|
|
داهمت القوات الأمريكية مدينة راوة غرب العراق وعزلتها عن باقي المدن العراقية وحولتها إلى منطقة عسكرية مغلقة لتنضم إلى باقي المدن العراقية «السنية» التي يفرض عليها الأمريكيون حصاراً دائماً وتفتيشاً ومداهمات متواصلة، حيث انضمت راوة إلى الفلوجة والرمادي وتكريت والحويجة وسامراء التي شهدت قبل أيام مجازر رهيبة قُتل خلالها عشرات المدنيين الذين فاق عددهم الأربعين، كما يضايق الأمريكيون المناطق السنية في بغداد مثل الكرخ والأعظمية والمنصور، ولا أحد يعرف ماذا حَلَّ بمدينة راوة التي تشكل مع توأمتها المدينة السنية الأخرى «عانة» المستودع الفكري والعلمي لرجالات العراق من المفكرين والباحثين والعلماء الذين اشتهروا على مَرِّ التاريخ بسبقهم في مجالات الفكر والعلم فمدن راوة وعانة وسامراء ينتسب إليها الكثير من العلماء والساسة والعسكريين، فمن المفكرين والعلماء العراقيين الأكاديمي المعروف عبدالعزيز الدوري، واشتهرت سامراء باحتوائها لكبار الضباط وهناك العلماء العانيون.. تلك المدن التي أمدَّت العراق بكوكبة رائعة من رجال الفكر والسياسة والعسكرية، تصبح الآن مستهدفة من قِبل الأمريكيين، وبدلاً من أن تواصل دورها العلمي والفكري، بدأت تنزف دماءً ويتساقط القتلى من أبنائها، مما يطرح تساؤلاً منطقياً: هل أهل السنة مستهدفون في العراق، وهل هناك حملة لاضعافهم وتهميش مدنهم، بعد أن تم إضعاف دورهم السياسي والاجتماعي نتيجة رفضهم التعاون مع القوات الأمريكية المحتلة لبلادهم، وهناك أبناء السنة المعرضون للقتل من قِبل قوات الاحتلال في غرب العراق، وأبناء السنة في وسط وجنوب العراق المستهدف من قِبل المليشيات الحزبية لفيلق بدر وحزب الدعوة بحجة تعاونهم مع النظام السابق. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |