Tuesday 23rd december,2003 11408العدد الثلاثاء 29 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
ممنوع.. وموجود..!!
عبدالرحمن بن سعد السماري

** يشتكي الكثير من الناس.. من بعض الأخطاء والسلبيات والمشاكل التسويقية في المنتجات والمواد الغذائية.. ويشتكون من عملية انتشار بيع «الممنوع» علانية.
** الغش في المنتجات الزراعية والمواد الغذائية.. كيف هو؟ وهل صحيح ما يشاع ويقال من غش في الإنتاج واستخدام مواد كيميائية وزيادة في استخدام المضادات الحيوية وإفراط في استخدام السموم؟
** يقولون.. هذا الإنتاج الزراعي الفلاني ضخم.. وليس له أي طعم.. أو فسد طعمه.. لأنه مليء بالكيمأويات.. أو لأنه رُش بالمبيدات.. ثم بيع في اليوم الثاني أو في نفس اليوم..
** يقولون.. إن الكوسة والخيار والجزر والباميا والطماط وسائر الأنواع الأخرى.. تأخذ نصيباً مضاعفاً من الرش العنيف.. ثم تُقطف وتُسوَّق.. مع ان هذا المبيد أو ذاك.. كتب عليه من قبل الدولة المصنعة.. لا يجوز استخدام المأكولات المرشوشة.. إلا بعد أسبوعين على الاقل من تاريخ الرَّش.. وبعد نظافة مضاعفة.
** ثم يأتي من يتساءل بعد ذلك ويقول.. كيف انتشر سرطان القولون والمعدة والبلعوم؟
** كيف انتشر سرطان المريء والحنجرة والفم؟
** كيف انتشر سرطان الكبد والرئة.. وكيف «شبَّ» السرطان في الكبار والصغار والاطفال؟
** هذه سموم.. هذه مواد مسرطنة للغاية.. وهذه مواد قاتلة.. وهذه مواد مدمرة ومع ذلك.. نحن نستخدمها يومياً.. لأن المزارع.. يرش بكثافة.. ولأن همه.. هو مجرد وفرة المحصول وسلامة المنتج من الآفات الزراعية..
** أما سلامة المستهلك.. فهي لا تعنيه أبداً.. وفي الرياض وحدها.. ثلاث مقابر.. و«اللِّي يموت.. يموت».
** اذهبْ لشركات بيع السموم.. واقرأ ما هو مكتوب على هذه المواد من تحذيرات خطرة.. ثم شاهد المزارعين وهم يشترونها بكثافة.. ثم يرشون بها ما شاءوا.. و«النَّقْصَهْ» على المستهلك المسيكين «اللِّي تخاطموه» الغشاشون والنصابون والمحتالون و.. و.. وأكملوا البقية..
** تلمس الكوسة أو الباميا.. أو حتى البصل.. فيلصق في يدك «ينشَب» لا تكاد تتخلص منه.. لأنه مليء بالسموم والمواد القاتلة.. ولأنها ما زالت طرية.. ومثل هذا.. لو غُسل ألف مرة حتى بالبنزين.. لن تذهب السموم منه.
** هذا في عالم الزراعة والمزارعين.. أو هذا جزء من مخلفات الزراعة والمزارعين ومع ذلك.. تباع السموم بالكوم.. وليس هناك من يُفتش ويتحقق ويسأل المزارعين.. كيف ومتى وأين استخدموها؟
** في عالم الالكترونيات.. هناك أجهزة ممنوعة منعاً باتاً ومع ذلك.. تباع علانية.. ولا يُسأل الباعة.. لماذا باعوها؟
** أما لو ضُبطت مع المستهلك.. فإنها تصادر ويعاقب.
** لماذا لا يُمنع دخولها أساساً؟ ولماذا لا يمنع التاجر.. آسف جداً «الشيخ» أو «الوجيه».. لماذا لا يمنع من بيعها؟
** وكيف يحاسب المشتري المسكين لوحده!! ولماذا «الطَّقَّهْ» و«الصَّفْقَهْ» و«اْقِلبْ وجهك» للمسيكين «بِلْحَالِهْ؟!!».
** ومثل ذلك.. تظليل السيارات.. حيث يمنع تظليل الزجاج الامامي والخلفي وزجاج السائق، ومع ذلك.. تقف عند صاحب اي محل تظليل و«يطلي» السيارة لك كاملة.. ويُحولها الى سوداء قاتمة.. وهو يعرف أن النظام يمنع ذلك.. ومع ذلك.. لا يحاسب أحداً.. بل يحاسب السائق.. ويوقف.. ويعاقب.. وربما يحجز «ددسنه».
** أليس الذي ظلَّل كل السيارة مسؤول أيضاً؟
** أليس مخطئاً ومستهتراً بالأنظمة واللوائح؟! ولماذا هو «رادٍّ» بالمرور والدوريات والشرطة؟!.
** أليس هو سبب المشكلة.. أو على الأقل.. هو شريك فيها؟!
** لماذا لا يعاقب هؤلاء؟ ولماذا لم يَقُل لسائق السيارة.. هذا النوع من التظليل.. ممنوع؟
** ومثل ذلك : «البواري» التي تملأ المحلات بأصوات ونغمات وتُركَّب لك خلال عشر دقائق.. ومع ذلك.. لا تصادر من محلات البيع، ولا يمنع دخولها.. بل يحاسب السائق فقط إذا استخدمها.
** هناك أجهزة اخرى وبضائع مصنفة على أنها ممنوعة.. ومع ذلك.. تباع بشكل علني.. بل على الأرصفة.. ولا يحاسب البائع.. ولا التاجر.. ولا المستورد.. بل يحاسب ويعاقب «الضْعيِّف» المسيكين فقط..
** إن هناك تجاراً مع الاسف.. متخصصون في الممنوع.. يوجد لديهم كل ممنوع وبشكل أشبه بالعلنية.. وهم معروفون.. بل ان بعضهم.. أشهر من جبل طْوِيقْ.. ومع هذا «محدٍ يقول لهم.. حتى بْرِمْ».

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved