Wednesday 24th december,2003 11409العدد الاربعاء 1 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
ما هكذا تجازى مصر..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لم يذهب أحمد ماهر الى الأراضي الفلسطينية للسياحة، أو لقضاء أيام للراحة، أو للتمتع بالمناظر الخلابة في القرى الفلسطينية مثلما ذهب غيره، بل وأرسل أولاده لقضاء أيام الصيف في أحد المنتجعات الاسرائيلية، فقد فعل ذلك أحد نظرائه من وزراء الخارجية العرب..!!
أحمد ماهر ذهب الى فلسطين وتنقل بين الأراضي المحتلة والأراضي التي تشكل مواقع الكيان الاسرائيلي بهدف دفع جهود التسوية في فلسطين ورفع الظلم والاضطهاد عن الشعب الفلسطيني من خلال ما يتوفر حالياً من خطط لتسوية الصراع العربي/ الاسرائيلي، والمطروح حالياً فقط «خارطة الطريق» التي وحدها هي التي يمكن ان تتحقق لكونها مطروحة من أمريكا سيدة الملعب في الشرق الأوسط، ولكي تتحقق هذه الخطة كان لابد من تهيئة سبل وبناء أرضية تمهد الطريق لخارطة الطريق وهذا ما حاول الوزير المصري أحمد ماهر تحقيقه في رام الله وتل أبيب، بعد أن حقق الوزير المصري الآخر عمر سليمان جانباً كبيراً من هذا الهدف في غزة ورام الله والقاهرة.
الجهد المصري الدبلوماسي والسياسي لا يمكن ان يوصف بأنه موجه ضد الفلسطينيين فهو بالعكس من ذلك تماماً، فالقاهرة تعمل منذ وقت طويل لصالح الشعب الفلسطيني، والمصريون قدموا شهداء لصالح القضية الفلسطينية أكثر مما قدمه الفلسطينيون أنفسهم، إذ لا يكاد بيت مصري يخلو من شهيد استشهد في الحروب مع اسرائيل أو وقع في الأسر، أو أصبح معوقاً، بل إن أحد أسباب الوضع الاقتصادي في مصر الذي يعاني من مشاكل عديدة، هو الحروب التي خاضتها مصر من أجل القضية الفلسطينية.
فهل يُقبل أن يعامل وزير خارجية مصر بمثل ما قوبل به في المسجد الأقصى من قِبل مجموعة من «البلطجية» أو «الزعران» فضلاً عن أن ذلك الاعتداء البشع المرفوض جملة وتفصيلاً قد تمَّ في مكان مقدس بالنسبة للمسلمين فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعلى رجل قضى اليوم بكامله يبحث ويسعى لصالح الفلسطينيين رغم كبر سنه ومرضه بالسكر وسبق أن أجرى عمليتين لفتح القلب ولذلك فهو لم يتحمل ما جرى له من ظلم ذوي القربى الذين قدموا الدليل بأنفسهم بأنهم غير مؤهلين لرعاية الأماكن المقدسة للمسلمين لأنهم لا يحترمون حتى المسلمين وهم يؤدون الصلاة في المسجد الأقصى!!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved