Thursday 25th december,2003 11410العدد الخميس 2 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عبيد الشحادة.. في الامتحان! عبيد الشحادة.. في الامتحان!

صدر حديثاً عن دار عكرمة بدمشق مجموعة شعرية جديدة للشاعر عبيد الشحادة بعنوان «الامتحان». تتألف المجموعة من أربع وستين صفحة من القطع المتوسط، وتضم عشر قصائد مطبوعة بلون زاه يحاكي لون البنفسج، على ورق فاخر، وفي تنضيد بديع يلتحم فيه جمال الشكل مع جمال المضمون.
وقد تنوعت أغراض القصائد بين الغزل، والشعر الوجداني، والقومي، والوطني، والاجتماعي.
كما تنوع شكل القصائد بين البحور الشعرية، وربما تنوعت القوافي في القصيدة الواحدة لتعكس انسيابية التعبير، وتدفع عنها القلق في اختيار الكلمة المناسبة كما نجد في قصيدة «الامتحان» التي حملت اسم المجموعة.
وقد اختار الشاعر قصائده هذه من بين كم من القصائد، ويبدو أنه راعى في اختياره تنوع الأغراض وحداثة الزمن، فمجمل القصائد يتراوح زمن كتابتها بين عامي 1997 و2000م.
وقد عكست لنا هذه القصائد صورة عن معارف الشاعر وخبراته الأدبية والحياتية، ولاسيما إنه مختص بالأدب العربي، ويعمل في مجال الصحافة في جريدة الجزيرة منذ سنين. ولذلك فإننا نجد في قصائده تناغماً بين الفكر والتعبير الدقيق، كما نجد تمازجاً بين الذات والموضوع، وخاصة في تلك القصائد التي تلجأ إلى التحليل النفسي وتغوص في الآخر حتى تكاد تتقمصه، فتصف خلجات النفس ولواعج القلب وصفاً دقيقاً كما نجد في قصيدة «العانس» والمقطع الخامس من قصيدة «الامتحان». وتبدو المقدرة الفنية جلية في الرسم الكاريكاتوري في قصيدة «قبيلة المتناقضات».
وأما الازدواجية فهي منفية عند الشاعر، فهو صريح مع نفسه صريح مع القارئ في المواقف التصويرية أو التعبيرية. وهو يعلن ذلك بشكل مباشر كما نجد في رثائه للشاعر نزار قباني في قصيدة «مرآة بلقيس»، وبشكل ينحو إلى الرمز الشفاف كما في قصيدته «أمة التصفيق» ويراوح بين الاندماج مع الحدث، والتصوير الخارجي لتكون النتيجة تعليقاً شعرياً يجمع بين قوة الاعتزاز ومرارة الواقع كما نجد في قصيدة «حجاب مروة».
وهذا الاصطدام بالواقع المر نلحظه أيضاً في قصيدة «ليلى» حيث يحلق الشاعر في الحلم على أجنحة الأماني، ولكنه ينكفئ ليعبر بومضة سريعة عن التناقض بين ظنونه وبين واقعه دون تفجع أو تعليق، وكأنه ألف هذا من الزمن وتقلباته، وهذا ما يعبر عنه أيضاً في قصيدة «سراب» التي جاء ترتيبها آخر قصائد الديوان، وكأنه أراد آخر ما نسمعه منه هو آخر بيت في القصيدة وكخلاصة لتجربته في الحياة:
إنما الحب سراب
فوق آفاق التمني
تمتاز المجموعة بالواقعية، والتوفيق بين طرفي الحياة بعيداً عن الغلو في أي جانب منها.

مصطفى الزايد

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved