* واشنطن من ادم انتوس رويترز:
قال مشرعون ومحللون في الولايات المتحدة انه بوضع البلاد في حالة تأهب «عالية» لاحتمال وقوع هجمات ارهابية قد تكون اكبر من هجمات 11 من سبتمبر/ ايلول عام 2001 فان حكومة الرئيس جورج بوش تلقي بظلال الشك على بعض مزاعمها بشأن نجاحها في محاربة تنظيم القاعدة.
وأضافوا ان هذا قد يساعد ايضا في تدعيم موقف الديمقراطيين الذين يتزعمهم هوارد دين ابرز المرشحين لانتخابات الرئاسة القادمة والذين يطعنون في تأكيدات البيت الابيض بأن الحرب في العراق والاعتقال الذي أثيرت حوله ضجة اعلامية كبيرة للرئيس العراقي السابق صدام حسين سيجعل أمريكا اكثر امناً، وعلى الرغم من ان اسامة بن لادن لا يزال طليق السراح فان حكومة الرئيس بوش اخرجت شبكته من افغانستان واعتقلت او قتلت كثيرا من كبار مساعديه.
وقال الخبراء ان القاعدة تشظت إلى خلايا قد يكون من الصعب العثور عليها او ايقافها وانها تبني قواعد جديدة للتدريب وتضم إلى صفوفها اعضاء جددا تساعدها في ذلك المعارضة الواسعة النطاق في العالم العربي للحرب على العراق.
وقال جيم تيرنر النائب الجمهوري عن ولاية تكساس وكبير الديمقراطيين في لجنة تابعة لمجلس النواب تشرف على الامن الداخلي انه في داخل البلاد فان الحكومة الأمريكية لم تقم بعد بوضع تفاصيل «قائمة مراقبة للاعمال الارهابية المحتملة» او ترسم خططا شاملة لتأمين الاهداف الأمريكية الحساسة من هجمات جديدة.
واضاف «كان يجب علينا التحرك بشكل اسرع» وتصر حكومة الرئيس بوش على ان الكثير تحقق ضد القاعدة وفي الحرب على العراق التي يقول المسؤولون للمواطنين الأمريكيين انها جزء لا يتجزأ من حربهم الاوسع نطاقا على الارهاب، ورفعت الحكومة الأمريكية تقديراتها عن زعماء القاعدة المعروفين الذين قتلوا او احتجزوا من النصف إلى الثلثين.
وفي محاولة لجعل الأمريكيين يشعرون بأنهم اكثر امنا أكد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي ان «هناك عددا كبيرا من الاعمال الارهابية التي تم منعها قبل وقوعها بالفعل، نحن نعرف ذلك «وقال رامسفيلد يوم الثلاثاء» من الصعب عليهم الحصول على الاموال اللازمة ومن الصعب عليهم الانتقال عبر الحدود ومن الصعب عليهم الاتصال بعضهم ببعض ومن الصعب عليهم التجمع».
ولكن برفع مستوى الخطر الارهابي إلى درجة «عال» يوم الاحد اعترف توم ريدج وزير الامن الداخلي في صدمة لبعض خبراء الارهاب بأن الخطر قد يكون «اكبر الآن من اي لحظة» منذ هجمات عام 2001 .
وحذّر ريدج ايضا ان الموجة التالية من هجمات القاعدة قد «تضارع او تفوق» الهجمات على مركز التجارة العالمي والبنتاجون التي اودت بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص.وقال بعض المحللين ان التحذيرات تعادل اعترافا عاما نادر الحدوث من حكومة على وشك خوض معركة اعادة انتخابها العام القادم.
وقال تشارلز بينا المحلل من معهد ليبراتيريان كاتو انه اعتراف ضمني بان القاعدة لا تزال فاعلة كما كانت في الحادي عشر من سبتمبر وهو ما يعني اننا لم نصب الشبكة بالقدر من الاذى الذي جعلت عملياتنا في افغانستان نظن اننا فعلناه.
وقال تيرنر «نفذوا تفجيرات عديدة في اجزاء مختلفة من العالم ونحن نعرف الآن من المعلومات الاستخبارية التي تصلنا ان هناك مؤامرات كما نقول لمهاجمتنا...لا اعتقد انه يمكنك القول انه تم تعويق قدرتهم بشكل كبير إلى درجة تمنعهم من اصابتنا بأذى». الا ان جون الترمان مدير برامج الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يختلف مع هذا الرأي، وقال ان القاعدة «في موقف دفاعي ...هل هي فاعلة كما كانت منذ ثلاث سنوات، لا اظن ذلك».
ويتهم منتقدون من الحزب الديمقراطي الرئيس بوش بتحويل القوات الأمريكية ودولارات دافعي الضرائب إلى الحرب في العراق.
ويشيرون إلى احدث ميزانية للحرب التي تتجاوز 87 مليار دولار بقليل بأنها اكثر من مثلي ما ينفق على الامن الداخلي، وقال ادوارد ماركي النائب الجمهوري عن ولاية ماساتشوستس «اننا نصب يوميا محصلة الثروة الأمريكية والتضحية بأرواح مئات من الشباب الأمريكي في دجلة والفرات ونقصر كثيرا في تمويل مهمة حماية (خليج) هدسن وبوتوماك و(نهر) المسيسيبي.
«وقال بينا ان غزو واحتلال العراق ايضا جعلنا اقل امنا، مفندا مزاعم حكومة بوش بان الارهابيين تم استدراجهم إلى المعركة في العراق بدلا من الولايات المتحدة.
ويقول فريق عمل من مجلس العلاقات الخارجية انه بينما تم الاستيلاء على ملايين الدولارات من التمويل المتعلق بأعمال ارهابية فان هذا الرقم يمثل «مجرد جزء صغير» من الاموال المتاحة للقاعدة ومؤيديها.
|