Wednesday 24th december,2003 11409العدد الاربعاء 1 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خلال لقائه بوزير الخارجية المصري خلال لقائه بوزير الخارجية المصري
شارون: إسرائيل ترفض أي اتفاق هدنة مع الفصائل الفلسطينية، لكنها سترد على الهدوء بالمثل

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
التقى رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون صباح «الاثنين»، بوزير الخارجية المصري أحمد ماهر، بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم.
وزعم شارون استعداد إسرائيل لوقف العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين إذا حافظ الفلسطينيون على الهدوء، معلنا رفض إسرائيل المشاركة في أي اتفاق هدنة بين الفصائل الفلسطينية.
ووجه شارون في أعقاب مباحثاته مع الوزير المصري احمد ماهر دعوة للرئيس، حسني مبارك لزيارة إسرائيل، معربا عن أمله أن تكون زيارة احمد ماهر بمثابة انطلاقة جديدة في علاقات البلدين..!!
بدوره اعتبر وزير الخارجية المصري زيارته لإسرائيل فاتحة لتحسين العلاقات بين البلدين، معربا عن أمله بان تساهم في تقريب الوفاق الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال ماهر: انه سينقل دعوة شارون ل مبارك ووعد بفحص قضية السجين الإسرائيلي عزام عزام المتهم بالعمالة لصالح الموساد الإسرائيلي.. هذا وقالت مصادر إسرائيلية مقربة من مكتب شارون إن الحديث دار بين شارون وماهر حول الجهود المصرية المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية.. وحسب المصادر الإسرائيلية وعد شارون ماهر بشكل غير رسمي، بأن إسرائيل ستلتزم الهدوء، قائلا: إسرائيل لن توقع على اتفاقية مع المنظمات الإرهابية، لكنها سترد على الهدوء بالمثل.
وأكد شارون لوزير الخارجية المصري أنه يرى في خارطة الطريق الأمريكية الخطة الوحيدة التي ينبغي المضي قدمًا فيها، مشيرًا: إلى ذلك في أعقاب مخاوف مصرية من أن إسرائيل تنوي اتخاذ خطوات أحادية الجانب قد تمس بجهود استئناف ودفع عملية السلام.
من جانبه قال وزير الخارجية المصري لشارون: إنه يرى في اللقاء معه مرحلة أولى تمهيدًا للقاء شارون بالرئيس المصري حسني مبارك..وأشار ماهر في ختام لقائه بنظيره الإسرائيلي سيلفان شالوم إلى أنه ينبغي تنفيذ خطوات بواسطة المفاوضات وليس بصورة أحادية الجانب.
من ناحيته قال وزير الخارجية الإسرائيلي شالوم: إن الخطوات التي تحدث عنها رئيس الحكومة شارون هي خطوات اختيارية ليست قيد الإنجاز، مضيفا: ان إسرائيل لا تزال ملتزمة بخطة خارطة الطريق بصورة رسمية.
هذا ووصفت مصادر سياسية إسرائيلية زيارة ماهر الحالية لإسرائيل، بأنها الثمرة الأولى للقاء الذي عقد مؤخرًا في جنيف بين الرئيس المصري حسني مبارك، وبين، وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد اجتمع، في جنيف، قبل ما يزيد على أسبوعين بقليل بوزير الخارجية الإسرائيلي شالوم، وتم خلال الاجتماع الاتفاق على زيارة ماهر إلى البلاد.
وأعلنت إسرائيل في حينه أن لقاء مبارك - شالوم، يعكس تغييرا في السياسة المصرية تجاه إسرائيل.
وهو ما نفاه الوزير ماهر مشددا على أن موقف القاهرة هو ما أكدّه الرئيس مبارك بأنّ جهودًا تبذل لوقف العنف والعنف المضاد، والتقدم نحو تنفيذ خارطة الطريق، ويجب أن يقابل هذا بتحرك إسرائيلي.
مضيفا في وقت سابق: حتى الآن لم نرَ تحركاً إسرائيلياً جادًا وفعالاً يتناسب مع الرغبة المصرية والعربية.. كان من المطلوب أن يساهم الإسرائيليون لإنجاح الجهود التي ذكرتها من خلال تغيير تصرفاتهم.. هناك التزامات على الطرفين العمل بها من أجل وقف العنف، وهذا ما نفعله في اتصالاتنا مع الإسرائيليين والفلسطينيين وعلى إسرائيل المساعدة في تحقيق الجهود لأهدافنا.
وتأتي زيارة ماهر لإسرائيل بعيد خطاب شارون في مؤتمر هرتسليا يوم الخميس الماضي والذي كان تحدث فيه عن خطته للانفصال عن الفلسطينيين مقترحا تنشيط المعابر الحدودية مع الأردن ومصر لإفساح المجال أمام سكان الأراضي الفلسطينية بالتوجه لهاتين الدولتين بحثا عن مصادر دخل وفرص عمل.
الزيارة مهمة وجاءت في وقت حرج وصلت إليه عملية السلام
وعلى هذا الصعيد كان «طارق القوني» القائم بأعمال السفير المصري في إسرائيل استعرض جدول أعمال زيارة وزير الخارجية المصري احمد ماهر لإسرائيل، وكذلك المواضيع التي ستبحث خلال الزيارة..وقال القوني في تصريحات صحفية وصلت الجزيرة نسخة منها: إن هذه الزيارة مهمة وجاءت في وقت حرج وصلت اليه عملية السلام، فهناك تحركات وخطوات تم اتخاذها الأسابيع الماضية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تشير إلى رغبتهما في استئناف المفاوضات، ونحن «المصريين» سنسعى في المساهمة بشكل فعال في هذا الشأن.
وحول دور مصر في بذل جهود كبيرة لاحياء المسيرة السلمية، وتوقعات بتحسن العلاقات المصرية - الإسرائيلية من خلال زيارة محتملة للرئيس المصري حسني مبارك لإسرائيل في المستقبل القريب قال القوني: اعتقد أن هذا الأمر سابق لأوانه، حيث يجب تهيئة الظروف المناسبة لترتيب مثل هذه الزيارة، ولكن المهم تهيئة المناخ الملائم وتحسين الوضع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في المرحلة الحالية، ودفع العملية السلمية إلى الأمام.
وفي رده على مضمون رسالة مبارك التي سيسلمها ماهر إلى شارون قال القوني: لا توجد لدي تفاصيل حول مضمون الرسالة، الا أنني أتوقع أنها ستؤكد رغبة مصر في المساهمة في التقريب بين وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين لتنشيط العملية السلمية واستغلال العلاقات الثنائية بين الجانبين في دفع العملية السلمية قدما. وعن احتمال عودة السفير المصري إلى إسرائيل قال القوني: اعتقد أن مسألة عودة السفير المصري ستثار خلال زيارة ماهر من قبل الإسرائيليين، مع أننا قد أوضحنا مرارا وفي اكثر من مناسبة أننا سنتخذ قرارا بهذا الشأن عند إدراكنا بان هناك تقدما في العملية السلمية وان هناك خطوات إيجابية اتخذت من الجانب الإسرائيلي في التعامل مع القضايا الشائكة والعالقة في العملية السلمية.
وزار المسجد الأقصى
في غضون ذلك ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة ل «الجزيرة» أن وزير الخارجية المصري قام في نهاية زيارته بزيارة للمسجد الأقصى المبارك والتقى في دار الفتوى مع مدير المسجد وأعضاء الهيئة الإسلامية العليا.
هذا وأكدت مصادر إسرائيلية أن ماهر صمم على زيارة المسجد الأقصى المبارك دون مرافقة إسرائيلية داخل الحرم لأداء صلاة العصر فيه والاجتماع مع عدد من المسؤولين في الأوقاف الإسلامية.
هذا وقال د. صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات: إن زيارة ماهر مخصصة للجانب الإسرائيلي ولن يجتمع مع أي مسؤول فلسطيني خلال زيارته التي تستغرق بضع ساعات فقط.
وأضاف عريقات: ان وزير الخارجية المصري قد يقوم بزيارة خاصة للأراضي الفلسطينية الأسبوع القادم يلتقي خلالها الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء احمد قريع «أبو علاء».
من جانبها قالت أميرة دوتان الناطقة بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية: إن الهدف من زيارة احمد ماهر لإسرائيل هو تفعيل وتنشيط العلاقات المصرية - الإسرائيلية خاصة بعد زيارة الوزير سيلفان شالوم إلى القاهرة.
ووصفت دوتان هذه الزيارة بالمهمة جدا لإسرائيل خاصة وان ماهر حمل رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى رئيس الوزراء أريئيل شارون.
وأكدت أن البحث ما بين المسؤولين الإسرائيليين والمصريين ركز على مجموعة من النقاط المهمة وخاصة خطة خريطة الطريق وبحث سبل التقدم في تطبيقها.. إلى جانب الدور الإيجابي الذي تلعبه مصر في الحوار بين الفصائل الفلسطينية والسلطة لتحقيق وقف إطلاق النار ومناقشة العلاقات الإسرائيلية - المصرية وسبل بعث الحياة فيها من جديد واخراجها من حالة الجمود. وأعربت الناطقة باسم الخارجية الإسرائيلية عن أمل الحكومة الإسرائيلية في حدوث تغيير في قرار مصر تقليص العلاقات مع إسرائيل واستعادة العلاقات الزراعية والتجارية وغيرها من المجالات بين الجانبين. وقالت إن العلاقات بين مصر وإسرائيل اقتصرت في المرحلة الأخيرة على السفارات ووزارتي الخارجية فقط، ونأمل في أن ينتهي هذا الجمود لتتطور هذه العلاقات.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved