** رواد الحركة الأدبية في بلادنا الذين تركوا بصماتهم واضحة جلية في مسيرتنا الأدبية لهم حق كبير في أعناقنا.. خاصة من يعيش منهم بيننا..
فهؤلاء «الرواد» تاريخ يمشي على الأرض ولكن من يقرأ هذا التاريخ ويستخلص منه مواطن «العطاء» لمسيرتنا الأدبية وتفعيل «منجزهم الثقافي» في حياتنا الفكرية..
روادنا الأحياء حسب ظني لا يعرفهم القارئ لصحافتنا المحلية إلا من خلال نافذتين:
الأولى: نافذة «فرح» فعندما يكرّم الوطن أحد هؤلاء الرواد عبر أي قناة تكريمية صغرت أم كبرت.. تتسابق الصفحات الثقافية مشكورة للاحتفاء بهؤلاء الرواد المكرمين.. فتقرأ «الحوار» و«الرصد» لرؤية بعض المثقفين لمنجز هذا الرائد كما تقرأ عدداً من «المقالات» الاحتفالية بهذا الرائد ومنجزه الإبداعي.. وقد تتجاوز بعض الصفحات الثقافية هذه «التقليدية» في التناول وتقوم بإجراء حوارات خاصة مع أحد أفراد عائلة هذا الرائد لرصد الجانب الآخر من حياته..
الثانية: نافذة «حزن» عندما يُغيِّب الموت أحد هؤلاء الرواد الكبار.. تتنافس الصفحات الثقافية بل وتعلن حالة الطوارئ في جنبات الأقسام الثقافية في صحفنا المحلية لنبش المعلومات اللازمة عن مسيرة هذا الرائد وعن سيرته الأدبية فتنهال المكالمات الهاتفية والفاكسات على شريحة المثقفين المقربين من ذلك الرائد أو «مريديه» إن صح التعبير لتسجيل مواقفهم تجاه هذه الفجيعة الثقافية بشكل يتكرر مع فقد «الرموز الرواد» مما كوّن لدينا قاعدة معلومات عن هؤلاء الرواد أستطيع أن أطلق عليها «ثقافة الموت».. فعندما يموت أحد روادنا الكبار تُملأ الصحف والمجلات الثقافية وتُراق الأحبار لتسجيل شيء من تاريخهم الأدبي للتاريخ..
للتأريخ فقط:
بين فرحنا بالرواد وحزننا على فراقهم مسافة للركض الجميل احترف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في بلادنا ان يرسم من خلالها لوحة وطنية سنوية بألوان «الوفاء» و«التواصل» مع هؤلاء الكبار لتبدع «الجنادرية» في ردم «الفجوة»، وتلغي «القطيعة» بين روادنا وأجيالنا القادمة من أجل ضخ «الحياة» في جسد ثقافتنا الوطنية من خلال هذا الكرنفال السنوي الرائع والذي يقف خلف الحرس الوطني تلك المؤسسة الحضارية التي قدمت لنا مزيجاً جميلاً من ثقافة الحوار والوفاء لتستمر مسيرتنا الوطنية، فشكراً للفريق أول الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية، ونائب رئيس اللجنة العليا لمهرجان الجنادرية الذي يقف خلف هذا الإنجاز الثقافي السنوي وبقية كوكبة العمل الدؤوب في المهرجان إدارة ومتابعة وتنفيذاً..
(*) مدير مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض
|