دخلت المشروبات الغازية حياتنا وأصبحت جزءاً مهماً من مائدة الغذاء عند العديد من الأسر، كما وأصبحت مكملاً هاماً للوجبات السريعة خاصة عند المراهقين والشباب مسببة السمنة. المشروبات الغازية عبارة عن محلول مكون من الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون وسكر وبعض المنكهات الصناعية، تعطي العلبة الواحدة منها ما يقارب 150 سعرة حرارية ناتجة من السكريات، وتناول علبتين إلى ثلاث علب في اليوم تمد الجسم بما يقارب 300-500 سعرة حرارية إضافية مما يسبب زيادة سريعة في الوزن، أما المشروبات الغازية الخفيفة المسماة (Light) أو الدايت فهي تحتوي فقط على سعرة حرارية واحدة وبالتالي لا تسبب زيادة الوزن، لكن المحليات الصناعية (بدائل السكر) الموجودة في هذه المشروبات قد تسبب حساسية لبعض الأفراد مثل الصداع والحساسية الجلدية، وهناك دراسات أيضاً تربط بين تناول هذه المحليات بالإصابة بمرض السرطان، لكن في حال اعتدلنا في تناول هذه المشروبات تكون الكمية المستهلكة من السكرين أو غيرها من المحليات قليلة جداً واحتمال أن تسبب أمراض السرطان ضعيف.
ما يسبب القلق هو انتشار هذه المشروبات بين الأطفال وطلبة المدارس الذين يتناولون المشروبات الغازية مع الوجبات بخاصة تلك التي يتناولونها خارج المنزل. وهذه العادة تحرم الطفل من تناول الحليب أو اللبن وبالتالي تقلل من فرصته من الحصول على الكميات اللازمة من الكالسيوم المهمة في بناء العظام والأسنان خاصة في هذه المرحلة، كما تقلل استهلاكه من عصائر الفاكهة الطبيعية التي تعتبر مصدراً جيداً للفيتامينات والأملاح المعدنية المهمة لصحة الجسم وإعطاؤه المناعة اللازمة ضد الأمراض.
كما أن تناول المشروبات الغازية مع الوجبات وبخاصة عند الأطفال يقلل من تناول الطعام أو الوجبة الأساسية لأنها تعطي إحساسا سريعاً بالشبع لوجود المواد الغازية فيها التي تسبب انتفاخ المعدة وبالتالي الشعور بالامتلاء بسرعة.
أما من ناحية الكافيين فعلبة واحدة في اليوم من هذا المشروب لا تشكل ذلك الخطر الكبير أما تناول أكثر من علبة مع القليل من القهوة والشاي فهذا سوف يزيد الاستهلاك من هذه المادة المنبهة بشكل واضح خاصة عند الأطفال، أما للذين يعانون من أوضاع صحية معينة فينصحهم الأطباء بالابتعاد التام عن المشروبات الغازية وخاصة الذين يعانون من عسر الهضم أو زيادة الحموضة في المعدة، وكذلك الذين يعانون من القولون العصبي ووجود الغازات في المعدة لأنها تزيد من حدة الأعراض.
ينتشر بين الناس اعتقاد خاطئ وهو أن تناول المشروبات الغازية بعد وجبة ثقيلة تساعد على هضم الطعام، وينبع هذا الاعتقاد من أن الغازات الموجودة في هذه المشروبات عندما تدخل المعدة تضغط عليها بشدة وبالتالي يضطر الجسم للتخلص منها عن طريق دفعها إلى المريء ومن ثم إلى الفم ويحصل التجشؤ مما يعطي إحساسا بالارتياح، فيعتقد الشخص أن هذا الارتياح ناتج عن هضم الطعام.
وأخيراً، حاولوا استبعاد المشروبات الغازية من الوجبات الرئيسية وإحلال عصائر الفاكهة أو اللبن أو الحليب مكانها، خاصة عند الأطفال ليستفيدوا من أكبر قدر ممكن من العناصر الغذائية المهمة للنمو والوقاية من الأمراض، لكن هذا لا يمنع أن يتناول الشخص هذه المشروبات مرة أو مرتين في الأسبوع ويفضل أن تكون بين الوجبات وليس معها.
ربى الشكعة
إخصائية التغذية - عالم الحمية مستشفى المركز التخصصي الطبي
|