عززت أسرة آل سعود ومنذ أن تسلمت مقاليد حكم البلاد في نفوس المواطنين الذين اكتووا في الوقت السابق بنيران الفقر والخوف والجهل والمرض عززت هذه الأسرة ومن خلال فترات حكمها وعبر قادتها الأفذاذ الثقة المطلقة لدى مواطني المملكة وذلك من خلال الأدلة والشواهد الكثيرة التي احتفظت لنا بها بطون الكتب أو تلقيناها مشافهة أو سماعاً بروايات مثبتة لا تدخل من بين ثناياها الشكوك فكم سمعنا عن أفعال خيرة لهم وبر وإحسان وإنفاق خال من المن والأذى وأياد بيضاء قرّب ذلك كله بين هذه الأسرة الكريمة وبين المواطن الذي يرى كل يوم رُعاته بالقرب منه يتحسسون حاجياته ويتلمسون مطالبه ويقفون بجانبه في أوقات الشدة وأزمان المسغبة وكم هي كثيرة تلك الروايات الدالة على ذلك وما أكثر ما نقله إلينا الرواة الثقاة عن أخبار الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه الذي عرفته بطون القبائل من بدو في مجاهل الصحارى وأفراد في حواضر المدن كيف أنه جواد وكريم باسط يديه لشعبه الذي أحبه من داخل الأعماق بعدما وحد له بلاده ورفع عنه الظلم والطغيان والفساد الذي كان واقعا على كاهله، ويذكر التاريخ كيف أرسى أسس التعاون في مجتمعه بما يتوافق مع الدستور السماوي الذي ارتضاه صقر الجزيرة شريعة ومنهاجا واستنبط من أحكامه العامة كيف يعامل الفقير وكيف يدعم المحتاج ليصمد في معترك الحياة اللاهثة، وقد حث الملك عبدالعزيز شعبه على مراعاة حقوق الفقراء ومطالب المساكين وشجع السعي للأعمال الخيرية بأشكالها المختلفة مما هو ركن من أركان الاسلام كالزكاة المفروضة ومما هو دون ذلك كالصدقات بأنواعها فحقق بذلك التكاتف والتآخي والتكامل الاجتماعي بين أفراد شعبه الذي كان بعضه يشد أزر بعض فكبيرهم يرحم صغيرهم وغنيهم يواسي فقيرهم لتنمو بذلك بين أفراد شعبه الوفي معاني المجتمع المسلم الذي يعد أسعد المجتمعات وأفضلها تراحما وتعاطفاً فيما بينهم باحسان بعضهم لبعض الأمر الذي يثلج الصدر ويعد بأمل عريض.
أذكر هذا بما أعجبني وأدخل البهجة في نفسي وأشعل الفرح في جوانحي ذاك الذي تناقلته الصحف عن تلكم التبرعات السخية والمنقذة للحياة التي تبرع بها رجل البر والاحسان سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير فقد تكفل سموه مؤخراً بتجهيز وتمويل أربعة مراكز غسيل كلى في عدد من مستشفيات المنطقة الجنوبية ليأتي تبرعه الأخير امتداداً لجهوده الخيرة في دعم الأعمال الانسانية والخيرية ليصل مجمل عدد مراكز غسيل الكلى التي تبرع بها سموه الى عشرين مركزاً في مختلف مناطق المملكة، وتجسد هذه التبرعات تفاعل وتضامن سموه مع أبناء مجتمعه وتعكس مدى احساسه بمعاناة مرضى الكلى وتقديره لما يكابدونه من آلام قاسية وأعباء ثقيلة ليفيض معها قلبه بحنان شاسع فكان أن مد أياديه البيضاء بعطاء مدرار في السر والعلن ليرفع عن كواهل أولئك المرضى أحمالا لا يطيقونها إذ بسخائه منح أيام عمرهم حلما ظنوه لن يصبو بهم الى الفرح كما مسح بعطفه دموع الحزانى واستبدل ذلك بالفرح المقيم.
ولطالما حظي الفقراء برعاية خاصة من الأمير سلطان بن محمد الذي أفرد لهم جزءا كبيراً من همومه واهتماماته مادياً واجتماعياً حيث قدم لهم من الدعم السخي الشيء الكثير فقد توزعت عطاءاته بين بناء المساكن وسد جوع الجائعين وتأمين الظلال الوارفة للمحتاجين ومساعدة الراغبين على الزواج، وهو بعطائه هذا لا يرجو من أحد جزاء ولا شكوراً إلا ابتغاء مرضاة رب العالمين وصولاً للمقاصد السامية من وراء عمله الخيري الجليل في كفكفة الدموع المنسابة على الخدود البريئة ومساواة المحرومين بالذين أعطاهم الله بسطة في العلم والجسم، ولطالما تفتق حنان الأمير سلطان بن محمد كبرعم غائب في ليالي الربيع الدافئة حيث كان لسموه مبادرات انسانية شاهقة كالجبال بما دفع من ماله بسخاء لا محدود لكثير من الديات أعتق بها رقاب الرجال فصار عطاؤه نوراً في عمق دهاليز عمرهم مستشعراً قوله تعالى {وّمّنً أّحًيّاهّا فّكّأّنَّمّا أّحًيّا النَّاسّ جّمٌيعْا} ورسم سموه للأمل لوحة وأنبت العشب على ضفاف المدى، فالله نسأل أن يمد في عمره وأن يجزيه خير الجزاء حتى لا يُحرم المحتاجون من ظله الوارف ودوحاته المورقة وعطائه الذي لا ينقطع.
فاصلة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
|
الرياض - فاكس: 014803452
|