في مثل هذا اليوم من عام 1807، وجد الرئيس الأمريكي جيفرسون نفسه في مأزق نتيجة لتهديد الحروب النابليونية بأن تغزو بلاده. هذا وكان الإمبراطور الفرنسي نابليون الأول قد تعهد بقطع كافة علاقات التجارة الخارجية مع بريطانيا. وجاء رد بريطانيا سريعاً وتحركت في اتجاه وقف التجارة الخارجية مع فرنسا.
وفي خضم هذا الصراع الدائر، تم الاستيلاء على أسطول أمريكي من السفن التجارية وسبل العيش الأخرى. وتطلُعاً إلى حماية السفن دون التضحية بموقف البلاد الحيادي، لجأ جيفرسون إلى اتخاذ إجراء قانوني. وما كان هذا الإجراء إلا سن قانون من المجلس التشريعي يحظر عمليات التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا جميعها. ولم يكن هذا القانون من وجهة نظر جيفرسون مجرد إجراء دفاعي، بل كان أملاً أيضاً لأن تظهر الولايات المتحدة على أنها قوة متنامية وشريك تجاري فعال ومستقل في نفس الوقت.
ولكن وعلى العكس من كل توقعات جيفرسون، كان لقانون الحظر تأثير مختلف تماماً عما أراده جيفرسون، ليس لأن هذا الحظر قد فرض ضريبة كبيرة على الأرباح الزراعية والتجارية الأمريكية فحسب، لكنه كان أيضاً يبدو في مصلحة التجار الإنجليز والفرنسيين. وبحلول عام 1809، تم إجبار جيفرسون من قبل مجموعة من المزارعين والتجار والنقاد السياسيين على إلغاء ذلك الحظر وإعادة فتح الأبواب أمام تبادل العلاقات التجارية مع دول أوروبا إلا أن هذا التراجع لم يشمل بريطانيا وفرنسا.
|