كلما تذكرت ذلك الموقف انتابني.. انكسار ومرارة !!
لا أعرف لماذا وقعت في هذا الفخ.. وقتها أدركت.. حتمية القدر.. هاهي أقدام الصيف تخط على هذا اليوم علامات الضجر والملل.. أشعر بأن أقدام الرمضاء المتوهجة تسير على جسدي بلا أحذية..
وقفت هناك.. مرغماً .. جلست مرغماً.. لم أجد لنظرات من حولي تفسيراً وكأن أعينهم تحولت إلى عين واحدة
ترقبني.. نظرت إلى نفسي نظرة يملؤها.. الشك والحيرة.. تحول المكان من حولي إلى صخب وضجيج..
بدأت الأرض تهتز من حولي.. وكأنني في قارب صغير أشرعته مصنوعة من ورق تتلاعب به الأمواج من كل حدب وصوب.
رفعت يدي.. لكي أمسك بحبل مصنوع من البلاستيك لعلي أخفف وطأة اهتزازات الكرسي الذي أقبع عليه
لا فائدة.. فشلت.. المحاولة الأولى.. كررت المحاولة مرة أخرى رفعت يدي.. فشلت.. في المرة الثالثة رفعت يدي.. وأمسكت بذلك الحبل بعد معارك طاحنة.. الجميع من حولي بهذه الطريقة..
نظرت فإذا كراسي بلاستيكية متهالكة.. زجاج من النوع الرديء الباهت.. وجوه مختلفة.. أصوات مختلفة..
الرحلة.. واحدة.. تنتشر.. من بيننا روائح غريبة.. عبارات الضجر تعلو معارضة لهذا الموقف..
آذان بعيدة لا تسمع.. تسمع كلمات مؤلمة نابعة من الأعماق تقف لها المشاعر باكية..
في هذا الموقف عليك قبول (الحدث) بأقل قدر ممكن من الانكسار.....؟
لا عرف ماذا أقول.. عندما أتذكر خروجي من المنزل بتلك العطور الغالية ورائحة (الدخون) الفاخرة أتألم..
بدأ.. إحساس.. غريب ينتابني ويلتهم مشاعري.. وأسئلة حائرة تغتالني..
لماذ.. أنت هنا...؟؟؟ لماذا.. ينظر من حولك متشائماً..؟؟ من الذي أوصلك إلى هذا المأزق..؟؟
بدأت النظرات تلاحقني.. وكأني متهم أو أنا من فعل هذا؟؟
بدأ.. العرق يتصبب من جبيني.. لست وحدي.. هم معي أيضاً..؟
الأصوات بدأت تعلو.. أصبحنا.. في ظلام دامس.. اختلط الحابل بالنابل..!
لا أكاد أرى شيئاً.. الرائحة بدأت تنبعث من جديد.. (يا إلهي) بدأ يرددها الجميع..؟ ماذا نفعل؟
الكل ممسك.. بما حوله من حبال فوق رأسه.. (الحر) اشتد..!!
أتذكر (رائحة) دهن العود (الكمبودي) الموجود على (غترتي).. أريد أن ينقذني.. من هذه الرائحة.
لا أثر للعود.. أشعر باختناق.. بدأت الأصوات تنبعث من الداخل...
بدأ.. التزاحم بين الكبير والصغير.. الرجل والمرأة.. الكل يريد الحياة..
(فتح الباب) تم الخروج.. من (باص).. المطار........؟؟؟؟؟
محمد عطا الله العنزي (حائل)
| 
