(جمال الطبيعة)
شهدت كيف تصحو الطبيعة في الريف الجميل: الندى العذب على الأوراق، النور الفضي قبل بزوغ الشمس يتحول إلى أسلاك من الذهب، كما شهدت الفلاحين الكرماء بوجوههم السمراء واذرعهم المفتولة ونفوسهم الصابرة على الكد والتعب.
رأيتهم يحنون على أرضهم حنين الأب على ابنه ذلك لانهم عليها عاشوا، وعليها يسعون وفي ترابها الكريم تثوى عظامهم لانهم كانوا نبعا من معينها وصفاتها، وهاهم يرتدون إليها كما خرجوا منها ليبقوا على مر الزمن وديعة من ودائع أسرارها ولقد طربت جدا عند سماعي لاغنياتهم الخفيفة التي تذهب مع انسام الصباح الجميلة لتمر بين الاغصان المتمايلة ولتعبر المياه المتدفقة التي تحدث خريرا هادئا مع هداة الليل انها موسيقى عذبة فيها البساطة والسكون.
|