* ما الحول؟
- «الحول» عبارة عن حالة تكون فيها العينان غير مستقيمتين، بمعنى أن إحدى العينين تكون منحرفة إلى الداخل أو الخارج. ويعاني معظم المرضى من هذه المشكلة منذ الطفولة، بيد أن هذه المشكلة لا تظهر لدى البعض من المرضى إلا في مرحلة لاحقة من البلوغ.
أما السبب الدقيق للحول فغير مفهوم بالكامل، ولكن من المعروف أن الحول قد يكون ناتجاً عن عوامل وراثية، أو الحاجة لنظارات مصححة للبصر، أو الإصابات الرضية، أو الالتهابات، أو الأورام أو عملية جراحية في الرأس أو العين.
والحول حالة تصيب مختلف الأعمار، ولذلك فإننا نشاهده في الأطفال وفي البالغين. وهو مرض يمكن علاجه، ومعدلات نجاح علاجه عالية جداً، ولا يوجد سبب يقتضي من أي شخص أن يعيش وهو يعاني من هذا المرض.
* ما الاختلافات في الحول عند البالغين وعند الأطفال؟
- من الاختلافات في الحول عند الأطفال والبالغين ما يلي:
1- يمكن أن يسبب الحول عند الأطفال حالة تسمى الغمش ambylobia أو العين الكسولة، وهو أمر لا يحدث عند البالغين.
2- معظم حالات الحول في البالغين تكون أجريت لها عملية جراحية، ولم يتم تصحيح الحول بهذه العملية لسبب أو آخر، وهكذا، فإن إجراء عملية جراحية في عين أجري لها عملية في السابق يعتبر أمراً أصعب بكثير مقارنة مع العين التي لم يتم إجراء عملية لها في السابق.
3- من الاختلافات الأخرى أن البالغين معرضون للإصابة بازدواجية الرؤية في حالة عدم معالجة الحالة بصورة مناسبة، وهو أمر لا يحدث في حالة الحول عند الأطفال.
4- البالغون أكثر وعياً للمشكلة، ونسبة نجاح العملية لديهم أكبر بكثير مما هي لدى الأطفال.
تجدر الإشارة إلى أن معظم البالغين الذين يعانون من الحول سواء الداخلي أو الخارجي يعتقدون أنهم يعانون من مشكلة لا يمكن معالجتها أو أن نسبة نجاح العلاج متدنية للغاية، وهو أمر غير صحيح.
* ما الفوائد المتوخاة من تصحيح الحول؟
- في حالة تصحيح الحول على نحو مناسب في المريض البالغ، فإن ذلك سيحسن واحدة من خواص الإبصار، وهي الرؤية المجسمةstereopesis ، وينبغي ألا يعاني المرء من الحول بتاتاً حتى تعمل هذه الرؤية بالشكل الصحيح. وبكلمات أخرى، ينبغي أن تكون العينان مستقيمتين بنسبة 100%.
إن الرؤية المجسمة ميزة هامة للإبصار ونستخدمها في حياتنا اليومية دون ملاحظتها. وهي تلعب بصفة رئيسية دوراً في تحديد بعد الأجسام عن الشخص وقربها منه مقارنة مع الأجسام الأخرى، وتستخدم هذه الميزة أثناء القيادة، وممارسة الألعاب الرياضية، والتحرك داخل الغرفة أيضاً.
هناك ناحية أخرى ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند اتخاذ قرار بمعالجة الحول، وهي الحالة النفسية للمريض، فقد بينت الدراسات أن الحول الذي لا تتم معالجته يؤثر على الحالة النفسية للشخص. فالشخص البالغ يكون واعياً لمشكلته، وهو أمر ينعكس على ثقته بنفسه، ولذلك، فإن أداء الأشخاص البالغين يتحسن من الناحية الاجتماعية بعد تصحيح مشكلة الحول لديهم. كما أنهم يصبحون أكثر ثقة بأنفسهم، ويمكنهم أن يندمجوا مع المجتمع بشكل أكثر سهولة.
* كيف تتم معالجة الحول؟ وكيف يتم إجراء العملية الجراحية في حالة الحاجة لها؟
- اعتماداً على سبب الإصابة بالحول، يمكن أن يتمثل العلاج ببساطة في ارتداء نظارة مثلاً، أو إجراء عملية جراحية لعضلات العين. ويمكن أن يتكون العلاج أيضاً من العلاجين الآنفي الذكر في نفس الوقت حتى تصبح العينان مستقيمتين.
تجدر الإشارة إلى أن استقامة العينين تعتمد على القوة الساحبة التي تولدها العضلات الستة خارج المقلة والتي توجد حول كل عين من العينين. وتسمى هذه العضلات بالعضلات خارج المقلة، لأنها متصلة بالسطح الخارجي للعين. وتشتمل العملية الجراحية على إرخاء أو شد هذه العضلات، وحيث إن هذه العضلات توجد حول العين، فإن الطبيب لا ينفذ إلى العين أثناء الجراحة التي تجرى على أساس يومي، وتستغرق حوالي 45 دقيقة. وهي لا تترك أية ندوب واضحة. ويعتبر استخدام دواء مسكن للألم مثل البنادول بعد العملية الجراحية كافياً لتسكين الألم بعد العملية. كذلك، فإن العين في معظم الحالات لا تتم تغطيتها بعد العملية، ويعطى المريض قطرة للعين لاستخدامها لبضعة أيام. وستظل العين محمرة لبضعة أسابيع، ولكن الاحمرار سيختفي بعد بضعة أسابيع. هذا ولا تقتضي الضرورة نزع الغرز التي استخدمت أثناء العملية بالنظر لأنه يتم امتصاصها من قبل العين.
* هل يمكن لطبيب العيون إجراء العملية الجراحية؟
- تتجه الأمور في جميع التخصصات الطبية هذه الأيام لأن يكون في كل تخصص تخصصات فرعية، وطب العيون ليس استثناء في ذلك. ففي أيامنا هذه، هناك تخصص في طب العيون للأطفال، والحول عند البالغين، وهذا يعني أن طبيب العيون سيتلقى تدريباً خاصاً على علاج الحول الموجود عند الأطفال والبالغين. ويمضي أطباء العيون المدربين فترة محددة من الزمن في علاج مرضى الحول فقط، وإجراء تصحيح جراحي لهم.
وينبغي أخذ توقعات المريض البالغ بعين الاعتبار، وشرح الإجراء له شرحاً كاملاً. فإن من المعروف في أيامنا هذه أن البالغ الذي يعاني من حول العين يمكن أن تتحقق له نتائج ممتازة إذا ما تمت المعالجة بصورة جيدة، بغض النظر عن طول مدة الحول لديه.
* ما نسبة نجاح إجراء العملية الجراحية؟
- تبلغ نسبة نجاح العملية الجراحية للحول التقليدي حوالي 70%، مع العلم بأن هذه النسبة تقل إذا ما أجريت للمريض عملية جراحية أخرى في السابق. بيد أن هنالك أسلوباً يسمى أسلوب الغرزة القابلة للتعديل adjustable suture technique يتم من خلاله وضع واحدة أو اثنتين من عضلات العين التي أجريت فيها العملية في وضع يمكن تعديله خلال فترة تصل إلى ما يقرب من 8 ساعات بعد العملية. وهذا يعني أن خيط الغرز سيكون بارزاً من العضلة في العين حتى يمكن تقوية العضلة أو إضعافها وفقاً لحاجة المريض لتقويم عينيه.
إن استخدام هذا الأسلوب سيزيد نسبة نجاح عملية الحول في البالغين إلى حوالي 90% - 95%. ولكنه لا يستخدم إلا في البالغين، ويحتاج الطبيب إلى تدريب خاص حتى يستطيع إجراءه. ومما تنبغي الإشارة إليه أن تعديل عضلة بعد العملية يعتبر أمراً بسيطاً نسبياً، وهو أمر غير مؤلم، ويحتاج إلى 10 دقائق إذا كان المريض متعاوناً. هذا وينبغي استخدام هذا الأسلوب في معظم المرضى البالغين، وهو يحقق نتائج ممتازة. وينبغي على المريض أن يعرف بالضبط ما سيتم القيام به، قبل إجراء العملية الجراحية، ولذلك فإن المناقشة الجيدة مع المريض تتم قبل المضي في إجراء العملية، مع العلم بأنه يتم كذلك إجراء بعض الفحوص قبل العملية للتأكد من قدرة المريض على تحملها.
(*) أمراض وجراحة العيون
مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية
| 
