الصدق مع الذات مفتاح النجاح في الحياة، لأنه يجعل صاحبه ينظر إلى الأمور ببصيرة مفتوحة وقلب سليم. وهذا قول ينطبق، بل يصلح لكل سلوك إنساني، أو تفكير منطقي من شأنه أن يسهم في إعلاء الموقف الحق، ويرد كيد المكابرة الذاتية والتنطُّع الأعمى أمام منظومة الحقائق التي لا يمكن هزها أو القفز عنها.
أقول هذا وفي خاطري تزدحم عشرات، بل مئات المعوقات التي تحول بيننا وبين تحقيق أهدافنا، والتي نحن السبب الرئيسي في وجودها.
واحدة من تلك المعوقات الأنانية وحب الذات، ومحاولة فرض الذات على الآخرين، وهي وإن كانت أحياناً مجبولة في كيان صاحبها، إلا أنها الأخطر في تأثيرها عليه وعلى من حوله.
تصل دعوات إلى مسئول/ة للمشاركة في ندوة أو محاضرة أو منتدى يفترض أن تناقش هموم وقضايا الأمة، وهي من الأهمية بحيث يذهب القلقون بشأنها إلى البحث عن أخص المتخصصين لمناقشتها والخروج بتوصيات جادة وناجحة يمكن أن تسهم في إيجاد الحلول المناسبة.
لا يجد هذا المسئول/ة غير نفسه ليرشحها للمناسبة، بل هو في وادٍ وهي في وادٍ آخر، والمتخصصون لديه محجوبون لديه بهذه «الأنا» القاتلة. فليس من المستغرب إذاً أن تكون مخرجات منتدياتنا ولقاءاتنا أقل بكثير من حجم أحلامنا وتوقعاتنا!
منتدى الفكر العربي أحد الإبداعات الفكرية الأصيلة الحريصة على تفعيل مستقبل هذه الأمة الحضاري بكل مقوماته وفي دورته الثانية كان لافتاً للنظر إعداداً وتنظيماً واختيار عناوين، وكان الحضور إليه متناغماً مع محبة هذه الأمة لشخصية وفكر خالد الفيصل.
لم يستطع الجانب الثقافي في اللقاء أن يطاول السياسي فيه، ومع أنه لا يجوز أبداً فصل الثقافة عن السياسة - على اعتبار أن كلاً منهما مولود من الآخر - إلا أن تواضع الناتج الثقافي في اللقاء هو الذي وضع خطاً قد يتوهمه البعض حداً يفصل الثقافة عن السياسة، وهو - البعض - صادق في وهمه هذا.
وعود على بدء فإن ما فهمته أن قد طلب من جميع مسئولي المؤسسات الثقافية العربية ترشيح الشخصيات لمنحها الجوائز التقديرية، فكانت القوائم تضم عدداً واضحاً من أولئك المسئولين لأن الذين لم يستطيعوا تجاوز «الأنا» الفقيرة لديهم إلى الغير «الغنى» من حولهم... وتاليتها
فاكس: 2051900
|