قبل عدة سنوات فقط كنت وغيري كثيرون لا نقول «اسرائيل» بل نقول «العدو الاسرائيلي» والآن لا اخفيكم إنني اتردد قبل أن اطلق على العدو الاسرائيلي.. العدو الاسرائيلي!! فمفاوضات السلام التي ينعم «بخيرها» الفلسطينيون منذ أن وقعت في مدريد اسكتت كل المناهضين للمفاوضات والتي ختمتها خارطة الطريق حيث زادت رفاهية الشعب الفلسطيني واخشى ما اخشاه الآن هو الترف الذي سوف تجلبه معها وثيقة جنيف!! وانا لم اعد اسمي العدو الاسرائيلي ب«العدو» اولا تماشيا مع مناخات السلام المشار اليها آنفا، ثانيا لانني ومنذ ان بدأت اشاهد الفضائيات العربية خاصة تلك التي «استوطن» فيها المحللون والسياسيون الاسرائيليون، الذين يحلون ضيوفا اعزاء مكرمين محترمين تآلفت مع تلك الوجوه التلفزيونية خاصة وانهم يتحدثون في غاية الرقة والمسكنة ويظهرون لنا انهم ضحايا للارهاب الفلسطيني!! لدرجة انني اذا لم اجد تلك «الخشش» تطل علينا من «تل أبيب» اتساءل بيني وبين نفسي لماذا تغيبت؟ عسى المانع خير!! ويلعب الشيطان برأسي وتدور اسئلة كثيرة عن هذا الغياب غير المبرر فكل شيء جائز فربما يكونون قد «اخذوا على خاطرهم» ورفضوا المشاركة بسبب سؤال غير منطقي مثل لماذا استخدام الطائرات الحربية في قصف المدن والقرى او أي سؤال آخر مستفز من هذا النوع، والذي يتنافى مع أبسط قيم الحوار!! لهذا فانا اعتبر ان النشرة وبعض البرامج الحوارية ناقصة اذا لم نسمع الرأي الآخر من تل أبيب!! هذا الرأي الآخر يخرج إلينا ويوضح لنا موقفه مبررا سياسته غير المسبوقة في الاغتيالات وقتل الاطفال وهدم المنازل فوق رؤوس أهلها واحتلال الارض وبناء الجدار العنصري والهائنا عما يحدث على الارض بمعركة طرد الرئيس او ترك الرئيس!! بدون ان نسمع رأياً آخر يبرر كل الجرائم ويأخذ فرصته كاملة في قول ما يريد وعبر وسائل اعلامنا، كيف يمكن ان نثبت اننا حضاريون ونحترم الرأي الآخر!! أما رأينا فهو غير مهم ان يحترمه الآخرون!!
|