سرت موجة من التفاؤل في أروقة القمة الـ24 لدول مجلس التعاون بلقاء متميز، مع تردد عبارات مثل الاتفاق الكامل على معظم القضايا المطروحة، ويؤمل أن تلازم هذه الروح خطوات تنفيذ كل ما اتفق القادة عليه وأقروه في هذا اللقاء الأخوي السنوي خصوصا اتفاق القادة على ابرام اتفاقية لمكافحة الارهاب.
ومع أهمية ما دار بين القادة داخل القاعة فإن اللقاءات الجانبية بين زعماء المنطقة على هامش القمة لا تقل أهمية عن الاجتماع الرسمي، فما يجري خارج القاعة هو مؤشر على ما بداخلها كما أن أحداث الداخل تنعكس على مدى حميمية وحيوية الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الوفود.
ويعرف مواطنو المنطقة ان هناك أكثر من موضوع لا تتسع له القاعات الرسمية وإنما تتوافر فرص تداوله بطريقة أوسع وأعمق في تلك الاجتماعات غير الرسمية خصوصا وان مثل هذه الاجتماعات تغلب عليها الصراحة وترفع فيها الكلفة وتسودها الروح الاخوية بطريقة تجعل من الأيسر الوصول الى الغايات المرجوة.والمهم في هذا العمل المشترك مباشرة التنفيذ بطريقة جماعية تعكس الاهتمام من قبل القادة بتوثيق عرى التعاون وجعل المواطنة الخليجية واقعاً ملموساً فالعمل لإبرام اتفاقية لمكافحة الارهاب بين الدول الست يجيء في وقت تتعرض فيه المنطقة لأعمال ارهابية تجاوزت كل الخطوط الحمراء وباتت احدى المهددات الرئيسية.
وسيعطي أسلوب التعامل الجماعي مع هذه الاتفاقية وتنفيذها في هذا الظرف الدقيق صورة للعمل الجماعي المتطور والفاعل الذي يمكن البناء عليه للوصول إلى مراحل أعلى من التعاون، وبقدر درجة التنسيق والتكامل وتكريس الامكانيات لهذا العمل ستأتي النتائج ملبية لآمال وتطلعات شعوب المنطقة في رؤية انحسار بلاء الارهاب مما يعني اضافة مهمة لتجربة المجلس وترسيخاً لمزايا التعاون المشترك وهو السمة الأساسية لمثل هذه التجمعات.
|