تذكرت هذا المثل وسط الضجيج الإعلامي العربي والعالمي حول واقعة القبض على صدام حسين وكأنه حدث لم يكن متوقعاً أو يحمل مدلولاً جديداً حقيقياً، بل لقد وصل الأمر بالبعض إلى مقارنة ذل وهوان القبض عليه بالكرامة العربية، متناسياً أن الطاغية قد خرج عن جلده علنا وبلا مواربة، فرغم مزاعمه القومية وشعارات (كذوب) طالما روَّجها فهو - وحده - يحمل وزر الحالة العربية المتردية، إذ فتح نيران جهنم على كل المنطقة العربية، بسبب عدوانه السافر على أهل العراق ثم عليهم وعلى الجيران من الجانبين وسواء وشت به زوجته الثانية أم علي أو كانت السبيل إليه بالمراقبة أو أرشد عنه ذلك الرجل البدين من عشيرته كما حملت الأنباء أو غير ذلك من تصورات في زمن غياب الحقائق فإنه مجرد.. لا يستحق كل هذه الجنازة الحارة ولو كانت بحثا عن التفاصيل على سبيل الفضول العربي المعهود!
الفكر والمال
في زمن (تعرج) فيه التنمية العربية على ساق واحدة تتمثل في إمكانات الدولة، وذلك بسبب تقلص الدور الفاعل والحقيقي للقطاع الأهلي - مؤسسات وأفراداً - تجاه المجتمع الذي منحهم فرص النجاح، أدهشتني الحملة التي جردتها قناة النيل الثقافية الفضائية، قبل أيام على رجال المال والأعمال الذي يدعمون المشروع الثقافي العربي وكان التحامل واضحاً والتشكيك في هذه الاسهامات حادا رغم عدم وجود أدلة أو حتى مجرد قرائن على رغبة التسييس والتلوين بحق الثقافة العربية التي اتهم بها رجال المال، والأكثر غرابة أن الذين يهاجمون مؤسسة الفكر العربي وجائزة البابطين وغيرهما في البرنامج ثبت بالدليل القاطع أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذه المشروعات على وجه الحقيقة!
فكيف تنقلب الموازين إلى هذا الحد فيتحول وسام الشرف الواجب تقديمه إلى هؤلاء إلى سياط تجلد ظهورهم بسبب حسهم القومي المرهف وإسهامهم المخلص في النهوض بمجتمع اجتمعت عليه العلل!!
خواطر
مجلس التعاون الخليجي
تحية تقدير لقراراته الأخيرة التي تأتي في ركاب العصر وقضاياه الأكثر أهمية وإلحاحاً، تطوير التعليم ودوره في التنمية الأساسية (البشرية)، وإدانة غول العصر (الارهاب) الذي نسب إلينا زورا وبهتانا، ودعم استقرار العراق في إشارة موجزة ومكثفة لمعاني وحدة العراق السياسية، وإنهاء الوجود الأجنبي، وتسليم مقاليد البلاد إلى أصحابها فهذه هي المدخلات إلى تحقيق الاستقرار في القطر الشقيق.. ومازلنا ننتظر النتائج.
الحجاب في فرنسا
القرار الفرنسي بمنع الحجاب يصادر موقعها في العالم الحر، ووضعها المميز - عربيا وإسلامياً - في أوروبا، ومصداقيتها في معارضة تجاوزات الشرعية الدولية، والأجدر بالرئيس شيراك أن يعيد النظر في القرار الذي يمكن أن يحدث شرخاً مضافة مراراته إلى المرارة العربية والإسلامية من الموقف الغربي (الرسمي) الذي لا يزال ينحاز للعدو الصهيوني، ثم ماذا يفيد المنع أو يضر الحجاب في بلد يرفع شعار الحرية الذي يلزم معه وجود الخصوصيات والثقافات المتباينة (والزي ثقافة) وما الفرق بين الصليب - وإن كان صغيراً - ونجمة داود اللذين يدلان صراحة على معتقد بعينه، وبين غطاء رأس قد يستخدم بغير دلالة عقائدية؟!
والمطلوب من الجاليات الإسلامية والعربية هناك - في كل الأحوال - لا يكتفوا بطلب مهلة لتنفيذ القرار كما طيرته الأنباء ولكن يجب أن يلاحقوه قضائياً بالطعن فيه ومواصلة حملاتها المشروعة لإلغاء الخطر على لباس يمثل العفة لدى فيتاتنا ونسائنا المسلمات.
|