* جدة - صالح عبدالله الخزمري :
واصلت إثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة تألقها بتكريم رموز المجتمع التي تستحق ذلك غير مقتصرة على رموز الأدب والثقافة. كان ذلك بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة ورئيس جمعية الأطفال المعاقين وذلك مساء الاثنين الماضي.
بدأت الأمسية بالقرآن الكريم.
بعد ذلك ألقى صاحب الاثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة كلمته بهذه المناسبة قال فيها: نشرف اليوم في هذه الاثنينية المميزة بالاحتفاء بصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي استجاب مشكوراً لدعوتنا المتواضعة رغم شواغله الجمة، وارتباطاته العديدة.. فأهلا وسهلا ومرحبا بسموه وصحبه الكرام بين نخبة من محبيه وعارفي أفضاله.
كلنا يعلم ان سمو فارس هذه الأمسية من رجالات البدايات الصعبة، عرفته منذ نعومة أظافره، غير أني لا أقول أن شهادتي فيه مجروحة كما جرت العادة، لكنها شهادة حق بإذن الله.. فقد شهدت له ساحة العمل الوطني والاجتماعي والانساني بالريادة في كثير من ميادين العطاء، وما الهرم الذي يمثله بواجهاته الثلاث إلا أنموذج لتلك المسيرة الخيرة،فواجهته الأولى: رعاية الأطفال المعاقين، والثانية: النهوض بالهيئة العليا للسياحة، والثالثة: المضي في ازالة غبار النسيان عن آثارنا ونفائس تاريخنا من خلال الهيئة العليا للآثار والمتاحف.
تلك هي ساحات التحدي، وروافد البذل، وقناديل الفكر التي ينطلق منها سموه في أداء رسالته المميزة لتصب جميعها في صالح الوطن والمواطنين.
وأكد خوجة ان الطرح الذي قدمه سموه في مختلف الأعمال والمسؤوليات التي تقلدها يتسم بالجرأة، واتباع الأسلوب العلمي في التنفيذ والمتابعة، مما يؤكد منهجه في الحياة بصفة عامة، وقد أدى هذا النمط الى بلوغ كثير من الأهداف المنشودة في أوقات قياسية، بالاضافة الى تحقيق مزيد من الطموحات وازالة العقبات التي تعترض مسار العمل.
وأضاف خوجة أما السياحة والآثار فهما كنزان يكتنف الحديث عنهما الكثير من الأرقام والخطط والبرامج، وفارس أمسيتنا خير من يتناولهما بالبحث والتقصي إن شاء الله.. وإنني ومنذ تشرفي باختياري عضواً في المجلس الأعلى للآثار، سعدت بمتابعة لصيقة لأعمال هذا الكيان المتخصص، والذي عقد ثلاثة وخمسين جلسة، وقد تخللتها أعمال استكشافية كبيرة، ومطبوعات قيمة، وبحوث علمية، وترميم بعض المباني الأثرية للاستفادة منها كمظهر حضاري يربط الحاضر بالماضي بوشائج عملية.
وشدد خوجة: إلا أننا ينبغي ألا نبالغ في التفاؤل ونفرط في الأحلام، فهناك العديد من المحاذير، والتداخلات والتعقيدات التي سوف تظهر على السطح، وهناك المنافسة الحادة التي تفرض نفسها على سوق بضاعتها صناعة السياحة والخدمات المرتبطة بها.
بعد ذلك ألقى فارس الاثنينية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان كلمته حيث قال: إن الشيخ عبد المقصود خوجة له مكانة في نفسي فهو صديق والدي وصديق لي شخصياً، وقال إن هذه هي المرة الثانية التي آتي فيها إلى الاثنينية التي أصبحت مؤسسة يتكفل بها الشيخ عبد المقصود خوجة فهو رجل لم يتوان عن عمل ينفع وطنه، ولي تجارب وعلاقة شخصية وصداقة وبخاصة في العمل الخيري.
وما أتذكر أنني أتيت أطلب منه المساهمة في العمل الخيري إلا وكان من الأوائل، وتحدث عن مساهمته في مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة. وأضاف انه عندما يدعوني الشيخ عبد المقصود لا أعتبر هذا تكلفاً وأعتبره هو التكرم، ويطيب لي الالتقاء بأشخاص أكثرهم أعرفهم.
أما عن الصورة التي بني عليها العمل الخيري في المملكة فإن المملكة كلها مؤسسة خيرية، خيرية هذه البلاد التي تتوسع حتى وصلت أصقاع الدنيا، ولا يوجد بلد مثل المملكة في ذلك أبداً.
وأضاف سموه اليوم أستطيع أن أتحدث مع أي انسان إن كل مواطن جالس هنا هو مؤسسة خيرية، فتقف مثلاً في الشارع وتجد من يساعدك، فالعمل الخيري متأصل في هذه البلاد وأهلها.
فأنا كشخص له علاقة بالعمل الخيري وجدت مهمتي ليست صعبة لأن لدينا في المملكة أفضل من كل حافز وهو الحافز الخيري. وقد وجدت مهمتي سهلة في البداية.
وعن جمعية الأطفال المعاقين التي يرأسها سموه قال سموه اتخذنا قرارين: أولاً: مواجهة الاعاقة، ثانيا: البحث العلمي.
وقال سموه إن قضية البحث العلمي والسياحة يلتقيان في شيء واحد، وقال سموه: إن الناس لم يتعودوا على ثقافة النظرة البعيدة وعن العمل الخيري قال سموه: اليوم نتكلم عن العمل الخيري ووجدت من الناس الخيرين ما لا نجده في أي مكان، هذا البلد استثمر في الإنسان، وقال سموه عن الجمعية إنها بدأت تحاكي العصر، وقد اطلقت ثمانية أوقاف خيرية،وخلال خمس سنوات قادمة إن شاء الله ستحقق الموارد الذاتية.
وقال سموه ان العمل الخيري لا يحتمل البطولات، وقال سموه إن لدينا نوعاً من الثقافة هو ثقافة الأهداف وتركيزنا على الأهداف شبه متقدم، وحرصت على تنمية هذه الثقافة.
وعن مركز الأمير سلمان لأبحاث الاعاقة، قال سموه: إنها فكرة جديدة على مجتمعنا والمؤسسون بالنسبة لنا ليسوا أصحاب أموال، وقال إن المركز يعمل على ثمانية عشر بحثاً، واحد منها يشارك مع ست جامعات دولية، وقال سموه ان المركز استلم المختبرات في مستشفى التخصصي، وتحدث سموه عن الفحص المبكر الذي يقي بإذن الله من العديد من الاعاقات.
وعن السياحة: قال سموه ان السياحة اليوم صناعة ضخمة جداً، كيف ننميها ونطورها؟
اليوم بلادنا تحتاج إلى مدخلات إلى الاقتصاد، ولدى المملكة امكانات اقتصادية، وألمح سموه إلى وجود الأماكن المقدسة في مكة والمدينة التي يؤمها آلاف المسلمين وكذلك الموقع الجغرافي فلديها الثروات وأهمها الثروة البشرية.
وقال سموه: لقد كان السعوديون قديماً يقومون بكل شيء مثل الزراعة والتجارة.
وعن أهمية السياحة كمجال لاستقطاب الشباب قال سموه إن 12% من سكان العالم يعملون بالسياحة، وفي ذلك اشارة إلى امكانية اتاحة فرص وظيفية مستقبلية في هذا المجال. وقال سموه إن السياحة صناعة ضخمة جداً وأنها أداة لها أهداف وتحدث سموه عن الهيئة التأسيسية للسياحة.
وقال سموه ان انطلاقة صناعة مثل هذه لا يأتي من فراغ بل من عمق واليوم نحن مقبلون على هيكلية تنظيمية للسياحة غير مسبوقة في المملكة.
وعن اتفاقيات المناطق مع الهيئة العليا للسياحة قال سموه ان من إحدى مبادرات الهيئة الجديدة تدريب الحكومة في المناطق وكل المناطق التي وقعنا معهم بدءاً من أصحاب السمو أمراء المناطق قالوا نبدأ بأنفسنا.
وعن أهمية رؤساء البلديات في السياحة قال سموه: ان رئيس البلدية يحتاج إلى التدريب لأنه عنصر مهم في السياحة وقال سموه سوف نبدأ البرنامج التدريبي بدءاً من المدينة المنورة.
وتحدث سموه عن دور القطاع وما يحتاجه من الحكومة وأنه إحدى مميزات الطفرة.
عقب ذلك فتح باب الحوار مع سموه حيث وجه حامد السيوطي سؤالا لسموه قال فيه: لكم فضل الريادة في اقتحام الفضاء الخارجي، ولكن لم لم تستمر الرحلات ولم لم تتبنوا مشروعاً للفضاء الخارجي؟
- أجاب سموه: انها كانت تجربة مهمة ورائعة وغنية جداً، تجربة المعيشة في أمريكا وما تعلمناه كان كثيرا وأردنا أن تستمر. وقال سموه ولا ينظر إلى الفضاء ان وصول البشر إليه هو قمة التطور وقال سموه ان القضية الأولى في أي مجتمع اليوم هي التعليم ثم التعليم ثم التعليم فهو أساس الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي التعليم الحقيقي بمنظوره الواسع حتى يكون الإنسان منتجاً وصالحاً ونافعاً.
وقال سموه ان الإسلام دين اصلاح والتصاق بالحياة وأضاف سموه أن بلادنا مقبلة على خير كثير إن شاء الله وقال أنا متفائل فلديها الأساس الذي تنطلق منه.
القنصل الأمريكي: تساءل عن عدم معرفة البعض ببعض المناطق السياحية..
- أجاب سموه: ان مشكلة بعض الناس أنهم لا يعرفون بعض المناطق. وقال سموه نحن ننظر إلى السياحة أنه ليس هدفها اقتصادياً بل ثقافياً أيضاً سنبرزه بصورة حقيقية، وسوف تحدث نقلة في السياحة إن شاء الله.
وسوف تسمعون إن شاء الله هذا العام 200 نوع سيعلن عنها و 25 نوع من السياحة غير المسبوقة. وعن الاهتمام بالأماكن السياحية قال سموه: اننا نعمل على ايقاف البناء العشوائي في المناطق السياحية، وأشار سموه إلى صناعة الحرف اليدوية التي ستأخذ مكانها ان شاء الله.
عبد الله فراج الشريف قال لا تزال النفس تتعلق بالآثار في هذه البلاد.
علق سموه وقال: ينظر إلى المملكة أنها بلد فيها ارث حضاري كبير جداً وقد وجدت آثار لدينا لها مليون سنة، والمملكة من أهم المواقع الأثرية في العالم وقال سموه: ننظر لقطاع الآثار كقطاع علمي وقطاع يستفاد منه في السياحة، وسيصدر قريباً ان شاء الله نظام المتاحف الجديد وسيحدث نقلة كبيرة جداً، والمتحف الوطني سيكون إن شاء الله نواة للانطلاق بالمتاحف الاقليمية. وسترون نقلة كبيرة في قطاع الاثار.
وعن واقع المملكة من منظور اسلامي قال سموه: اراد الله أن ينزل الإسلام في منطقة ليست مفرغة من الحضارات، الإسلام نزل في مكة وفيها تراكم حضاري، والواجب اليوم ابراز آثار المملكة حتى نبرز أنها ليست بلاداً بدائية. وابراز الآثار في المملكة وجعلها متاحة وخاصة لصغار السن.
د. يوسف العارف قال: أمامنا تحديات في الآثار والمتاحف.
علق سموه قائلاً: زرت برلين ووجدت فيها 72 متحفاً بجميع تنوعاتها فالتحدي الذي أمامنا ليس فقط أن يكون لدينا متاحف بل ثقافة، تحدث سموه عن التشويق في المتاحف الذي لابد منه وضرورة ذلك في التعليم.
وأجاب سموه على بعض الأسئلة الأخرى.
ختم الشيخ عبد المقصود خوجة بشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على تشريفه للاثنينية وتحدث عن بعض انجازات الاثنينية.
| 
