رئاسة الجمهورية وكذلك تصريحات وزير الاعلام صفوت الشريف اكدت عن عميق الاسف لمحاولة قلة غير مسئولة من الفلسطينيين التعدي على وزير الخارجية. وقال بيان رئاسة الجمهورية ان مثل هذه الاحداث لا ولن تؤثر على التزام مصر الكامل ببذل كل جهد ممكن للتوصل لتسوية سلمية شاملة للقضية الفلسطينية من خلال المفاوضات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والمشاركة الفاعله لكافة القوى الدولية والمحلية للسلام.وبينما توالت ردود الافعال الفلسطينية والعربية الشاجبة لهذا الاعتداء ابرزت وسائل الإعلام والصحف المصرية في صدارة صفحاتها الاولى هذا الاعتداء مع تأكيد موقف مصر من مواصلة جهودها في عملية السلام فأشارت جريدة الاهرام الى نجاة احمد ماهر من محاولة الاعتداء وبيان رئاسة الجمهورية الذي أعرب عن اسفه للحادث وابرزت الصحيفة الاتصالات التي اجراها عدد من القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأحمد ماهر حيث اطمأن عرفات على صحة الوزير وحمله رسالة الى الرئيس حسني مبارك يعرب فيها عن شكره وامتنانه للجهود التي يبذلها لمساندة القضية الفلسطينية، كما ابرزت الاهرام تصريحات السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية الذي يدين فيها محاولة الاعتداء على وزير الخارجية.
وأكدت في افتتاحيتها على التزام مصر المستمر بالبحث عن حل عادل للمشكلة الفلسطينية يفرض عليها ان تستثمر كل الفرص المتاحة في هذا الطريق وتكثف جهدها لتذليل العقبات وتناولت صحيفة الاخبار تفاصيل ما حدث بين شد وجذب داخل المسجد الاقصى ومحاولة البعض الاعتداء على وزير الخارجية وأبرزت ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية التي استنكرت ما حدث.
وتناولت صحيفة المساء حادث الاعتداء مشيرة الى بيان رئاسة الجمهورية وحملت عنوان «مصر تعبر عن عميق اسفها للاعتداء على وزير الخارجية وتؤكد التزامها ببذل الجهود لحل القضية الفلسطينية» كما ابرزت تصريحات احمد ماهر بأن ما حدث في المسجد الاقصى لن يؤثر في شيء لأن مصر مستمرة في جهودها ونقلت عن ماهر قوله ان بعض الفلسطينيين الموجودين داخل المسجد أراد ان أسارع بالخروج من المسجد ورأى البعض الآخر ان هذا لا يصح وأنه يجب ان يتيح لي الفرصة كي أتمكن من الصلاة في المسجد كما كنت أنوي وقد وجدت نفسي بين طرفين كل منهما يعبر عن محبته واهتمامه وهذا الموقف هو ما جعلني اشعر ببعض الضيق حيث اسرع زملائي والمرافقون لي والسلطات الإسرائيلية وأصروا على ذهابي للمستشفى رغم اعتقادي انه لم تكن هناك حاجة لذلك.
ومن جانبها حملت صحيفة الوفد المعارضة عنوان «فلسطينيون ضربوا احمد ماهر حتى أصيب بالإغماء» وأبرزت الصحيفة تضاربا بين الصحف الإسرائيلية التي زعمت دخوله المسجد في حراسة الشرطة الإسرائيلية وبين شبكة «سي. ان. ان» واشارتها الى ان ماهر دخل المسجد بمفرده دون حراسة مطلقا وسارع افراد حراسته الخاصة ورجال الشرطة الإسرائيلية لإنقاذه عقب سقوطه على الأرض.
وعلى الرغم من اجماع الصحف على ان ما حدث للوزير امر مؤسف لكنه لن يثني موقف مصر على المضي قدما في تحقيق السلام تفاوتت الى حد ما آراء رجل الشارع المصري، فقد اكد فريق منهم ان ما حدث هو اهانة لاسم مصر بقدر ما هو إهانة لشخص الوزير وتساءلوا: ما ذنبنا نحن وهل يلقي وزير الخارجية هذا الجزاء لتدخله في تقريب وجهات النظر ولصالح الفلسطينيين. اما فريق آخر فرأى ان ما حدث من جانب قلة من الفلسطينيين وأشخاص مأجورين وأنه لا داعي للمزايدة على مصر ودورها فهي صاحبة تاريخ طويل في مساندة القضية الفلسطينية.
|