Tuesday 23rd december,2003 11408العدد الثلاثاء 29 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإكثار من السوائل ضروري لمنع جفاف الجسم الإكثار من السوائل ضروري لمنع جفاف الجسم

* الرياض - وسيلة محمود الحلبي:
الماء مادة الحياة، وأحد أركان العالم، بل ركنه الأصلي لأن السماوات خلقت من بخاره، والأرض من زبده، حتى العرش الالهي موضوع عليه، قال تعالى:{وّكّانّ عّرًشٍهٍ عّلّى المّاءٌ}، كما جعل الله من الماء كل شيء حي حين قال:{وّجّعّلًنّا مٌنّ المّاءٌ كٍلَّ شّيًءُ حّيَُ}.
وبيَّن الله عزوجل أهمية الماء للانسان والحيوان والنبات، فهو نعمة من نعم الله عزوجل على البشرية جمعاء بكل أنواعه، إذ قال تبارك وتعالى:{وّأّنزّلًنّا مٌنّ المٍعًصٌرّاتٌ مّاءْ ثّجَّاجْا}.
وللتعرف على أهمية الماء ومصادره المتنوعة ودوره في استمرار الحياة على سطح الأرض ومدى خطورة فقدانه من الجسم، التقينا الدكتور توفيق البسام اخصائي الأمراض الباطنية في مستشفى الملك فهد بجدة، الذي أوضح ان الماء والأملاح «الصوديوم والبوتاسيوم» من المكونات المهمة في جسم الانسان حيث يشكل الماء ثلثي وزن الانسان في الحالات الطبيعية تماما كما يشكل الماء ثلثي مساحة الكرة الأرضية.
وأشار البسام الى ان الله تعالى عندما خلق الأرض بما فيها من جماد وانسان وحيوان، أكد لنا أهمية التوازن والاتزان في حياتنا اليومية، وذلك عن طريق خلق كل شيء بنسبة وتناسب على سطح الأرض وعند مخلوقاته، كما جعل سبحانه وتعالى الماء عاملاً أساسياً ليساعد على ليونة البشرة ونضارتها وتجديد مادة «الكولاجين»، وبفقدان الماء العنصر الفعال في جسم الانسان، فإن ذلك يؤدي الى الجفاف ومن ثم ظهور التجاعيد، اضافة الى العديد من المشاكل الصحية الأخرى.
ويعرّف البسام جفاف الجسم بأنه حالة مرضية تأتي نتيجة لفقدان أو نقص في كمية السوائل والأملاح في الجسم.
وأكد الدكتور البسام على ان استمرارية هذا الاضطراب أوزيادة نسبته بشكل كبير، يمكن أن يؤثر على وظائف الأنسجة الحيوية فيه مثل القلب والكبد والكلى.
وأفاد البسام الى ان الماء والأملاح «الصوديوم والبوتاسيوم» تعتبر من المكونات الأساسية في جسم الانسان، فالصوديوم يتواجد خارج الخلية أما البوتاسيوم فيتكون داخلها.
وبوجود هذه الأملاح في الجسم وانتشارها، يستطيع الفرد المحافظة بعناية على كمية الماء المتواجد، داخل جسمه، بحيث لا تزيد على حاجته، فإن زادت، يسعى الانسان الى التخلص من الفائض عن طريق الجهاز البولي بزيادة كمية البول، أما لو قلت، فلابد للفرد أن يعوض النقص بزيادة كمية السوائل التي يتناولها. كما ان قلة كمية الماء في الجسم تؤدي الى انخفاض افراز البول مع محافظته على نسبة الأملاح التي يحتاجها.
وأشار الدكتور توفيق البسام الى أن هناك عدة أسباب للجفاف في الجسم من أهمها:
* القيء والاسهال الناتج عن الالتهابات الجرثومية.
* زيادة كمية البول عن الطبيعي كما يحدث عند مرضى السكري.
* عدم تناول السوائل والأملاح بكميات مناسبة.
* التعرض للحرارة الشديدة وزيادة كمية التعرق دون تعويض ذلك بتناول كميات أكبر من السوائل.
* التعرض لضربات الشمس القوية.
وشرح الدكتور البسام أعراض الجفاف وارتباطها بكمية السوائل والأملاح المفقودة في الجسم، فإن كانت قليلة قد يشكو الانسان من العطش وجفاف الفم فقط، أما إذا كانت متوسطة فيمكن ان يشكو الفرد من جفاف الفم والشفاه مع بعض الأعراض التي تصيب العيون فيلاحظ أنها تصبح باهتة وغائرة، كما ان الجلد يصبح جافاً وغير مرن وعند شده لا يعود الى وضعه السليم بسهولة.
أما عند زيادة الكمية المفقودة من السوائل داخل الجسم بدرجة كبيرة، فإن جميع الأعراض التي ذكرت في السابق تظهر، اضافة الى انخفاض في ضغط الدم وسرعة ضربات القلب وبرودة الجسم والهذيان وقلة كمية البول الى حد ندرته.
وأشار الى ان الأطفال معرضون للاصابة بسرعة كبيرة بالجفاف إذا ما تم العلاج بشكل سريع وفوري، لأن الجفاف بشكل خطورة على حياة الطفل.
وأوضح البسام ان الجفاف لا يرتبط بالفئات العمرية على الاطلاق، كما انه ليس له علاقة مباشرة بالحالة الاجتماعية للفرد.
وأشار الى ضرورة الوقاية من الجفاف عن طريق الوعي والادراك التام لأهمية تناول السوائل المختلفة باستمرار لحاجة الانسان اليومية لها على مدار 24 ساعة.
ونبه الى ضرورة ان تزيد الكميات المستهلكة من السوائل بأنواعها في المناطق الحارة عن المعتاد، وذلك لاحتياج الجسم لتناولها طول اليوم.
وقال البسام: يجب أن يشرب الانسان الطبيعي بمعدل ليتر ونصف الليتر الى ليترين من الماء. اضافة الى امكانية زيادة تناول السوائل المتنوعة الأخرى مثل العصائر والمشروبات المحلاة والمخلوطة بنكهات مختلفة لتشجيع الأطفال».
ومن النصائح المهمة التي يرى الدكتور توفيق البسام وجوب الالتزام بها:
* الابتعاد عن الرياضة والاجهاد الجسدي في المناطق الحارة وفي وقت الظهيرة.
* عدم تناول الماء والسوائل بعد الانتهاء من التدريبات الرياضية مباشرة بل يجب الانتظار من عشر دقائق الى 15 دقيقة حتى يرتاح الجسم، كما يجب تناولها على دفعات متتالية.
* ضرورة التنويع في المواد الغذائية المستهلكة يوميا والاكثار من الفواكه والخضروات التي تحتوي على الماء والاهتمام بتناول السلطات ليبقى الغذاء صحياً ومتوازناً.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved