|
|
ربما كان مشروعا أن نطرح سؤالا حول مدى شعور مرتادي المواقع المشبوهة من الأندية الإلكترونية وساحات الإنترنت بحجم المخاطر التي تهدد ذواتهم وأهليهم في تلك البيئات الملوثة وأقطابها المتخفين تحت هويات مزيفة مكذوبة، كدليل صريح على أن في الأمر موطن زلل ومرتع إفساد. قد يكون الباعث للدخول إلى تلك البيئات مجرد الرغبة في العلم بالشيء، أو هي النزعة للمشاركة مع الناس. غير أن هذا التوجه (الإمّعي) خطير جدا لا يُحسن فيه الفرد إلا إذا أحسن الناس، ويُفسد إذا هم أفسدوا. جاءت شبكة الإنترنت لتكون نعمة على بني البشر، ولتتيح مجالات فسيحة ورحبة لم تكن متاحة من قبل، وفُتحت بها أبوابُ خير كثيرة جدا على الإنسانية، الشأن فيها أن تزيد من العلم والمعرفة، والتفاعل والتعارف بين شعوب الدنيا وقبائلها. غير أن تفرد هذه الشبكة بخاصية التفاعل الشخصي بين المرسل والمستقبل وفق منظومة لم تعهدها البشرية من قبل، قد يمكّن أقطاب الاختراق الدولي ومريديه من أن يفكروا جدياً في إخضاع هذه الوسيلة لتحقيق مآربهم، وربما ظنوا إمكانية قطع أشواط في التعامل المباشر مع الأفراد ممن تعوزهم فطنة الكبار، ونباهة الحكماء، ورجاحة العقلاء، عبر هذه الشبكة واسعة الانتشار بالغة التخفي في منعطفات المجتمعات، ودهاليز التجمعات الفئوية، فعجّت مواقع في الشبكة بأطروحات المريدين، وبدت تتلون بأساليب وشعارات براقة مكذوبة غالبا وخادعة في أكثر الأحيان. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |