متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
يمثل القطاع الجنوبي أكبر القطاعات الجغرافية بالمدينة مساحة، على الرغم من أنه حالياً يُعدُّ أقل القطاعات سكاناً.. وتشير تلك المفارقة بين العدد القليل للسكان والمساحة الواسعة للأراضي الممتدة حتى المرتفعات الجنوبية للمدينة الى الأسباب الداعية لبروز أهمية المنطقة الجنوبية في تخطيط النمو لمدينة الرياض خلال العشرين سنة القادمة.
مركز مهم!!
تؤكد الأرقام المشار اليها ومعدل الزيادة الضرورية في الجنوب، لتحقيق النمو المستهدف على قضايا التخطيط الرئيسة للقطاع. وخلال العشرين سنة الماضية ومع تمدد المدينة نحو الشمال والشرق، فقد كان النمو السكاني في المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدائري الجنوبي محدداً؛ لأن التطوير في جنوب المدينة لا زال مقيداً بالحدود التي رسمت في المخطط الرئيس الأول للمدينة في عام 1402ه ولكن من الواضح إذا ما قُدر للجنوب أن يقوم بدور قيادي في نمو المدينة خلال العشرين سنة القادمة أن التوجهات السابقة يجب تغييرها بطريقة متدرجة.
وعلى النقيض من المساهمة القليلة للقطاع في النمو السكاني، فإنه يشكل مركزاً مهما على مستوى المدينة للتوظيف والأنشطة الاقتصادية.
كما ان المنطقة الواقعة بين طريق الخرج والحدود الغربية للحرس الوطني «خشم العان» تشمل خليطاً واسعاً من المستودعات والاستخدامات الصناعية، بما في ذلك المدينة الصناعية ومصفاة البترول.
وتتم خدمة هذه المنطقة من خلال محور النقل المكون من طريق الخرج، وطريق الخرج السريع «امتداد الطريق الدائري الشرقي» وسكة الحديد. كما أن طريق الخرج القديم، (الشديد الازدحام في قطاعه الشمالي)، يُعدّ عصب النشاط لهذه المنطقة الصناعية.
فرصة حقيقية!!
ويدل النشاط الزراعي في وادي حنيفة وفروعه، الى جانب وجود أسواق المواشي والإبل الموجودة في هذا القطاع على الدور الذي لا يزال يلعبه الاقتصاد الريفي في حياة السكان.
إن الأسعار المنخفضة نسبيّاً للأراضي في القطاع الجنوبي تمثل فرصة حقيقية لتلبية احتياجات قطاع الاسكان وتحقيق النمو المستهدف كما في المخطط الهيكلي للمدينة.
تحسين مستدام!!
تمثلت الاجراءات التقنية لتحسين عاجل ومستدام للقطاع في تحسين ودمج مركزي: ضاحية الشفاء في الغرب، والعزيزية في الشرق بواسطة طرق ربط جيدة، يتم التمدد نحو الجنوب والحد من الانتشار لهذه الضواحي من خلال انشاء طريق دائري حلقي جنوبي خارجي. والاستفادة من وادي حنيفة كمورد طبيعي محمي، مع تفاعل مستدام وواضح مع المناطق الحضرية في الشرق والغرب.
وتحسين التأثيرات الضارة «للمناطق المجاورة» للمستودعات والصناعات الخفيفة ومدافن النفايات القريبة من المناطق السكنية واحتواء انتشارها الخارجي. تعزيز أعصاب الأنشطة على طريقي الحائر وديراب.
وحجز المواقع والمبادرة بتنفيذ الخطط الخاصة بتطوير المراكز الحضرية الفرعية، وازالة العوائق لتحسين نوعية الحياة وذلك بتبني برنامج مستدام لادارة البيئة المحسنة.
تحقيق النمو!!
بلغ تعداد السكان في القطاع الجنوبي نحو 000 ،400 نسمة أي أقل من 10% من اجمالي سكان المدينة. ان المخطط الهيكلي يهدف الى تحقيق نمو سكاني ليصل الى 9 ،1 مليون نسمة بحلول عام 1442هـ.
ويلاحظ ان الاستعمالات القائمة يغلب عليها الاستعمالات السكنية والخدمات التي تشكل ما نسبته 29% لكل منها نظراً لارتفاع مساحات المستودعات التي تدخل من ضمن الخدمات ويأتي بعد ذلك الاستعمال الصناعي الذي يشكل ما نسبته 20% من المساحة المطورة نظراً لتركيز الاستعمالات الصناعية على مستوى المدينة في هذا القطاع.
تم تخصيص نحو 000 ،23 هكتار بالقطاع الجنوبي للاستخدام السكني في الأساس، ويمكن وصف 60% منها بالأرض المعتمدة إما كأراضٍ تم تطويرها بالفعل الى درجة كبيرة «26%»، أو أراضٍ تشمل مخططات معتمدة «34%» وتعد النسبة الباقية بنحو 40% أراضي بيضاء غير مخططة.
إن غالبية سكان المستقبل بالقطاع الجنوبي سيعيشون في مساكن منخفضة الارتفاعات ومتوسطة الكثافة في شكل فلل ذات مساحات صغيرة، وديبلوكسات وبيوت متلاصقة بواقع 25 وحدة لكل هكتار، ومتوسط حجم قطعة الأرض سيكون 400م مربع.
المركز النموذجي!!
يبلغ متوسط الاستقطاب «نطاق الخدمة» لمراكز الأحياء في القطاع الجنوبي نحو 55000 نسمة ويتراوح تعداد السكان للمراكز الجنوبية ما بين 30000 نسمة كحد أدنى و80000 نسمة كحد أقصى، ويعتمد ذلك الى حد كبير على الكثافة والموقع، ويشتمل المركز النموذجي على 20% من أراضيه المخصصة للمرافق الاجتماعية/ الثقافية و30% لتجارة التجزئة و50% للحدائق والمنتزهات ونجد في الجنوب ان معظم مواقع المراكز تقع بالقرب من الطرق الشريانية ومتوسط المساحة لنحو 25 مركزاً يبلغ 10 هكتارات.
يُقترح انشاء أربعة مراكز ادارية لخدمة سكان القطاع الجنوبي بحلول عام 1442هـ. تم اقتراح توفير مناطق لأسواق الجملة/ القطاعي في المراكز الأربعة، تشتمل على ثلثي اجمالي مساحة الموقع، مع تخصيص الثلث المتبقي للمرافق الاجتماعية/ الثقافية مثل خدمات الشرطة والمطافئ، ومستشفى محلي، ومكتب بريد ومكاتب ادارية.
عالية المستوى!!
تم اقتراح انشاء مركزين حضريين فرعيين في القطاع الجنوبي. وتشكل المراكز الحضرية رأس الهرم لتسلسل المراكز لمناطق النمو بالمدينة.
وتهدف الى توفير المناطق ذات المساحة الكبيرة والخدمات ذات المستوى العالي، مثل مراكز التعليم، والخدمات الطبية المتخصصة، ومراكز الترفيه، وخدمات الأعمال وتجارة التجزئة ومساحات للمباني سواء حكومية أو خاصة. يقع المركزان على بعد 17 و20 كيلومتراً بالتوالي جنوب ميدان القاهرة. ويتمثل دور المركزين الفرعيين للحائر وديراب في العمل كمراكز عالية مساندة لمركز المدينة وبحلول عام 1442هـ، فإن كلا المركزين سيستقطبان نحو مليون نسمة يعيشون في نطاق دائراة نصف قطرها 10 كيلومترات، أو على بعد نصف ساعة تقريباً من مكان خدمتهم. كما أن كلا المركزين سيتمتعان بقدر كبير من طرق التنقل والوصول، وذلك لوقوعهما في تقاطعات فرعية رئيسة في شبكة الطرق المستقبلية بالجنوب وكمناطق ربط ومراكز لنظام النقل العام المقترح بالجنوب.
يمثل القطاع الجنوبي مركزاً لنشاط واسع في مجال المستودعات والأنشطة الصناعية على مستوى المدينة، بما في ذلك مصفاة الرياض للبترول، وقد ينظر لهذه الأنشطة على أنها لخدمة المدينة ولا يتم عكسها في تقديرات الأراضي المطلوبة لهذه الأنشطة القائمة فقط على تقديرات التوظيف بالقطاع الجنوبي.
بُعد جديد!!
وتمثلت الاضافات الرئيسة للأنشطة الاقتصادية والتوظيف الناشئ عن الخدمات في الجنوب في المراكز الفرعية الحضرية حيث يقدم المركزان الفرعيان الخدمات ذات المستوى العالي في الجنوب، ولكل مركز هدف في توفير نحو 100000 فرصة وظيفية، الى جانب توفير المكاتب الحكومية وخدمات تجارة الجملة والقطاعي.
بينما ستوفر منطقة الصناعات العالية التقنية والأبحاث بعدا جديدا لايجاد الفرص الوظيفية بالقطاع الجنوبي. وتقع عند طرق الوصول الهامة بعد أربعة كيلومترات جنوب طريق الحائر والمركز الحضري الفرعي به.
حرم جامعي!!
تم تحديد حرم جامعي كبير لسد جزء من احتياجات مدينة الرياض المستقبلية لمرافق التعليم العالي، وذلك بوجود جامعة في القطاع الجنوبي لكي تتكافأ مع الجامعة المقترحة في أقصى الشمال على الامتداد الجغرافي لمحور النمو الشمالي.
ستشكل مراكز الأنشطة الثلاثة مع المجمع الرياضي المقترح بؤرة جذب جديدة للقطاع الجنوبي، وجميعها تتمتع بطرق وصول جيدة بالقرب من شبكة الطرق السريعة بالجنوب.
نمط مطور!!
يعكس النمط الإسكاني المقترح للقطاع الجنوبي لاستعمالات الأراضي نمطاً مطوراً لما ورد في المخطط الهيكلي بالمرحلة الثانية، حيث يأخذ في الاعتبار المعالم الطبيعية بالاضافة الى أنه يتطابق مع المقترحات الواردة في المخطط الشامل لوادي حنيفة. كما انه ينسجم مع الاهتمام الكبير بالبيئة وبالتصريف الطبيعي في القطاع الجنوبي بطريقة تتجاوب مع التكوين الطبيعي للقطاع..، حيث تم التخطيط لانشاء ست مجموعات/ مناطق سكنية كبيرة تتفاوت من حيث الحجم وتكون كل منطقة قادرة على تطوير نطاقها العمراني الخاص بها وعلى الوصول السهل للمناطق المفتوحة المحيطة به، وكذلك بالمرافق الترفيهية ومرافق الخدمات المساندة للسكان، وللفرص الوظيفية.
اكتفاء ذاتي!!
مقارنة مع قطاعات النمو الأخرى بالمدينة نلاحظ ان القطاع الجنوبي له القدرة لتحقيق درجة عالية من الاكتفاء الذاتي الوظيفي، وعلى وجه الخصوص في القطاعات الاقتصادية الثانوية، مثل أنشطة التصنيع والمستودعات.
لقد تم تخصيص أراضٍ اضافية لكلتا المنطقتين في الجزء الشمالي الشرقي من القطاع، بالقرب من خشم العان، والمنطقة القريبة من المدينة الصناعية، لاستيعاب التوسعة في الأنشطة خلال العشرين سنة من عمر المخطط.
كما ان منطقة الصناعات العالية التقنية والأبحاث التي تم تخطيطها في قلب القطاع الجنوبي ستزيد من تنوع الفرص الوظيفية للقطاع.
دفعة قوية!!
تشكل منطقة «تشليح» السيارات على طريق الحائر نشاطاً مهماً على مستوى المدينة، وبهدف التخطيط الى تجميع هذه المنطقة في الموقع الحالي واضافة منطقة عازلة وضوابط تشغيلية أخرى.. هنالك دفعة أخرى قوية للاقتصاد بالقطاع الجنوبي ستأتي كنتيجة مباشرة لخطة التحسين البيئي وبرنامج تطوير وادي حنيفة. وبتطبيق هذا المخطط ستوجد وظائف جديدة للقطاع الجنوبي في مجالات الزراعة والسياحة من خلال التوسع في المناطق الزراعية داخل الوادي وبالقرب منه بالاضافة الى الأنشطة الاقتصادية في أسواق المواشي وفي مركز النقل العام، وبذلك سيستمر القطاع الجنوبي في قدرته على تطوير قاعدته الاقتصادية على مستوى القطاع والمدينة.
حضرية مفتوحة!!
يُعد نظام المناطق المفتوحة بالقطاع الجنوبي عنصراً أساسيّاً في التكوين الهيكلي لنمط النمو المستقبلي، فمن السمات الأساسية لهذا النظام اندماجه في المناطق السكنية الجنوبية ومنحدرات الأودية القريبة كما تم تحديدها في المخطط الشامل لوادي حنيفة كحدائق طبيعية وممرات، بالاضافة الى توفير طرق الوصول الى مناطق التنزه والرحلات والمرافق الترفيهية الأخرى الواقعة خارج الأودية.
وتعتبر المنطقة الحضرية في الجنوب منطقة حضرية مفتوحة بسبب الأودية والمنتزهات التي تحيط بها في الجنوب والجنوب الغربي.
كسر النمط!!
تم تحديد منطقتين واسعتين شرق وادي حنيفة كمناطق زراعية تشكل مناطق هامة لكسر استمرارية نمط التطوير العمراني. وتلعب المنطقة التي تقع في أقصى الجنوب دوراً هاماً في المحافظة على التجمع السكني في الحائر كمنطقة سكنية متميزة منفصلة عن المنطقة الحضرية في الشمال، مع امكانية تميزها كمعلم جنوبي للنظام الممتد للوادي في منطقة مفتوحة وكمركز سياحي مهم بالوادي.
يقترح انشاء مجمع رياضي في مكان بارز ليشكل مركزاً للمرافق الترفيهية بالجنوب لخدمة كل القطاع وقريب من الحرم الجامعي الجنوبي، مع امكانية الوصول السهل اليه من الطريق الدائري الجنوبي. وسيضم المجمع الرياضي استاداً رياضيّاً رئيسّاً ومرافق رياضية.
سعة عالية!!
ستوفر مسارات الطرق المحيطة (الطريق الجنوبي الدائري الخارجي والمحوري الجنوبي)، سعة عالية في التقاطعات الشرقية/ الغربية بين المحاور الشعاعية الجنوبية الثلاثة، وذلك بتجميع وتوزيع الحركة المرورية من ضواحي المجمعات السكانية الى المراكز الرئيسة بالقطاع في مجال الأنشطة الاقتصادية والتوظيف.. كما تقوم هذه المسارات الجديدة بتخفيف الضغط على الطريق الدائري الجنوبي القائم من الحركة المرورية الزائدة.
الى جانب الطريقين السريعين، يتم اضافة أربعة طرق شريانية جديدة في اتجاه الشرق - الغرب لشبكة الطرق الرئيسة المستقبلية بالجنوب، مما يتيح الربط التقاطعي بين مناطق التركيز في الضواحي الناشئة.
وسيعزز طريق الحائر السريع الجديد الحركة المرورية بالقطاع في الاتجاه الشمالي - الجنوبي.
واقتُرح كذلك امتداد جديد لنظام السكك الحديدية بالمدينة يتجه الى الغرب منطلقاً من خط الخرج الحالي.
|