Tuesday 23rd december,2003 11408العدد الثلاثاء 29 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حقاً.. لا يعرف «الإشراف» إلا من يكابده!! حقاً.. لا يعرف «الإشراف» إلا من يكابده!!

تعليقاً على ذلك السؤال المطروح من قبل أحد الزملاء بأن الإشراف التربوي لم يتطور ولم يؤثر، أقول من الظلم وعدم الإنصاف أن نقول بأن الإشراف التربوي لم يتطور منذ نشأته وهو الذي مر بمراحل تطورية منذ ان واكب ظهور التعليم وتزامن مع حاجاته بداية بمرحلة التفتيش ثم التوجيه واخيراً الإشراف التربوي واحدث نقلة حديثة في التعليم من خلال جهوده وجهود القائمين عليه وما حدث من متغيرات على آلياته من اجل تحسين العملية التعليمية وقد دخل الى ساحته عدد من الاساليب الاشرافية ولم تعد الزيارة الصفية للمعلم هي اسلوب المشرفين الاوحد بل امتدت علاقة التواصل المهني بين المشرف التربوي والمعلم ليلتقيا على طاولة البحث والحوار والاتصال في اسلوب اللقاءات ومن خلال الجلسات وعبر المشاغل التربوية وفي حجرة الفصل من خلال الدروس التطبيقية واسلوب المحاضرات والدورات والتقاء غير مباشر من خلال النشرات التربوية والقراءات الموجهة وعبر اللجان التربوية والاجتماعات التربوية المنظمة من قبل وزارة التربية والتعليم. كل هذه الاساليب وغيرها تعد فتحاً رائعاً في اداء ادوار المشرفين التربويين مع زملائهم المعلمين حتى اصبحوا يشتركون في صنع القرارات ورفع التوصيات والعمل جنباً إلى جنب في ميدان التربية والتعليم كما يحدث الآن من اشتراك الطرفين في مشروع الاختبارات التحصيلية وغيرها. وهذه الاخيرة من التأثيرات الايجابية للاشراف على الميدان بالاضافة الى الدور التدريبي الذي يقوم به المشرف التربوي لزملائه المعلمين في كثير من احتياجات المعلمين حول طرائق التدريس وكيفية صياغة الاهداف السلوكية واكتساب الكثير من مهارات التدريس كان البعض من المعلمين حتى تاريخ التحاقه بقاعات التدريب وطاولات الاساليب الاشرافية يجهل اكثر عناصرها برغم الدراسة الجامعية وبرغم التطبيق العملي لان ممارسة العمل في ميدان التربية بين الطلاب ومع المعلمين وداخل الفصول وبين يدي المناهج يختلف تماماً عن الالقاء التنظيري الذي يتلقاه المعلم من الطالب عندما كان يجلس امام استاذه الجامعي في قاعة المحاضرات.
ولكن يا عزيزي القارىء اذا ما اردنا ان ننجح في الوقوف الجاد والصادق على نقد جهة ما او عمل ما فلنشخصه وتعترف بوجود الايجابيات والسلبيات ثم نرسم خطوات الاصلاح رغبة في الوصول الى النجاح المطلوب. والمشرف التربوي لا يمكن له تحقيق الاثر الايجابي اذا ما لمس في الطرف الآخر والمستهدف واعنى المعلمين التفاعل الايجابي. وحسب رأيي المتواضع فالمعلمون يمكن لي ان اصنفهم على ثلاث فئات فئة المعلمين المميزين وهم من اختاروا التعليم عن قناعة وعرفوا انه رسالة لا مهنة يكسبون عليه الاجر والثواب ويستثمرون فيه اجيال اليوم ورجال الغد ولم ينظروا اليه على انه مهنة فيربطهم بذلك عقد مع وزارتهم يتقاضون مقابله مالاً. اما الفئة الثانية فهي فئة المعلمين الذين لا يهمهم.. ان نجحوا او فشلوا لانهم وجدوا مهنة وليست لديهم قناعات بما يقدم لهم الاشراف التربوي بل يقلب على طابعهم التمرد على التوجيهات والاستكبار على التوصيات ولديهم استعداد في الجدل لا الحوار لانهم يرون كفايتهم ولا يعترفون بمواطن الخلل. اما الفئة الثالثة فهي فئة المعلمين الذين طافوا جميع الكليات بحثاً عن كلية بعد الثانوية ليس من بينها كليات المعلمين او الكليات التربوية وبعد تخرجهم لم يجدوا مناصاً من العمل كمعلمين على مبدأ مكرهاً اخاك لا بطل لذا فهم يسمعون ما يوجه لهم ويقرؤون ما يكتب لهم ويهزون رؤوسهم موافقين دون تعليق ولكن كل ذلك لا يجد طريقاً الى ادائهم الوظيفي لان عشق الرسالة لم يتملك قلوبهم. هذه الصورة كما اتصورها بل واجزم بوجودها في الميدان لذا فالمشرف التربوي يبذل جهداً لايعرفه الا من يعدل في رأيه ويصدق في قوله ويسمي الاشياء بمسمياتها بعيداً عن العواطف والاجواء والجور في الاحكام.. فاذا لم يجد المشرف التفاعل من الطرف الآخر لتحقيق اهدافهما المشتركة فمن الصعب تحقيق كل الآمال.

محمد ابراهيم فايع - خميس مشيط

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved