الطرح والاستفادة.. القول والرد

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
لاول مرة امسك قلمي لأسطر عبر صفحتنا الغراء «عزيزتي الجزيرة» لاتكلم عما يدور في مثل هذه الصفحات التي اوجدت كي تساهم وبفعالية في الطرح والاستفادة باذن الله في معالجة كثير من الظواهر التي هي السمة المميزة لهذه الجريدة. واحب ان أؤكد للقراء ومن خلال المتابعة ان القائمين على مثل هذه الصفحات يتمتعون بميزة الصبر والتحمل لكثير من المتاعب في سبيل تحقيق المصلحة العامة والوصول الى الرأي الامثل وهذا ديدنهم في كثير من المواضيع سواء ما يهم المجتمعات او الافراد على حد سواء.
ويعلم الله انها شهادة حق وانصاف «ولا نزكي على الله احدا» وانما هي من باب «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» ولا يعني ان كل ما يطرح يكون بدرجة واحدة من الاهمية فمن المسلمات الطبيعية والبديهية ان يكون هناك تفاوت في الطرح والاسلوب، ولعلي اتطرق الى هذا الجانب من خلال الآتي:
1- ان مثل هذه الصفحات وجدت لتبقى ولتعالج بعض الظواهر وليس «للترزز» والكتابة عن اي موضوع لمجرد الكتابة واظهار ما يملكه الشخص من ملكة ودقة ووضوح في العبارة. وكنت اتمنى ان يكون هناك موضوع او محور رئيسي لكل اسبوع بحيث تركز الاراء والافكار على مثل هذه المواضيع وتكون النتائج وبحكم التركيز مجدية ونافعة باذن الله من خلال طرح التجارب والآراء للافراد وكيفية معالجة هذه الظواهر.
2- مما لاشك فيه ان كل شخص له مطلق الحرية في التعبير عن رأيه، ومن حقه علينا احترام وجهة نظره، لكن ليس من حقه ان تلتزم هذه الصفحة بنشر كل ما يرد اليها. وكل مافي الامر هو ترتيب او تصنيف هذه المقالات من حيث الاهمية والجدوى منها لا الاهمال كما يظن البعض.
3- كثرة التعقيبات على ما يطرح في مثل هذه الصفحات مما يترتب عليه خروج الموضوع عن المسار المحدد له «الطرح والاستفادة» الى مبدأ التحيز واثبات الذات، ومن خلال وجهة نظري المتواضعة ان يكتفى بالتعقيب الاهم والاصلح وترك مبدأ التحيز «الاخذ والرد».
ختاماً ان هذه الاطروحة قد لا ترضي البعض «فرضا الناس غاية لا تدرك» وانا على ثقة انها سترى النور لايماني الكامل بالقائمين على مثل هذه الصفحات باعطاء الفرصة لكل شخص ان يعبر عن رأيه من باب «الرأي والرأي الآخر» كما لا يفوتني ان اشيد ببعض الاقلام المتواصلة مع هذه الصفحة وغيرها والتي يعلم الله اننا استفدنا منها استفادة كبيرة وهذا هو الهدف من خلال وجود مثل هذه الصفحات.