مما يؤلم المهني المتمرس في العمل الصحفي والإعلامي أن يسمع ويشاهد من يقلب بصره بين صفحات الجريدة ثم يقذف بها وهو يقول: ليس فيها ما يهم، وإن وجد موضوعاً يلفت الاهتمام يحاول التقليل من هذه الأهمية بقوله: «كلام جرايد»، وهو هنا يوحي للسامعين بأن الصحف لم ترق إلى درجة تمنحها الثقة لدى المتلقي، وكأنه في هذه الحالة يجعل نفسه من نخبة المتلقين الذين يملكون الحس الكافي لتقييم المادة الصحفية، ولم يدرك بعد أن الصحف لدينا ولله الحمد محل الثقة من المسؤول والمواطن في جملة شرائحه ومستوياته، الصحف هنا لديها ذخيرة وافرة من القيم والمصداقية وركائز الوطنية الحقة الصافية المخلصة، وأثبتت بمهنيتها وبحكم كفاءة القائمين عليها وخبرتهم أنها دائماً في مقدمة من يتصدى لمصلحة الوطن والمواطن الساعية لتنقية المفاهيم الخاطئة من كل ملوثات تحجب الرؤية وتبعد التقارب بين الراعي والرعية.. ها هي صحفنا دوماً تكشف وتبادر بفضح كل عمل مريب يخل بالأمن، وترشد كل مسؤول إلى أوجه قصور في عمل معني به، ولا تتأخر في نشر مطالب المواطن وآماله وتطلعاته، ولا تتوانى في طرح أفكاره ومقترحاته، صحفنا لو قورنت بأخرى لتبين للبعض ممن لا زال في نفسه شيء منها أو عليها أن صحافتنا بخير، وأن المؤتمنين عليها على قدر كبير من المسؤولية.
|