Thursday 25th december,2003 11410العدد الخميس 2 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مصير صدام ومصير العراق.. من أحق بالاهتمام؟! مصير صدام ومصير العراق.. من أحق بالاهتمام؟!
خبراء السياسة يناقشون الدور العربي في عراق ما بعد صدام
انفراد أمريكا بإدارة العراق خطر على المنطقة وزيارة وفد الجامعة خطوة حقيقية نحو تحقيق المشاركة

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - ريم الحسيني - علي البلهاسي- طارق محيي:
بعدما أفاق العالم على سقوط صدام حسين في قبضة القوات الامريكية ورغم ما اثاره ذلك من تداعيات وألغاز لم يتم كشفها بعد الا ان المراقبين يؤكدون على عدم الانشغال والاستغراق في البحث عن مصير صدام وسرعة الخروج من هذه الحالة والبحث عن مصير العراق والانشغال به فهو الاهم والاحق بالاهتمام من مصير صدام وجرياً وراء المثل القائل «راحت السكرة وجاءت الفكرة» يطالب المراقبون بوجود دور عربي قوي في المرحلة القادمة وتعزيز العمل داخل العراق وتفعيل مبادرة الجامعة العربية التي ارسلت وفدا يمثلها الى العراق واستكمال هذه المبادرة بمبادرات اخرى من جانب كافة مؤسسات المجتمع العربي ورغم ما يراه الكثيرون من ان الدور العربي مازال مغيبا على الساحة العراقية وانه مازال يعاني الكثير من جوانب القصور الا ان المراقبين يرون ان الاجواء اصبحت مهيأة الان اكثر مما مضى لممارسة دور عربي اكثر فعالية في العراق.
حول طبيعة الدور العربي المطلوب في المرحلة القادمة على الساحة العراقية وسبل تحقيقه وتعزيزه التقت الجزيرة نخبه من المحللين السياسيين..
الفرصة متاحة
يؤكد الدكتور محمد السيد سعيد الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية ان الولايات المتحدة الامريكية لن تعارض اى وجود عربي ولن يكون هناك صدام بين الدول العربية وأمريكا لانها طالبت منذ وقت طويل الدول العربية بوجود عربي فاعل هناك لان ذلك سيضفي شرعية على وجودها في العراق وقد سبق ان رحبت بشغل وزير الخارجية العراقي مقعد العراق في اجتماعات وزراء الخارجية العرب الاخيرة.
واشار انه من الممكن ان يكون هناك معارضة عراقية من جانب مجلس الحكم العراقي على ارسال قوات عربية الى العراق خاصة وان مجلس الحكم يرفض اي قوات من دول الجوار وحيث انهم رفضوا بشدة دخول قوات تركية الى العراق بالتالى سيرفضون دخول قوات عربية وايرانية على حد سواء لكن من جانب آخر ان يركز الدور العربي على تدريب الشرطة العراقية وهذا ما لن يمانع فيه احد وكذلك أمريكا طالما ان هذه الجهود خارج اطار المشروعات والعقود الامريكية.
وعن الدور العربي في العراق وكيف تستطيع الدول العربية تنفيذه قال سعيد: ان السؤال المهم هو هل الدول العربية لديها استعداد فعلا لبذل جهد كبير ومستعدة لعمل اشياء في العراق موضحا ان هذه الجهود الكبيرة تتمثل في التنازل عن بعض او كل الديون المستحقة للدول العربية على العراق وان أمريكا حاولت جاهدة في هذا الصدد من خلال مؤتمر المانحين في مدريد مؤكدا ان أمريكا ستضغط على الدول العربية حتى يتاح لها دور في العراق واوضح انه من المنتظر ان نسمع قريبا عن بدء مفاوضات حقيقية لاعفاء العراق من الديون المستحقة عليه وتعويضات الحرب لكن هل تستطيع البلاد العربية التنازل عن هذه الديون خاصة وان هناك دولاً لا تقدر على التنازل عن تعويضات الحرب لانها اموال المواطنين وليست اموال الحكومة.
وعن دور الجامعة العربية اكد سعيد انه لابد من الانتظار لحين انتهاء مهمة اللجنة التي ارسلتها الجامعة العربية للعراق وكذلك تقديمها لتصورها النهائي ولكنه رجح ان تبذل هذه اللجنة جهوداً كبيرة لتوحيد رؤية عربية للعمل العربي في العراق وربما يكون ذلك عن طريق صندوق عربي خاص لدعم العراق وتعزيز عودة الحياة الطبيعية للشعب العراقي وربما يسمى صندوق اغاثة العراق ويشمل عمليات اقتصادية وعمليات خيرية اجتماعية يسمح للهيئات والمؤسسات الاهلية بدور كبير فيها.
تفاعل وتواصل
ويؤكد الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان اختزال الدور العربي في دعم العراق في مسألة الدعاء للمقاومة وترك الساحة العراقية السياسية والمهنية والاجتماعية للولايات المتحدة لتعيد تشكيلها بالصورة التي تراها مناسبة وفق استراتيجيتها الخاصة اصبح يمثل خطرا على مستقبل المنطقة العربية ويعكس قصوراً عربياً في القدرة على المبادرة بخطوات ايجابية وفعالة للقيام بدور حقيقي في تحديد مستقبل العراق والمنطقة ككل.
وقال ان الظروف والاجواء أصبحت مهيأة لبروز دور عربي حيوي في المسألة العراقية خاصة بعد التطورات الاخيرة واعتقال صدام حسين وتجاوب الولايات المتحدة مع الضغوط الاوروبية لتقديم تنازلات حقيقية فيما يتعلق باحتكار ادارة شئون العراق وفتح الابواب أمام الامم المتحدة والدول الاخرى للمشاركة في اعادة اعمار العراق والتخطيط لمرحلة عراق ما بعد صدام.
واشار الشوبكي الى ان هذه التطورات من شأنها ان تتيح الفرصة امام العالم العربي للمساهمة بدور ما على الساحة العراقية بالتنسيق مع الدول الأخرى التي ترغب في كسر الاحتكار الامريكي لادارة شئون العراق واضاف ان ذلك يمكن ان يتحقق من خلال اتجاه العالم العربي لتعديل بعض المسارات في العراق عن طريق التفاعل مع المجتمع العراقي ومع قواه السياسية والنقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية لتغيير بعض جوانب المعادلة العراقية فالعالم العربي يحتاج الى استراتيجية تواصل مع العراق تعطي فيها دورا للنقابات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق مشاركة فعالة في العراق حتى يتم التواصل على المستوى غير الرسمى تمهيدا لتواصل رسمى مع الحكومة العراقية الجديدة التي ستنشأ فيما بعد مؤكدا ان العراق بعيداً عن الحيز السياسي يحتاج الى اعادة تاهيل مهنى لمختلف قطاعاته وهو ما يمكن لمنظمات المجتمع المدني العربية المشاركة فيه بتوجيه من الحكومات العربية.
وشدد الشوبكي على ضرورة بذل الجهود العربية في المرحلة المقبلة للمشاركة في الساحة العراقية وعدم تركها خالية لأمريكا تفعل فيها ما تشاء قائلاً: ان الولايات المتحدة تسعى لاقامة نظام جديد في العراق بحيث يكون دولة قاعدة في المنطقة لديها نظام ذو آليات ديمقراطية وكفاءة ادارية ومهنية وقدرات اقتصادية تمكنها من التأثير في باقي دول المنطقة وذلك في اطار المشروع الامريكي لتغيير خريطة المنطقة وهو المشروع الذي يواجه عدة عقبات اولها عدم استقرار الوضع لأمريكا في العراق وظهور معارضة دوليه كبيرة للانفراد الامريكي بالعراق وهو ما يتيح الفرصة امام امكانية قيام دور عربي مؤثر وفعال في العراق.
واكد الشوبكي ان الخطوة التي اقدمت عليها الجامعة العربية بارسال وفد الى العراق هي بداية حقيقية وايجابية للوجود العربي في الساحة العراقية ومواجهة محاولات تغييب الدور العربي عما يحدث في العراق في الوقت الذي تسارع فيه القوى الدولية الاخرى للمشاركة فيما يحدث هناك.
من جانبه يرى السفير ابراهيم يسري مساعد وزير الخارجية الاسبق انه فيما يتعلق بالدور العربي في العراق من الناحية السياسية والاقتصادية فانه سيواجه صعوبات كبيرة لان الولايات المتحدة الامريكية تسيطر سيطرة كاملة على كل شئون العراق السياسية والاقتصادية فمن الناحية السياسية تريد أمريكا ان يسير الامر كما هو عليه الآن من اضطرابات وقلاقل وفوضى حتى تستطيع ان تظل اكبر فترة ممكنه في العراق. اما من الناحية الاقتصادية فإن الدول العربية لن تستطيع الحصول على عقود حقيقية في عملية اعادة الاعمار في العراق او نصيب كبير من هذه العقود لان الشركات الامريكية تسيطر على نصيب الاسد من هذه العقود.
واشار الى ان دور الجامعة العربية حتى الآن لا يرقى الى الدور المطلوب وطالب بدور اكبر للجامعة ومؤسساتها خاصة بعد ارسال لجنة الى العراق سترى وتعرف كل ما يجري هناك وبالتالى يصبح على الجامعة نقل الصورة الحقيقية الى الدول العربية وحثها على اتخاذ خطوات جادة وفاعلة في العراق حتى يستطيع الشعب العراقي استرداد سيادته على ارضه وحتى يكون له حكومة منتخبة ودستور يحميه.
وطالب يسري الدول العربية بتوحيد الرؤية تجاه الدور العربي في العراق والعمل من خلال بوتقة واحدة وتوزيع الادوار من خلال الجامعة العربية ومؤسساتها حتى يمكن للعرب المشاركة في رسم ملامح العراق الجديد بعيداً عن المطامع الامريكية او الإسرائيلية وحتى يظل العراق دولة موحدة ذات سيادة ويحتفظ بعروبته.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved