* طرابلس واشنطن لندن الوكالات:
تحولت ليبيا من قائمة البلدان المنبوذة من قبل الدول الغربية الى قائمة الاصدقاء المفضلين بعد قرارها التخلص من اسلحة الدمار الشامل، وتلقى وزير خارجيتها دعوة من بريطانيا لزيارتها، وبينما رحبت الأمم المتحدة بالقرار الليبي دعت واشنطن عدة دول إلى حذوحذو الخطوة الليبية التي اشادت بها. فقد دعا وزير خارجية بريطانيا جاك سترو مساء الثلاثاء نظيره الليبي عبدالرحمن شلقم لزيارة بريطانيا، وهي زيارة ستكون الاولى لوزيرخارجية ليبي إلى بريطانيا منذ نحو عشرين عاما، في حال حصولها.
وذكرت وكالة انباء الجماهيرية أن سترو اتصل بشلقم «يهنئه بقرار ليبيا» التخلي عن برامج تطوير اسلحة دمار شامل بعد مفاوضات سرية مطولة مع بريطانيا والولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة عن سترو قوله «آن الآوان لتطوير العلاقات بين بريطانيا وليبيا» مضيفةان سترو «دعا شلقم لزيارة بريطانيا لدعم العلاقات بين البلدين». وقد تدهورت العلاقات بين البلدين بعد مقتل شرطية بريطانية برصاص اطلق من السفارة الليبية على متظاهرين مناهضين لليبيا امام السفارة في 22 نيسان/ابريل 1984. وحافظ البلدان على مستوى متدن من العلاقات الدبلوماسية التي لم تنقطع مع الابقاءعلى زيارات رسمية محدود جدا.
وفي واشنطن دعا وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاربعاء كوريا الشمالية وسوريا وايران إلى أن «تبرهن على ذكاء» وتحذو حذو ليبيا التي تخلت عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل.
وقال باول في برنامج اذاعي يقدمه مايكل ريغن نجل الرئيس الامريكي الاسبق رولاند ريغن يوم الثلاثاء «نأمل أن يتابع الكوريون الشماليون هذه التطورات ويدركوا ان الآخرين اصبحوا اذكياء وان عليهم أن يكونوا هم ايضا اذكياء.
واضاف ان هذه الدعوة موجهة ايضا إلى سوريا وايران، موضحا أن سوريا تحتاج الى «الخروج من الحفرة التي تقبع فيها منذ سنوات، على حد تعبيره. ورأى الوزير الامريكي الذي يمضي حاليا فترة نقاهة بعد أن خضع لعملية جراحية بسبب اصابته بسرطان في البروستات أن الموقف الجديد الذي اعلنته ليبيا نجم عن مزيج من العمل الدبلوماسي والضغط العسكري الذي مارسته ادارة الرئيس جورج بوش واكد باول انه يعتزم مواصلة استخدام هذين السلاحين.
الى ذلك اشاد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء بقرار ليبيا التخلي عن برنامجها لاسلحة الدمار الشامل. وقد اشاد مجلس الأمن في بيان بعزم «ليبيا على التسليم بالهواجس الكبيرة التي عبرت عنها المجموعة الدولية في شأن انتشار اسلحة الدمار الشامل وبقرارها اخذ تلك الهواجس بالاعتبار». وقال البلغاري ستيفن تافروف الرئيس الحالي لمجلس الأمن «نرحب بقرار ليبيا. ويمكن ان يكون مثالا تحتذي به دول أخرى».
وكان مجلس الأمن من جهته تخلى عن القول ان القرار الليبي يمكن أن يكون مقدمة لقرارات مماثلة تتخذها دول أخرى. واضاف تافروف أن القرار الليبي «بشرى سارة جدا للعالم».
|