* القدس المحتلة - القاهرة - بلال أبو دقة:
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية مساء «الاثنين» الماضي سبعة فلسطينيين من سكان مدينة القدس المحتلة، بعد تعرض وزير الخارجية المصري أحمد ماهر للاعتداء في المسجد الأقصى المبارك.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستقوم بحملة اعتقالات إضافية للبحث عن المعتدين.. هذا وكان قرابة عشرين مصليا فلسطينيا، تم تنظيمهم كما يشاع، من قبل حزب التحرير الإسلامي، قد تصدوا لماهر واحتجوا على زيارته لإسرائيل والتقائه شارون في وقت يواصل فيه جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
وقام عدد من الحضور بتوجيه شتائم وإهانات إلى الوزير المصري وإصابته بحذاء، مما أدى إلى إصابته بحالة إغماء، ونقل ماهر إلى خارج الحرم القدسي بمرافقة حرس الحدود والشرطة الإسرائيلية.
وشجب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع «أبو علاء» الحادث.. وقال إن منفذيه غوغائيون، إن الأشقاء المصريين سند لاخوتهم الفلسطينيين، وتمنى قريع لماهر الصحة الجيدة، مثنيا على الجهود المصرية المبذولة لاستئناف المفاوضات.
كما صدر بيان رسمي عن السلطة الفلسطينية شجب بشدة الاعتداء على ماهر، وتوعد المعتدين بالعقاب.
عرفات يشكّل وفداً لزيارة القاهرة، وإسرائيل تمنعه من السفر
هذا وأصدر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «الثلاثاء» تعليماته بتشكيل وفد برئاسة السيد فاروق القدومي «أبو اللطف» رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسادة رفيق النتشة «أبو شاكر» رئيس المجلس التشريعي، والدكتور نبيل شعث، وزير الخارجية، والعميد جبريل الرجوب، مستشار السيد الرئيس لشؤون الأمن القومي، والشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة، للتوجه إلى القاهرة لمقابلة السيد أحمد ماهر، وزير خارجية مصر، وذلك لمتابعة التنسيق والتشاور.
وذكرت مصادر فلسطينية ل«الجزيرة»: أن مهمة الوفد الفلسطيني تتركز على إجراء مباحثات ومتابعة التنسيق والتشاور مع الوزير المصري خاصة بعد زيارته الأخيرة التي قام بها لإسرائيل ولقائه عدداً من المسؤولين الإسرائيليين.
هذا وعلمت الجزيرة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت «الثلاثاء» ذلك الوفد من مغادرة قطاع غزة.
وقد رفضت سلطات الاحتلال السماح للوفد بالمغادرة عبر معبر رفح بسبب إغلاقه أمام حركة المسافرين اثر العدوان العسكري المتواصل على المدينة منذ فجر الثلاثاء.
هيئات إسلامية مقدسية وفصائل فلسطينية تستنكر الحادث
هذا واستنكرت هيئات إسلامية مقدسية «الثلاثاء» المضايقات التي حدثت لوزير الخارجية المصري، عندما أصر الإسرائيليون على إدخاله من باب المغاربة، بينما كان الوفد الفلسطيني في انتظاره على باب الأسباط لزيارة المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشريف، خلال بيان له تلقت «الجزيرة» نسخة منه: أن ما حصل لا يمثل الرأي العام الفلسطيني المسلم في القدس، الذي يكن الاحترام والتقدير لجمهورية مصر العربية ومواقفها الثابتة تجاه فلسطين ومقدساتها وشعبها.
من جهتها أكدت دار الفتوى وهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس، أن الدين الإسلامي يوفر الأمن والأمان لمن يدخل بيوت الله، معتبرة أن هذا العمل يمس بحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأشادت في بيانها بموقف الشعب المصري تجاه الشعب الفلسطيني، والجهود المصرية المبذولة واحتضانها الحوار الفلسطيني في القاهرة، وكذلك دورها التاريخي الواضح والمساند لقضايا الأمتين العربية والإسلامية.
هذا ونددت الفصائل الفلسطينية «فتح، حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبية، الجبهة الديمقراطية» بالاعتداء على وزير الخارجية المصري، ووصفته بأنه غير مبرر، ولا يعكس وجهة النظر الفلسطينية التي تكن التقدير والاحترام للجهود المصرية.
الشرطة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية عن الاعتداء
هذا وحمّل مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، الشرطة الإسرائيلية مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له وزير الخارجية المصري في المسجد الأقصى المبارك.
واعتبر المجلس في بيان تلقت «الجزيرة» نسخة منه أن تدخل الشرطة الإسرائيلية في تغيير ترتيبات الزيارة التي أعدتها الأوقاف الإسلامية لاستقبال الضيف الكريم من حيث المكان والزمان كانت سبباً في كل ما حصل، محملة الشرطة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن جميع ما حصل.
وقال البيان: إن المجلس وموظفي الأوقاف وجميع الشرفاء والمرابطين والصابرين في بيت المقدس يستهجنون ويستنكرون محاولة الاعتداء الآثم الذي تعرض له معالي وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، أثناء دخوله لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، مساء الاثنين الماضي، ويؤكدون بأن هذه الأعمال غير المسؤولة صادرة عن نفر قليل يعيد كل البعد عن الأخلاق الإسلامية الحميدة وتعاليم شرعنا الحنيف.
ماهر: الحادث تافه وبسيط..
لا يثير القلق
هذا ووصف أحمد ماهر وزير الخارجية المصري الاعتداء الذي تعرض له في المسجد الأقصى بأنه حادث تافه وبسيط وأنه لا يود أن يُعطى أكثر مما يستحقه.
وقال أيضا: إن ما حدث هو حماقة، لا نود أن يعطيها أكثر مما تستحقها، لأنها لا تعبر عن مشاعر شعب فلسطين التي لمستها بنفسي في المسجد الأقصى، وما تلا ذلك من اهتمام بالغ بالاطمئنان عليه.
وأعرب ماهر في تصريح عقب عودته إلى القاهرة ليلة الاثنين عن أمله بألا يؤثر ما حدث على الزيارة نفسها والهدف منها، مشيرا: إلى أن ما حدث حادث بسيط لا يثير القلق، وان ما أبداه المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون والدوليون من اهتمام، إنما يعبر عن تقديرهم لدور مصر ودور الرئيس حسني مبارك في العمل من أجل السلام والعدل على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وجدد ماهر التأكيد على أن ما حدث لن يزيد مصر إلا إصرارا على العمل باستمرار من أجل السلام، ومن أجل حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة واستئناف المفاوضات، مشيرا إلى أنه تلقى اتصالات من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأحمد قريع رئيس الوزراء والعديد من القيادات الفلسطينية، وبعض أعضاء الكنيست العرب عبروا خلالها جميعا عن الموقف الحقيقي للشعب الفلسطيني المستنكر لما حدث داخل المسجد الأقصى.
واعتبر وزير الخارجية المصري ما حدث أنه من المسائل العابرة التي لا يمكن أن تؤثر على جوهر السياسة المصرية التي يقودها الرئيس حسنى مبارك الذي يكرس جهوده للعمل على حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه.
زيارة ماهر تفتح أيضا الطريق أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والأردن
وعلى صعيد متصل اعتبر مصدر إسرائيلي رسمي الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري احمد ماهر إلى إسرائيل الاثنين الماضي، انها تفتح الطريق أمام عودة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والأردن.
وقال المصدر الإسرائيلي: إن وزير الخارجية الإسرائيلي «سيلفان شالوم» سيقوم بزيارة إلى عمان، في السابع من الشهر المقبل.. وستكون تلك أول زيارة يقوم بها وزير خارجية إسرائيل إلى الأردن منذ اندلاع الانتفاضة في أيلول عام 2000.
وحسب المصدر من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي بكبار المسؤولين الأردنيين وفي مقدمتهم الملك عبد الله الثاني، الذي كان قد التقى وزير الخارجية الإسرائيلي مؤخرا على هامش زيارته الأخيرة لواشنطن.
وقالت المصادر الإسرائيلية: إن شالوم سيبحث مع المسؤولين الأردنيين طلب إعادة السفير الأردني إلى تل أبيب.
وكان الأردن قد استدعى سفيره نهاية العام 2000 من تل أبيب، وامتنع عن إرسال سفير تم تعيينه حديثا اثر تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت المصادر الإسرائيلية العليمة إلى انه يتوقع أن يبحث المسؤولون الأردنيون مع وزير الخارجية الإسرائيلي، عدم التزام إسرائيل بتعهداتها المتعلقة بإطلاق كافة الأسرى الأردنيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، والذين يزيد عددهم عن ثمانين أسيرا تتراوح تهم غالبيتهم حول الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية بطرق غير شرعية.. ومنهم محكوم لسنوات عديدة.
|