في مثل هذا اليوم من عام 1942، قام أحد أنصار فرنسا الحرة في الجزائر بقتل جان دارلان، الأدميرال والعميل الفرنسي في حكومة فيشي، كان القتيل في الـ61 من العمر.
دارلان، المولود في نيس بفرنسا في 7 أغسطس 1881، تخرج في الأكاديمية البحرية الفرنسية في عام 1902، وتدرج سريعا في الرتب العسكرية، وبلغ رتبة ادميرال الأسطول في يونيو 1939، وبعد شهرين من ذلك جرى تعيينه كقائد أعلى للبحرية الفرنسية.عند استسلام فرنسا للغزاة الألمان في يونيو 1940، أشار دارلان إلى أنه يميل لقيادة الأسطول إلى بريطانيا العظمى، حتى يكون بعيدا عن أيدي الألمان، عندها قال رئيس الوزراء البريطاني وينستون «تشرشل.. سأحبو فرحا على يدي وركبتي لمسافة ميل لو أن قيامي بعمل كهذا من شأنه أن يدفع دارلان لجلب اسطوله إلى صفوف القوات المتحالفة». في نوفمبر 1942، عندما قامت القوات الأنجلو- أمريكية بشن حملتها في شمال افريقيا، كان دارلان في الجزائر العاصمة، في زيارة لأبنه الذي كان قد أشتد به المرض، انتهز الجنرال دوايت ايزنهاور وجود دارلان في الجوارفأصدر الأمر للدبلوماسي الأمريكي روبرت ميرفي والجنرال مارك كلارك لإقناع دارلان بمساعدة الحلفاء في حملتهم (كان دارلان قد ألمح إلى أنه قد يحول ولاءه من جديد مقابل معونة مالية كبيرة من الولايات المتحدة لفرنسا،) تردد دارلان في الأمر، من جانب لأنه كان مايزال يرتاب في البريطانيين ويبغضهم بسبب الهجوم على أسطوله في وهران، لكن وفي ضوء الغزو الألماني لفرنسا، الذي كان على حكومة فيشي أن تحول دونه، قبل دارلان أخيرا التعاون، أصدر أمرابوقف إطلاق نار من جانب قوات فيشي للسماح للحلفاء بالرسو في شمال افريقيا دون اعتراض، في النهاية، وقع دارلان هدنة مع الحلفاء، وقام بدمج قواته (قوات فيشي) في الجيش الفرنسي الحر.
مع ذلك، فان دارلان لم يكن على الإطلاق محل ثقة الفرنسيين الأحرار، لقد تم اعتباره انتهازيا بدرجة كبيرة، في ليلة ذكرى الميلاد من عام 1942، أطلق عليه النار بونيير دي لا تشابيل، وهو أحد أتباع شارل ديجول وكان يتدرب ليصبح عميلا بريطانيا، على الرغم من المساعدة التي قدمها دارلان أخيرا، فلقد ابتهج الحلفاء لمقتله، أقر تشرشل «مقتل دارلان، رغم كونه جريمة، رفع عن الحلفاء حرج العمل معه».
|