في مثل هذا اليوم من عام 1968م أفرجت كوريا الشمالية عن طاقم وقائد سفينة التجسس الأمريكية «بيبلو» بعد ان امضوا 11 شهرا في قبضة الكوريين الشماليين.
تمكنت سفينة حربية كورية شمالية من القبض على سفينة التجسس وطاقمها المكون من 83 رجلاً في الثالث والعشرين من يناير من نفس العام واتهمتهم كوريا الشمالية بانتهاك المياه الاقليمية لها. أغضب اعتقال الكوريين الشماليين الرئيس الامريكي في ذلك الوقت ليندون جونسون.وزعم بعد ذلك أنه يشك بقوة (وإن لم يتمكن من إثبات هذا الشك) أن حادث السفينة «بيبلو» الذي جاء قبل أيام قليلة من شن الشيوعيين في فيتنام الجنوبية هجومهم الكبير المعروف باسم هجوم تيت تم بتنسيق بين الكوريين الشماليين والفيتناميين الجنوبيين.
وكان هجوم تيت الذي بدأ بعد أيام قليلة من حادث السفينة قد احتل كل وسائل الاعلام الامريكية وبدا أنه يهدد إدارة الرئيس جونسون بتصاعد خسائرالامريكيين في فيتنام بسبب هذا الهجوم. حثت الولايات المتحدة الامريكية مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة على إدانة حادث السفينة «بيبلو» والضغط على الاتحاد السوفيتي من أجل التفاوض مع الكوريين الشماليين من أجل إطلاق سراح السفينة الامريكية.
وقد مر 11 شهرا قبل إطلاق سراح طاقم السفينة بيبلو من السجون الكورية الشمالية، تعرض طاقم السفينة وقائدها لمعاملة سيئة للغاية من جانب الكوريين الشماليين. ومع تلاشي الامل في الحصول على أي مساعدة اضطر قائد السفينة الامريكية لويدبوتشر إلى توقيع اعتراف موثق بأن السفينة كانت تتجسس على كوريا الشمالية.وبعد حصول كوريا الشمالية على هذا الاعتراف المكتوب من جانب القائد الامريكي واستخدامه لتحقيق انتصار دعائي ضد أمريكا أطلقت سراح طاقم السفينة. كما أعادت جثمان أحد أفراد السفينة كان قد مات في السجن. انتقد بعض الامريكيين الرئيس جونسون بسبب عدم اتخاذه لموقف حاسم تجاه كوريا الشمالية. في حين كان البعض يرى ضرورة استخدام كل الوسائل الدبلوماسية لضمان إطلاق سراح هؤلاءالاسرى الامريكيين بسرعة، ومهما تكن الظروف فإن حادث السفينة كان ضربة قوية أخرى لإدارة الرئيس جونسون وللسياسة الخارجية الامريكية في سنوات الحرب الباردة.
|