زعموا أن كلبين كانا يعيشان في أحد الاقاليم الفرنسية وكانا كل يوم يخرجان إلى الصيد طلبا للرزق اذ لم يكن لهما منزل يأويان اليه سوى الاحراج. الا أنهما كانا اذا اقتربا من العمران يصيبان عظمة أو كسرة خبز من بعض الناس، وكان الكلب الذكر يدافع عن أنثاه كلما تعرضت للضرب ويستبسل في مقاتلة الذين يهجمون عليها.
وفي ذات يوم عثر أحد المزارعين بينما كان يفلح حقله على جثة الانثى ورأى الذكر مضطجعا إلى جوارها وعيناه تقدحان الشرر فلما اقترب المزارع منه أخذ الكلب ينبح نباحا أليما. وسرعان ما فهم المزارع لما رأى الدم يسيل من عنق الأنثى، انها ماتت دهسا تحت دواليب احدى السيارات فانتزع الجثة رغم مواثبات الكلب الذكر ونباحه المستميت وحملها إلى غابة مجاورة ودفنها في الأرض.
ولما انقضى على ذلك مدة اتفق ان مر المزارع بذلك المكان ودهش جدا لما رأى أن الكلب الذكر قد نبش الجثة وظل مضطجعا جوارها لا حراك به حتى مات من الحزن على أنثاه.. فعاد المزارع ودفن الجثتين ولا يزال مندهشا من هذه المودة بين معاشر الحيوان.
|