أضواء
ياما في الجراب يا حاوي..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

لأن أكثر ما يهم الإدارة الأمريكية البقاء في الحكم فترة ثانية والتجديد لرئيسها جورج بوش الابن، لتنفيذ استراتيجية ونهج المحافظين الجدد، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فإن كل التحركات الأمريكية العسكرية والسياسية والدبلوماسية تستثمر لاقناع الناخب الأمريكي بأن التجديد للرئيس الحالي بوش الابن هو الخيار الأفضل، ولهذا فقد أخذت الدوائر الأمريكية ومع بداية اقتراب السنة الأخيرة في الفترة الأولى لحكم بوش في تحقيق «الانجازات» المبهرة للمواطن الأمريكي خاصة فيما يسمى بحرب مكافحة الارهاب، وهو ما تمثل بداية في توقيت اعلان القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي شكل البداية الفعلية والعملية لبدء الحملة الانتخابية لاعادة بوش للرئاسة للفترة الثانية، ولأن الانتخابات أمامها عام كامل يتطلب كل يوم دفعاً جديداً، واضافة تشد الناخب الأمريكي وتجعله أكثر تأييداً لبقاء الرئيس جورج بوش الابن لفترة ثانية، وبما أن الاستراتيجية التي كانت تسير عليها ولا تزال وهي احاطة المواطن الأمريكي بهالة من التخوف من الوضع الأمني بعد اشاعة الرهبة من العمليات الارهابية التي تنفذ سواء داخل الأراضي الأمريكية أو خارجها ضد المواطنين الأمريكيين أوالمصالح الأمريكية، ولهذا فإن الاعلان عن القبض على صدام حسين وبالصورة التي تابعناها يخدم هذا التوجه إذ يبرز نصراً أمريكياً في الحرب على الارهاب، ولهذا ولأن «بيت الضبع لا يخلو من عظم» فإن الأمريكيين يطبخون وسيعلنون عن «انتصارات» أخرى في هذه الحرب.. الحرب على الارهاب التي ستظل عنواناً عاماً للانتخابات الرئاسية وسوف تتحف الإدارة الأمريكية والمؤسسات المرتبطة بها بما فيها القوات الأمريكية العاملة في العراق وأفغانستان، بعمليات و«انجازات» للتدليل للناخب الأمريكي بأن «اليانكي لا يقهر» وأن الجراب الأمريكي مليء بمثل هذه العمليات الهوليودية فلا نستغرب عن الاعلان عن عمليات قبض أخرى شبيهة بعملية القبض على صدام حسين، ولأن «ياما في الجراب يا حاوي» فلا تستبعدوا عملية هوليودية في القبض على إحدى الأسماك الكبيرة في أفغانستان.