إن من نعم الله على هذه البلاد المباركة أن جعل بها بيته الحرام و فرض على عباده المسلمين الحج إليه، وكذلك اختار من الأرض بقعة طاهرة لتكون منبت النور الهادي للبشر ومبدأ الرسالة الخاتمة لكافة الرسالات السماوية، ولتكون كذلك مهد نبيه الحبيب التي بها جثمانه الطاهر الشريف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما أن لها مكانة عظيمة ولها تهفو أفئدة المؤمنين كما نهوي إلى مكة المكرمة.
ولا شك أن جائزة المدينة المنورة لها مكانتها الغالية لدى كافة المسلمين وفيها يطمع المتنافسون منهم؛ لأن هذه الجائزة تستمد اسمها ومكانتها ومكانها من المدينة المنورة الحبيبة لقلب كل مسلم.
وهذه الجائزة تهتم في المقام الأول بخدمة الإسلام والمسلمين، وتقدم إلى علماء المسلمين الذي أثروا الفكر الإسلامي بخبرتهم ونتاجهم الفكري والعملي في المجال الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وتقدم هذه الجائزة مرة في كل عام للعلماء المسلمين الذين يتقدمون ببحوثهم للجنة الجائزة التي يقع مقرها بالمدينة المنورة، وكانت بحوثهم الأولى من نوعها في مجالات الجائزة التي تحددها اللجنة كل عام، وهذه الجائزة علاوة على مكانتها المرموقة بين الجوائز العالمية المشهورة فلها قيمتها المادية المجزية. ولا تخص الجائزة أحد أقطار العالم الإسلامي دون الآخر بل مجال تسابقها جميع الدول الإسلامية وكافة العلماء المسلمين في أي بلد.
وهذه الجائزة بما تحمله من معانٍ سامية هدفها رفعة الإسلام وتطور الحياة الثقافية للمسلمين في كل أقطار العالم الإسلامي، وهي بذلك تدل على اهتمام وحب قادة بلادنا الحبيبة - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - للإسلام وعلماء المسلمين، وهذه الجائزة دليل من الأدلة التي لا حصر لها على ذلك الاهتمام، بل إن تسليم سمو أمير منطقة المدينة المنورة هذه الجائزة للفائزين بها ورعايته لها دليل آخر على ذلك الحب والاهتمام بواقع المسلمين والرغبة في ازدهار علومه وحضارته، وفق الله علماء المسلمين لما فيه خير دينهم و دنياهم ورفعة أوطانهم، وأجزل الثواب لقادة هذه البلاد المباركة على رعايتهم واهتمامهم بحضارة الإسلام والمسلمين في كل مكان.
(*) رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء
|